قدم جيمس ويب، أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق وفقا لوكالة ناسا، صورا مذهلة واكتشافات علمية رائدة طوال عام 2023. وبحلول تاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول، احتفل التلسكوب بالذكرى الثانية على إطلاقه إلى الفضاء في عام 2021. وبهذه المناسبة، ومع بداية عام جديد، نذكر عددا من أهم إنجازات التلسكوب لعام 2023.
وحدثت إحدى اللحظات الأكثر روعة عندما قام العلماء بتحليل الصور الأولية التي التقطها تلسكوب جيمس ويب. وعثروا على ست مجرات كانت أكبر بكثير مما كان متوقعا. ويتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات السابقة حول كتلة النجوم خلال هذه الفترة من تطور الكون. وقد تكون الكتلة المعروفة للنجوم خلال تلك الفترة أكبر بما يصل إلى 100 مرة مما كان يُعتقد سابقا، ما يؤدي إلى إعادة تقييم تكوين المجرات المبكر.
كما أحدث اكتشاف بخار الماء على كوكب صخري خارج المجموعة الشمسية، يسمى GJ 486 b، ضجة في المجتمع العلمي. وتعد هذه النتيجة مهمة في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، حيث أن الماء عامل حاسم في قابلية السكن. ويقول العلماء إن بخار الماء يمكن أن يكون من الغلاف الجوي الذي يغلف الكوكب، وفي هذه الحالة يجب أن يتجدد باستمرار بسبب الخسائر الناجمة عن الإشعاع النجمي، ولكن هناك احتمال مماثل يقول إن بخار الماء هو في الواقع ناجم عن الطبقة الخارجية للنجم المضيف البارد للكوكب.
وتوفر ملاحظات تلسكوب جيمس ويب لمجرة الدوامة، المعروفة باسم مسييه 51 (M51)، رؤى قيمة حول التفاعلات المعقدة بين المجرات. وتساعد دراسة هذه التفاعلات العلماء على فهم العمليات المختلفة، مثل تكوين النجوم، وإثراء المعادن، وتكوين الكواكب والأقزام البنية.
ولعل أحد أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام أيضا، هو تحديد مركب كيميائي ذو رائحة كريهة على الكوكب الخارجي K2-18b. وإلى جانب الاكتشاف السابق لبخار الماء، فإن هذا الاكتشاف يثير احتمال وجود كوكب ذو مصادر بيولوجية محتملة، ما يجعله مرشحا مثيرا للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
وفي تطور مفاجئ، وجد علماء يراقبون سديم الجبار أكثر من 80 ثنائيا من الكواكب بحجم المشتري منفصلة عن النجوم، ما يتحدى الفهم الحالي لفيزياء الغاز وتكوين الكواكب. وهذه الأجسام الثنائية ذات كتلة المشتري (Jupiter Mass Binary Objects)، أو اختصارا JUMBO، هي فئة جديدة غريبة من العوالم التي يبدو أنها تتحدى التصنيف، حتى أنها تركت العلماء في حيرة من أمرهم.
كما التقط تلسكوب جيمس ويب الضوء من أقدم المجرات التي تم اكتشافها على الإطلاق، ما سلط الضوء على الفيزياء الغريبة التي حكمت الكون المبكر. وهذه المجرات البعيدة قد تلعب دورا مهما في كشف أسرار الفجر الكوني. ومع انتقالنا إلى عام جديد، من الواضح أن تلسكوب جيمس ويب سيستمر في اكتشاف وفك العديد من الألغاز والأسرار الكونية وإثارة دهشة العلماء باكتشافاته الغريبة.