هو فنان حسّاس ورجل يبحث عن امرأة تجتمع فيها كل النساء وكل طيبة الأمهات حتى تنقذه من ضياعه وترحاله من بلد لآخر. في كل حوار لـ "سيدتي" معه، يبدو متحيّزاً أكثر للحب وللمرأة العربية، ويجبرني بتواضعه وصدقه وتقبّله النقد الآخر على احترامه حيث اعترف لي بصدق الشاعر العراقي سعدي يوسف حول نطقه الخاطئ لمخارج الحروف في بعض أغانيه القديمة، وأيدّ حقّ الفنانين اللبنانيين بالغناء في بيت الدين وبعلبك، وأعلن حبه للمغرب وعودته إليها وسامح الصحفي المغربي بقلب مفتوح... اليكم الحوار:
إستاء الصحـفـيون الأردنـيون لعدم عقدك مؤتمراً صحفياً على هامش حفلك في مهرجان الأردن، فما سبب امتناعك؟ وهل السبب ما حدث لك من توتر في مؤتمر مهرجان موازين المغربي الأخير؟
ثقتي بجمهوري كبيرة وثقة جمهوري
بأخلاقي أيضاً كبيرة
تريدين الصدق؟ بعد مشكلة الصحفي المغربي (كان قد التقط صورة لكاظم وهو يرفع يده بعفوية، فأُسيء فهم حركة إصبعه من ذلك الصحفي الذي استغلّ الصورة ليخلق ضجة)، صرت أخاف من الصور، علماً أنني طبيعي جداً في أدائي على المسرح. وخلال احتكاكي بالناس ومصافحتهم أو تحريك يديّ بعفوية في مؤتمر ما، لا أراقب نفسي ولا طريقة تحرّكي، لكن عشرات الكاميرات تفعل ذلك وترصدني وتلتقط لي عشرات الصور في ثانية. ثقتي بجمهوري كبيرة وثقة جمهوري بأخلاقي أيضاً كبيرة، فهو لن يصدّق ادّعاءات وألاعيب هذا الصحفي أبداً.
لكنك لم تجب على سؤالي الأهم حول سبب رفضك عقد مؤتمر صحفي في مهرجان الأردن؟
لم أكن أريد كشف السبب، لكنني جرّاء إصرارك سأكشف لك السبب الحقيقي، وهو بقائي إلى جانب صديقي محمود، الذي يعتبر رفيق دربي منذ 25 سنة، لثلاثة أيام في المستشفى في باريس لإجرائه عملية قلب، لم أنم خلالها إطلاقاً. وكانت رحلتي طويلة من باريس إلى عمّان التي وصلتها في حالة إعياء تامة، منعتني أيضاً من إجراء بروفة مع فرقتي، لذا قرّرت الإعتذار عن إقامة مؤتمر صحفي، وأنا في حالة توتر وقلق على صديقي محمود الذي يعمل معي أيضاً في كورال فرقتي. ومن خلال "سيدتي" أوجّه اعتذاري للصحفيين الأردنيين الذين أعتبرهم أهلي، وبيننا عشرة عمر خلال مؤتمرات ومهرجان جرش.
كيف انتهت قضيتك مع الصحفي المغربي؟
لا فكرة لديّ لأن محاميّ الخاص ومدير أعمالي هما من يتابعان مستجدّاته.
لم أغضب من ملحم بركات
أنت أحد أبرز نجوم مهرجان بيت الدين سنوياً. وقد اعترض الفنان اللبناني ملحم بركات على ذلك بعدّة تصريحات صحفية مفادها: هل يعقل أن يشارك فيه كاظم الساهر سنوياً، بينما نحن الفنانين اللبنانيين نحرم من الغناء فيه وفي مهرجان بعلبك؟ وقد خالفته الفنانة نجوى كرم بقولها: يجب ألا يشحذ اللبناني مشاركته في مهرجانات بلده، فهل ساءك اعتراضه عليك؟
إطلاقاً. أنا أحترم جداً الفنان ملحم بركات وأعماله، وكلامه لم يغضبني أبداً، فهو حرّ في رأيه، ولولا محبّته لمهرجان بيت الدين لما قال ما قاله. والواقع أنني لم أعلم بما قاله سوى منك أنت الآن. وأتّفق معه في الرأي، وأضمّ صوتي لصوته في حق الفنانين اللبنانيين باعتلاء مسرح مهرجانيّ بيت الدين وبعلبك والغناء فيهما.
صوت هذه الفنانة غير عادي
مضت سنوات وأنت تلحّن ملحمة "جـلجـامش" لتقديمها في أوبـرا مسرحية. فما آخر التطوّرات فيها؟
ستكون ملحمة "جلجامش" أقرب
للأوبرا العاطفية
وأخيراً، أنجزتها في نهاية العام الماضي، وهي الآن بيد الموزّع الموسيقي الدكتور فتح الله الذي يحتاج أشهراً أخرى لتسجيل لوحاتها الغنائية و"الكورال" في الاستوديو.
