المذنبات هي أجسام جليدية صغيرة تسبح في الفضاء تنتقل بين الكواكب، وبعضها يمثل جزءا من مجموعتنا الشمسية ولها حركتها المدارية حول الشمس، وتأخذ حركتها المدارية هذه أبعادا متفاوتة وتختلف عن بعضها البعض في مسار مداراتها والوقت التي تحتاجه أبدا، والبعض الأخر يتداخل في مدارات الكواكب كزحل والبعض الآخر يذهب بمداره إلى أبعد من بلوتو.

وعندما يكون المذنب بعيدا عن مجموعتنا الشمسية يكون صغيرا وغير مرئي، ولكن عندما يدخل في وسط المجموعة الشمسية ويصطدم بالرياح الشمسي هنا يبدأ المذنب بالتحول، ويصبح وهاجا ويظهر له ذنب أو اثنين وقد يغطي هذا الذنب نصف قطر السماء تقريبا، فيشاهد رأسه متجها إلى الشمس وذيله الوهاج في الجهة المعاكسة وهو يجوب آفاق السماء وليس للمذنب قيمة أساسية، ولا يشكل خطرا عل الأرض لأنه على مدى العصور قد صادف أن الأرض قد اعترضت مساره بدون أثر يذكر.

وقد تمكن الباحثان الفلكيان الكويتيان بدر العميرة وفهد المشحني من تصوير المذنب هارتلي بواسطة اجهزة فلكية خاصة في صحراء السالمي. وقال العميرة ان المذنب يوجد هذه الايام قرب مجموعة برشاوس على هيئة سحابة كروية مبينا انه لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة بسبب صغر حجمه.

واشار الى ان المذنب يحتاج الى منظار ثنائي العينية (الدربيل) لرصده اضافة الى موقع رصد بعيد عن المدينة وتلوثها الضوئي والبيئي مشيرا الى ان فرصة المشاهدة الافضل له تكون اواخر شهر اكتوبر/ تشرين الأول الحالي موعد وصوله الى اقرب نقطة من الارض.

وذكر العميرة ان هذا المذنب الذي اكتشفه الفلكي الاسترالي هارتلي عام 1985 والذي يتم احتساب مداره حول الشمس كل ست سنوات يمر على بعض المجموعات النجمية اثناء مساره باتجاه السماء الجنوبية ويمكن تتبعه حتى شهر ديسمبر المقبل.