التقط التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" أول صورة مباشرة لكوكب خارج المجموعة الشمسية، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". الصورة المُلتقطَة هي لكوكب غازي عملاق غير قابل للحياة استناداً إلى مفهوم البشر، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، السبت.

"ناسا" نقلت الخميس، عن ساشا هينكلي، وهي أستاذة في الفيزياء الفلكية لدى جامعة إكستر، قولها إنّ ما حققه جيمس ويب "يشكل نقطة تحول، ليس فقط له بل لعلم الفلك عموماً". يفوق حجم الكوكب المسمّى "HIP 65426 b" حجم كوكب المشتري بستة إلى 12 مرة، وهو رقم تقديري ينبغي أن يؤكده التلكسوب.

كذلك ذكرت "ناسا" أنّ الكوكب، الذي يعود تاريخه إلى بين 15 و20 مليون سنة، يُعدّ صغيراً مقارنةً بالكواكب، وتحديداً بالأرض التي يعود تاريخها إلى 4,5 مليار سنة. هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التقاط صورة مباشرة لكوكب خارج المجموعة الشمسية، إذ سبق للتلسكوب الفضائي "هابل"، الذي أطلق عام 1990، ولا يزال قيد التشغيل، أن أنجز هذه المهمة.

"ناسا" أوضحت أنّ هذه الصورة "من شأنها أن توضح المسار الذي على جيمس ويب اتباعه في عملية استكشاف الكواكب"، وأضافت أن تمكّن "جيمس ويب" من التقاط الصورة "يشير إلى وجود الاحتمالات المستقبلية لدراسات العوالم البعيدة". نُشرت الصورة بأربع نسخ استُخدم في كل منها مرشح ضوئي مختلف، وتم تمييز الكوكب عن نجمه بسهولة بفضل المسافة الكبيرة التي تفصلهما.

من جانبه، قال أرين كارتر، وهو باحث في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز وعمل على تحليل اللقطات، إنّ "الحصول على هذه الصورة كان بمثابة البحث عن كنز في الفضاء". يدور تلسكوب "جيمس ويب" الضخم على بُعد حوالي مليون ميل من الأرض، وهو في وضع يسمح له بالتحديق في بعض أقدم المجرات والنجوم التي وُجدت في الكون.

تم إطلاق هذا التلسكوب إلى الفضاء لأول مرة في 25 ديسمبر/كانون الأول عام 2021. ووصِف بأنه خليفة تلسكوب هابل الفضائي القديم، وأُطلق التلسكوب للحصول على لمحة أفضل عن طريقة عمل الكون ومحتواه، وكيف يبدو عليه فيما هو أبعد مما رأته أعيننا من قبل. وكالة "ناسا" الأمريكية هي من بنت وأطلقت التلسكوب، بالتعاون مع وكالات الفضاء الرسمية في الاتحاد الأوروبي وكندا.