حطمت مجرة تم اكتشافها حديثًا الرقم القياسي لأقدم مجرة تم رصدها حتى الآن، يُطلق عليها اسم "JADES-GS-z14-0". وهي لامعة للغاية في الكون المبكر، حيث بدت بعد أقل من 300 مليون عام من الانفجار العظيم. وقد تم تأكيد اكتشاف ثانٍ حديث، يُطلق عليه اسم "JADES-GS-z14-1"، على أنه بعيد تقريبًا. ويقول علماء الفلك إن هذه الاكتشافات أصبحت الآن "لا لبس فيها".
في يناير/كانون الثاني 2024، رصد "NIRSpec" مجرة "JADES-GS-z14-0" لمدة عشر ساعات تقريبًا، وعندما تمت معالجة الطيف لأول مرة، كان هناك دليل أن المجرة كانت بالفعل عند انزياح أحمر يبلغ 14.32، محطمة الرقم القياسي السابق لأبعد مجرة، كما قال علماء الفلك، ومن خلال الصور، وجد أن المصدر يمتد على مسافة تزيد عن 1600 سنة ضوئية.
وقد أثار سؤال كيف يمكن للطبيعة أن تخلق مجرة ساطعة وضخمة وكبيرة الحجم في أقل من 300 مليون سنة الجدل، وقد تم كتابة ثلاث أوراق بحثية منفصلة حول هذا الموضوع. ولم تتم مراجعة اثنين آخرين من البيانات على "arXiv" بعد، ولكن جميع البيانات الثلاثة توصلت إلى نفس النتيجة"JADES-GS-z14-0" موجودة بالتأكيد، وهي نقطة بيانات لامعة تمثل طريقًا جديدًا للمضي قدمًا في فهم كيفية تشكل الكون.
يقول العلماء: "JADES-GS-z14-0 كبيرة ومشرقة للغاية، أولاً يظهر حجمه أن معظم الضوء يجب أن يأتي من النجوم، وليس من وهج الضوء القادم من الفضاء المحيط بثقب أسود فائق الكتلة". يكشف تحليل الضوء الذي تم الحصول عليه من هذا النجم عن وجود كميات كبيرة من الغبار والأكسجين، وهو ما لم يكن متوقعاً في وقت مبكر من هذا الحدث. ولابد أن تتكون مثل هذه العناصر الثقيلة داخل النجوم التي تحتاج بدورها إلى الانفجار. وتشير هذه السمات إلى أن عدة أجيال من النجوم الضخمة لابد وأن عاشت وماتت بالفعل بعد 300 مليون سنة من الانفجار العظيم.
وتابعوا: "في المجمل، تشير المجرة إلى أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في الكون المبكر، حيث تظهر أن العدد الكبير من مصادر الضوء التي نراها هناك لا يمكن تفسيرها بالكامل من خلال الثقوب السوداء المتنامية". واختتموا: "أصبحت JADES-GS-z14-0 الآن النموذج الأولي لهذه الظاهرة. ومن المذهل أن يتمكن الكون من تكوين مثل هذه المجرة في 300 مليون عام فقط".