فوجئ علماء بسماع صدى مخيف قادم من ثقب أسود في الفضاء فائق الكتلة، أكبر بـ4 ملايين مرة من الشمس في مركز مجرة درب التبانة. يمثل الصوت، الذي يصل إلى نغمات عالية ومنخفضة، فترة نشاط مكثفة للغاية حيث تم التهام الغاز والغبار منذ حوالي 200 عام، عندما انفجرت الهاوية المظلمة في الحياة بعد أن كانت نائمة.
التقط الباحثون في مرصد ستراسبورج الفلكي في فرنسا كميات هائلة من الإشعاع المنبعث من القوس A * (Sgr A *) في الضوء المنعكس، بواسطة السحب في مركز المجرة، وبالتحديد المنطقة الوسطى من مجرتنا. تشرح هذه النتائج سبب سطوع الغيوم الجزيئية المجرية بالقرب من (Sgr A *) على بعد 25640 سنة ضوئية من الأرض، بشكل أكثر سطوعًا من المعتاد.
قال المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، الدكتور فريدريك مارين: «إن هذا الصدى يكشف عن صحوة ماضية لهذا الشيء العملاق، يمكن لهذه النتائج أن تزيد من تقييد النشاط السابق لمركز المجرة، وعندما يكون الثقب الأسود نائمًا، فإن الهاوية المظلمة لا تنبعث منها مستويات عالية من الأشعة السينية، وهي الطريقة التي يتم بها عادةً اكتشاف هذه الثقوب السوداء».
وثق العلماء قوس (Sgr A *) في عام 2022 خلال صورة، أظهرت ما يشبه بـ«دونات متوهجة باللونين الأحمر والبرتقالي معلقة في سواد الفضاء». في السابق، شوهدت النجوم تدور حول شيء غير مرئي ومضغوط وضخم في مركز مجرة درب التبانة، بما يدل على أن هذا الجسم كان عبارة عن ثقب أسود، حتى باتت هذه الصورة أول دليل مرئي مباشر للثقب الأسود.
شرح العلماء: «رغم استحالة مشاهدة الثقب الأسود كونه مظلمًا، فإن الغاز المتوهج حوله يكشف عن (بصمة منبهة)، وهي منطقة مركزية مظلمة تسمى الظل، محاطة بهيكل شبيه بالحلقة الساطعة. المنظر الجديد يلتقط الضوء المنحني بفعل الجاذبية القوية للثقب الأسود».
أردف «مارين» تصريحه بالقول إن الدراسة تقدم الجزء المفقود من الدليل على أن الأشعة السينية من السحب الجزيئية العملاقة ترجع إلى انعكاس توهج شديد قصير العمر، ينتج في أو بالقرب من القوس (Sgr A *)، يمكن لهذه النتائج أن تزيد من تقييد النشاط السابق لمركز المجرة.
وبحسب ما نقلته «ديلي ميل»، يعتبر قوس (Sgr A *) واحدًا من عدد قليل جدًا من الثقوب السوداء في الكون، حيث يمكن للعلماء مشاهدة تدفق المادة في مكان قريب.ونظرًا لأن هذه المنطقة تمتص كل الضوء المحيط فمن الصعب رؤيتها، فيما أمضى العلماء عقودًا في البحث عن تلميحات لنشاط الثقب الأسود.
دمج الفريق البحثي البيانات من التلسكوب الفضائي IXPE مع نتائج مرصد شاندرا للأشعة السينية، وكشف «مارتن» بناء على ما سبق: «زاوية الاستقطاب تتفق مع Sgr A * كونها المصدر الأساسي للانبعاثات».
