عاما كاملا الآن مر على رحيله كم نشعر بافتقاده وكم أن السينما تناديه وتترجاه العودة لكن دون جدوى فلا يسمعهم وان كان يشعر بهم يخاطبهم قائلا:"لقد تركت لكم تلاميذ من مدرستي أوصتهم أن يسيروا على نهجي فاعتبروا كل منهم شاهينيا وطالما توافرت أفلامي فأنا إذن لم أمت فأدعو لي فقط بالرحمة". هذا هو الحديث الروحي الذي دار ويدور بين المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وبين صناع السينما المصرية اللذين افتقدوه وصدعت رؤوسهم من علامات استفهام عديدة فأين هي رؤيته الإخراجية وأين هي ديكتاتوريته وديمقراطيته أين هو ذلك الأمر الناهي في الأستوديو والإجابة على كل هذه التساؤلات ليست إلا واحدة انه مات وترك زخرا سينمائيا لو سرنا على نهجه لصرنا من اعظم صناع السينما في كل العالم العربي بل والأوربي أيضا.
365 يوما كاملا مر على رحيله فأقام له بعض من تلاميذه النجباء الغير ناكرين لجميلة حفل تأبين تخليدا لذكرى هذا الرجل الذي أعطاهم كل شيء ولم يأخذ منهم شيء فاحتفلوا هؤلاء وعلى رأسهم المخرج خالد يوسف والسينارست ناصر عبد الرحمن واشرف مصيلحي بإطلاق شارعا في الإسكندرية باسمه ليظل شاهين محط أنظار كل من يمر في هذا الشارع فيطلب له المغفرة فقد كان هناك راقدا جثمانه بمقابر الروم الأرثوذكس بمنطقة الشاطبي بمدينة الإسكندرية حيث مسقط رأسه وحضر مسلسلات القداس الإلهي على روحه الذي أقامته الكنيسة بحضور يوحنا ذهبي الفم وهم إسماعيل سعادة وجورج فيراس وجورج نبهان.
تلاميذه يتحدثون
وبعد إقامة مراسم القداس على روح الراحل كان لمسلسلات هذه اللقاءات مع بعض من تلاميذه:
خالد يوسف: اشعر أن اليوم مات شاهين فتجددت أحزاني وفارقني النوم لأيام طوال فأين هو الآن أين الأستاذ ومعلمي الأول الذي علمني يعني ايه سينما يعنى إيه تكنيك إخراجي يعنى إيه صناعه سينمائية فاشعر كل يوم بافتقاده اكثر لكن ما يهون علي بعض من أحزاني إنني أسير على نهجه رحمة الله.
ناصر عبد الرحمن: لقد أعطاني الأستاذ يوسف شاهين فرص في حياتي لم اكن أحلم بها لكن من سوء الحظ مات قبل أن انهل من علمه ومن خبرته فصفق لي وشجعني كثيرا وقال لي يوما انك يا ولد سيكون لك شأن كبير والآن أقول له وحشتنا وكم نفتقدك ونشعر بغربة سينمائية بدونك يا معلم السينما المصرية لكن نعدك أن مدرستك الشاهينية لن تغلق أبوابها وسنظل دوما حتى وأنت راقدا سائرون على دربك.