يعتقد العلماء أن هناك ثقوب سوداء قريبة منا ما تزال غير مكتشفة، وبحسب دراسة حديثة فإن هناك دلائل على وجود ثقب أسود واحد أو أكثر في منطقة نجمية قريبة وهو ما يعني أن الثقب الأسود قد يكون أقرب إلينا مما نعتقد. في بحث لعلماء الفلك في جامعة برشلونة عن أقرب ثقب أسود إلى الأرض، بزغ أمامهم مرشح جديد لأن يكون الثقب الأسود الأقرب إلينا إذ تشير الأدلة إلى وجود ثقوب سوداء في عنقود القلائص النجمي، على بعد 150 سنة ضوئية فقط، وهو ما يعتبر لغاية الآن أقرب ثقب أسود للأرض. وكانت دراسات سابقة قد كشفت أن أقرب ثقب أسود يبعد عنا على نحو 1000 سنة ضوئية.
يعرف الثقب الأسود على أنه ذو جاذبية قوية بحيث لا يستطيع الضوء الخروج منها، ويعود سبب هذه القوة إلى أن بعض النجوم بعد موتها تقع تحت ضغط كبير، في مساحة صغيرة، وتعتبر الثقوب السوداء غير مرئية كونها سوداء وتمتص الضوء. في الواقع، يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن 100 مليون ثقب أسود نجمي في مجرة درب التبانة وحدها، وهي بقايا نجوم ضخمة انفجرت في مستعر أعظم. ومع ذلك، لم يتم اكتشاف سوى بضع عشرات منها لأن معظمها غير نشط، وبالتالي غير مرئي للتلسكوبات.
وكان علماء الفلك قد تمكنوا من رصد ثقب أسود داخل مجرتنا "درب التبانة"، ونشروا صورة لثقب أسود ذي كتلة هائلة يلتهم أي مادة تدخل في نطاق جاذبيته. وأفاد موقع أمريكي: "أخيرا لدينا أول نظرة على ثقب أسود داخل مجرة درب التبانة (واسمه) ساغيتارياس إيه. إنه فجر عصر جديد لفيزياء الثقوب السوداء".
والثقب الأسود المسمى "ساغيتارياس إيه" هو ثاني ثقب أسود يتم تصويره على الإطلاق. وتم إنجاز هذا العمل الفريد من خلال آلية التعاون الدولي نفسها التي اعتمدت على التلسكوب إيفنت هوريزون والتقطت في عام 2019 أول صورة على الإطلاق لثقب أسود في قلب مجرة أخرى. وعادةً ما تكشف الثقوب السوداء النجمية عن نفسها فقط عندما تسحب المواد من نجم مرافق، وتنبعث منها إشعاعات في هذه العملية، أو عندما يصطدم ثقبان أسودان ببعضهما البعض.
بالنسبة للثقب الجديد الذي قد يتمكن العلماء من رصده أيضا بنفس الطريقة يؤكد علماء الفلك في جامعة برشلونة أمكانية إلى وجود أدلة قوية سلسلة جبال القلائص، وهي عنقود نجمي مفتوح يُشاهَد بالعين المجرد، بالقرب من نجوم كوكبة الثور. يبلغ قطر عنقود القلائص 4 فراسخ فلكية يبعد عنا حوالي 150 سنة ضوئية فقط. يضم العنقود النجمي أكثر من 700 نجم يتحرك معًا عبر الفضاء في ترتيب غير منتظم وفضفاض. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي هذا العنقود النجمي على ما يسمى بذيول المد والجزر، وهي مناطق ممتدة طويلة يتم فيها فحص النجوم الأخرى مع العنقود.
وبحسب موقع علمي المتخصص قام الفريق بقيادة ستيفانو تورنيامينتي بالتحقيق فيما إذا كان من الممكن اختفاء الثقوب السوداء النجمية في وسط القلائص. خاصة بعد رصد العلماء هناك عدد كبير من النجوم الضخمة والتي من المحتمل جدًا أن تصبح ثقوبًا سوداء بعد ظاهرة السوبرنوفا، حيث أشارت الأدلة إلى وجود ثقوب سوداء في عنقود القلائص النجمي، على بعد 150 سنة ضوئية. وظاهرة السوبرنوفا، أو ما يُعرف باسم” المستعر الأعظم” ، هو أكبر انفجار يحدث في الفضاء ، كما أنه يُعد المصدر الرئيس للعناصر الثقيلة في الكون ، السوبرنوفا يُمكنها أن تُصدر قدرًا من الطاقة يفوق طاقة الشمس طيلة حياتها.