أعلنت بريطانيا الحرب على النفايات الفضائية مستعينةً بمركبة فضائية لجمع هذه النفايات واستعادة الأقمار الصناعية المتهالكة، وفق صحيفة بريطانية. إذ تتعاون وكالة الفضاء البريطانية مع شركة Astroscale الخاصة في أول إطلاق لمركبةٍ فضائية مهمتها إزالة الأقمار الصناعية من الفضاء عند وصولها إلى نهاية عمرها التشغيلي.
مهام المركبة الفضائية
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن المركبة الفضائية ستكون قادرة على التقاط عدة أقمار صناعية وإزالتها في المرة الواحدة، وذلك بمجرد أن تصل هذه المركبات إلى نهاية عمرها التشغيلي في المدار الأرضي المنخفض. وتابعت الصحيفة: "الشركة تعمل جنباً إلى جنب مع شبكة OneWeb، شبكة الأقمار الصناعية التي تملك الحكومة حصة منها، والتي تسعى إلى وضع ما يقرب من 650 قمراً صناعياً في المدار الفضائي لتوفير الروابط اللازمة لشبكة الإنترنت العالمية. تضم شبكة OneWeb في الوقت الحاضر 428 قمراً صناعياً تدور على مسافة 1207 كيلومترات فوق الأرض، لكن هذه الأقمار لا تتجاوز مدة عملها خمس أو ست سنوات، ومن ثم يجب إزالتها قبل نهاية العقد لتجنب اصطدامها.
تأمين المدار الفضائي
في السياق، قال جورج فريمان، وزير العلوم البريطاني، إن "المدار يوجد به آلاف الأقمار الصناعية بالفعل، ويُطلق آلاف أخرى كل عام، ومن ثم فإن معالجة مسألة الحطام الفضائي وإيجاد طرق جديدة لإزالة المركبات الفضائية الخارجة من الخدمة، وغيرها من النفايات الفضائية، أمرٌ تتزايد أهميته لأسباب عديدة، منها الحد من تكلفة الضرر اللاحق بمشغلي الأقمار الصناعية، وتأمين المدار الفضائي وتعزيز القدرة على استغلاله".
ومن المقرر أن تُطلق المركبة الفضائية، المسماة "إلسا إم" ELSA-M، لاختبارها في عام 2024، ثم تشغيلها في العام التالي. وتعمل المركبة عن طريق استخدام آلية الالتقاط المغناطيسي التي تجتذب الأقمار الصناعية، بحيث يمكن توجيهها إلى موقع مختلف أو إعادتها إلى الأرض.
النفايات الفضائية خطر يهدد الأقمار
يوجد حالياً ما يقرب من 4500 قمر صناعي في المدار، ومن المقرر نشر آلاف أخرى في السنوات المقبلة، لكن الخبراء يقولون إنه إذا لم يُفعل شيء لإزالة المركبات البائدة، فإن التصادم بينها واقع لا محالة. توفر الأقمار الصناعية خدمات لا غنى عنها، منها التنبؤ بالطقس، وإدارة الكوارث، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وبيانات للأنظمة المصرفية، وغيرها، ومن ثم فإن أي تصادم يعطِّل هذه الأقمار قد تكون له عواقب وخيمة على سير الحياة اليومية في عصرنا الحالي.
في غضون ذلك، قال بول بات، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية: "النفايات الفضائية خطر يهدد الأقمار الصناعية التي نعتمد عليها كل يوم للخدمات الحيوية، مثل الملاحة والخدمات المصرفية والاتصالات. لهذا السبب قررت بريطانيا معالجة ذلك، من خلال تمويل التقنيات التي عرضتها شركات خاصة لإزالة النفايات الفضائية، والعمل مع الشركاء الدوليين لتعزيز القدرة على استخدام المدار الفضائي واستدامة الخدمات".
تشير الأرقام الصادرة عن مكتب النفايات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، إلى أن المدار الأرضي يحتوي في الوقت الحالي على أكثر من 128 مليون قطعة حطام، يقل حجمها على 1 سم، بالإضافة إلى 900 ألف قطعة نفايات فضائية يتراوح حجمها بين 1 إلى 10 سم، و34 ألف قطعة يزيد حجمها على 10 سم".