وستكون ملحمة "جلجامش" أقرب للأوبرا العاطفية لتعدّد لوحاتها الغنائية الضخمة، منها لوحة عشتار.
ما هي الشخصية التي ستقدّمها أنت شخصياً؟
سأقوم بأداء شخصية جلجامش الرئيسية، وسيقوم الدكتور فتح الله أحمد بدور صديقه أوركيدو، وسيغني مقاطعه الغنائية بصوته. وأبحث الآن عن الشخصيتين النسائيتين المناسبتين للعمل، ولم أرشّح أحداً بعد من بينهما لشخصية عشتار.
من المرشّحات لها اليوم، بعد تداول أسمي أصالة وأنغام عام 2007؟ وهل أسماء المنوّر إحدى المرشحات؟ وما قصة انحيازك الفني لها حيث أطلقتها بـ "ديو" معك، وهل ستصوّر معها "ديو" آخر على طريقة "فيديو كليب" "المحكمة"؟
إلتقيتها صدفة في استوديو صديقي إيهاب بطرس، ولفتتني موهبتها وصوتها منذ لقائي الأول بها. وهي تستحقّ مشاركتي ديو "المحكمة" التي سأصوّرها على طريقة الـ "فيديو كليب" قريباً جداً مع المخرج سعيد الماروق الذي قدّمت له أغنيتين ليختار الأنسب له والأخرى لمخرج آخر، وفوجئت به يعجب بالإثنتين.
زادت نجومية وشهرة أسماء المنوّر بعدما اكتشفتها وقدّمت معها "دويتو" غنائياً، فقيل إنها محظوظة بدعمك الفني لها. ما تعليقك؟
موهبتها هي التي فتحت لها أبواب النجومية والشهرة لا غنائي "دويتو" معها إطلاقاً، وهذا الرأي فيه ظلم كبير لها، أرفضه تماماً ولا أقبله. صوت أسماء المنوّر رائع خاصة حين أدّت وسجّلت دويتو "المحكمة" معي.
لماذا؟ ما سبب تفرّد صوتها لدرجة غنائك "دويتو" آخر معها؟
هي صاحبة صوت غير عادي، صوت حسّاس وقوي ومثقّف، وأداؤها اللغوي سليم وخالِ من الأخطاء، ونطقها لمخارج الحروف صحيح وجميل جداً. فأغنيتي "المحكمة" من أصعب الأغاني التي قدّمتها مؤخراً، وسر تميّزها أنني ولأول مرّة أغنّي بطبقة أضعف من طبقة صوت المرأة التي يعلو صوتها على صوتي.
ستحسدها المطربات العربيات على مقاسمتها لك دويتو "المحكمة"، أليس كذلك؟
أسمعت "الدويتو" بعد تسجيله لإحدى المطربات العربيات، فلم تستطع إلا قول: "الله ما أحلى هذا الصوت". وحين أخذته إلى استوديوهات نيويورك لتسجيله بأحدث التقنيات، إندهش التقنيون الأميركيون من قوة وعذوبة صوتها، وقالوا لي بالحرف الواحد: "لا نعرف اللغة العربية، لكننا شعرنا بأحاسيس هذا الصوت العذب".
أليس غريباً أن يستغرق الدكتور فتح الله أحمد أشهراً طويلة في تسجيل أصوات "الكورال" فقط؟
علاقتي العاطفية كانت من أرقى العلاقات
لا. فألحان ملحمة "جلجامش" ليست بألحان غنائية قصيرة سهلة، بل هي ألحان مركّبة ومعقّدة وصعبة، ولا بدّ للدكتور فتح الله أن يحفظ على سبيل المثال دوره الغنائي كاملاً وبإتقان قبل تسجيل غنائه والكورال معه. ثم سيسجّل الأدوار الأخرى بالوتيرة ذاتها.
وهل قمت بتلحينها بمفردك؟
نعم.
أنا في حالة ضياع
بعد غياب أجدك نحيفاً ومرهقاً، فهل هذه علامات العشق والفراق أم علامات السنين والتعب والوحدة؟
الحقيقة أن العشق أحياناً يقتلنا نحن الرجال ويحرقنا، ثم يتركنا رماداً ويرحل.
هل كلماتك هذه تنذر أو تعلن نهاية حبك للفتاة العربية ـ الأوروبية؟
لن أشبع فضولك تماماً، لكنني سأعترف لك أن علاقتي العاطفية بها كانت من أرقى العلاقات التي تربط رجلاً بامرأة، فهي امرأة رائعة، وقد استمرّ حبي لها لسنوات كثيرة بصمت.