رفعت فتاتان إماراتيتان علم الامارات عاليا فوق أعلى قمة جبل في العالم، وذلك في السابع من شباط الجاري حينما تمكنت ربى يوسف الحسن، مستشارة التنمية الاجتماعية في أبوظبي، والدكتورة نوال خليفة الحوسني، المدير المشارك للاستدامة في شركة "مصـدر" من تسلق قمة جبل 'كليمنجارو' في تنزانيا (5895مترا) بعد رحلة صعود شاقة عبر أخطر مسار في الجبل.
ويعرف هذا المسار بطريق (ليموشو) وعلى مدى ثمانية ايام متواصلة من الصعود نحو القمة، في ظل ظروف مناخية قاسية، وتنوع حادّ في الطبيعة من غابات واراض بركانيـة وثلوج وصقيع. وكان هذا الطريق قد اقفل في عام 2006 بعد مصرع عدد مـن المتسلقين لقمـة هذا الجبل، وأعيد فتحه أمام المتسلقين المغامرين في أواخر 2007.
وتقول ربى الحسن ان هدفنا من هذه المبادرة الخطرة، هـو تعميم الوعي "بالسياحـة الاخلاقيـة" المسؤولة، والتي لها تأثير على الناس والبيئة، كما أكتشفنا أهمية توفر الارادة والتصميم عند الوقوف أمام التحديات والمخاطر. فضلا عن استحضار قيـم التحمل والصبر في مواجهة شراسة الطقس وقبول العيش كل ليلة في خيمة مساحتها متر مربع واحد فوق سطح جليدي تصل الحرارة فيه الى 30 تحت الصفر، وتصعد حاملا على ظهرك متاعك و"قربـة" ماء، وتعيش لحظات قاسية مؤلمة، حينما تنزلق قدماك.
من جانبها قالت الدكتورة نوال الحوسني "لكننا نسينا كل ذلك حينما وصلنا الى القمة، ووقفنا تحت يافطة خشبية ترمز الى وصولنا الى أعلى قمة جبل مستقل في العالم، واعلى نقطة في القارة الافريقية، وعلى القمة رفعنا علم الامارات عاليا، وثبتناه في وسط اليافطة الخشبية". وتضيف: "كان فرحنا ممزوجا بالبكاء، وحمدنا اللـه كثيرا، وتذكرنا دعوات الأهل والصديقات". وتضيف قائلة "في رحلة النزول من القمـة، والتي استمرت نحو يومين كنا فخورتيـن بما أنجزناه، وبخاصة حينما كنا نشاهد بعض المتسلقين الغربيين وبعضهم من المشاهير يعجزون عن استكمال المسار، لاسباب صحيـة، ويعودون أدراجهـم، واستغرب بعضهـم حينما عرف هويتنا كفتاتين خليجيتين وعربيتين ومسلمتين".
