بفضل تلسكوب جيمس ويب الفضائي فائق القوة التابع لوكالة ناسا، تمكن العلماء من رصد مجموعة من المجرات الضخمة الساطعة في بدايات الكون. لكن المشكلة هي أن هذه المجرات لا ينبغي أن تكون موجودة هناك، على الأقل وفقاً لآخر ما توصل إليه العلماء في كيفية تشكل المجرات.
ومن هنا جاءت دراسة جديدة أجراها علماء فيزياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونشرتها الجمعية الفلكية الملكية في نشرتها الشهرية، عن الطاقة المظلمة، باعتبارها قوة غامضة يعتقد العلماء أنها تتسبب في تمدد الكون بشكل أسرع، وظهرت لفترة وجيزة في بداية الكون، وأعطت كل شيء دفعة جيدة، ثم اختفت دون أن تترك أثرا، بحسب العلماء.
يوضح روهان نايدو، باحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤلف المشارك للدراسة: "لديك لغزان مفتوحان يلوحان في الأفق. لقد وجدنا أن الطاقة المظلمة المبكرة في الواقع هي حل أنيق ومتفرق للغاية لاثنتين من أكثر المشكلات إلحاحًا في علم الكونيات".
وقام فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بقيادة الباحث شيويه جيان شين، بإنشاء نموذج لكيفية تشكل المجرات في أول مئات الملايين من السنين من عمر الكون، وعندما أضافوا الطاقة المظلمة المبكرة إلى المزيج حدث شيء مذهل، حيث تطابق عدد المجرات التي ظهرت مع ما نراه باستخدام تلسكوب جيمس ويب.
يقول شين: "إن المجرات الساطعة التي رصدها تلسكوب جيمس ويب تشبه رؤية مجموعة من الأضواء حول المدن الكبرى، في حين تتنبأ النظرية بشيء يشبه الضوء حول البيئات الريفية مثل حديقة يلوستون الوطنية. ولا نتوقع هذا التجمع من الضوء في وقت مبكر جدًا".
ومع ذلك، مع وجود الطاقة المظلمة المبكرة في اللعبة، فإن "الهيكل العظمي" للكون المبكر، المكون من المادة المظلمة غير المرئية، يتشكل بشكل مختلف. يوضح نايدو: "ما نظهره هو أن البنية الهيكلية للكون المبكر قد تغيرت بطريقة خفية حيث تزداد سعة التقلبات، وتحصل على هالات أكبر ومجرات أكثر إشراقًا موجودة في أوقات سابقة، أكثر من نماذجنا الأكثر بساطة".
إذا كان فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على حق، فإن الطاقة المظلمة المبكرة قد تكون القطعة المفقودة التي تعيد ملاحظاتنا ونظرياتنا إلى الانسجام. وسوف تفسر لماذا نشهد معدلات توسع مختلفة ولماذا يوجد الكثير من المجرات الساطعة في الكون المبكر. يقول البروفيسور مارك فوجيلسبرجر، أحد المشاركين في الدراسة: "لقد أثبتنا إمكانات الطاقة المظلمة المبكرة كحل موحد للمشكلتين الرئيسيتين اللتين تواجههما علم الكونيات. وقد يكون هذا دليلاً على وجودها إذا تم تعزيز النتائج الرصدية لتلسكوب جيمس ويب بشكل أكبر".