المشاجرات جزء طبيعي من العلاقات، وأي ثنائي يدعي بأنه لا يتشاجر على الإطلاق إما يبالغ فيما يقوله أو أن العلاقة تعاني من خلل ما. ولكن المشاجرات، بحدها الطبيعي، محصورة، وهي تتم ضمن أطر وخطوط حمراء لا يتجاوزها أي من الطرفين. ولكن في المقابل هنا أشخاص حياتهم حافلة بالمشاجرات، فهم عملياً يتشاجرون حول كل شيء، من أصغر الأمور وأكثر تفاهة الى أكبرها وأكثرها أهمية. الامر خارج عن سيطرتهم، فهم مهما حاولوا عدم الدخول في مشاجرات إلا أنها تفرض نفسها عند كل منعطف. فمن هي هذه الثنائيات ولماذا المشاجرات جزء دائم وثابت في علاقتها وفق الأبراج؟
الحمل والجدي
الحمل برج غير صبور على الإطلاق ولا يمكنه أن يتقبل أو أن يتفاعل مع شخصية الجدي المتحفظة والتي عليها التفكير بكل شيء عشرات المرات قبل التصرف. العلاقة بين الحمل والجدي هي أشبه بخل والزيت، هما يمتزجان وإنما لوقت محدود للغاية. الجدي يقارب الأمور والمشاكل بشكل أكثر حساسية من الحمل بينما هذا الأخير يريد أن يضع كل الأمور على الطاولة والحديث عنها بشكل صريح بشكل كلي. الاختلاف الجذري في المقاربات لحل المشاكل تجعل الحمل والجدي يتشاجران حول كل شيء ولكن الطرف الأكثر انفعالاً في هذه المعادلة سيكون الحمل لان الجدي يملك القدرة على التحكم بانفعالاته وعدم الدخول في نوبات غضب.
الثور والدلو
الثور برج تقليدي حين يتعلق الامر بالحياة العاطفية ويفضل أن تتمحور المحادثات حول الأمور المادية، الترتيبات الحياتية الضرورية والخطط المستقبلية. ولكن الدلو في المقابل برج غير تقليدي على الإطلاق وأكثر ما يكرهه هو القواعد والقوانين والتخطيط، فهو يفضل ان يعيش كل يوم بيومه.
سبب المشاجرات المتكررة بينهما هو ان الثور يتقبل واقع انه سريع العطب بينما الدلو يدعي عكس ذلك ويخفي كل مشاعره. وعوض الخوض في محادثات صريحة حول ما يزعج كل واحد منهما، فإن الدلو يتمنع ويحاول العيش مع المشكلة ومحاولة حلها حين تفرض نفسها. المقاربة هذه تثير جنون الثور وإحباطه، ما يثير جنون الدلو وإحباطه بدوره. المشاجرات دائمة ومتكررة بين الثور والدلو وهي غالباً ما تتمحور حول الأمور نفسها.
الجوزاء والحوت
الحوت يحاول عبثاً فهم الجوزاء وذلك لان هذا الأخير لا يثبت على قرار أو موقف وبالتالي يشعر الحوت بانه يستحيل الدخول في محادثة صريحة ومن القلب الى القلب مع هذا البرج. الحوت يفضل المحادثات الجدية النابعة من القلب والصداقة ولكن الجوزاء يأخذ هذه الأمور بخفة كما انه لا يحب أن يتم الضغط عليه من أجل حثه على القيام بأمور أو التصرف بطريقة لا تشبهه.
في المقابل من وجهة نظر الجوزاء، الحوت هو الطرف الذي لا يفهم ما الذي يحدث لأنه بالنسبة اليه لا يستمع فعلياً لما يقوله وذلك لان جميع المحادثات حول أي مشكلة كانت يقوم الحوت بتحويله لتتمحور حوله. وهذه الأمور مجتمعة تؤدي الى مشاجرات عديدة ومتكررة بينهما كما انها تؤدي الى الجفاء العاطفي.
السرطان والميزان
السرطان برج مخلص للغاية كما انه يكرس نفسه وبشكل كلي من اجل إنجاح العلاقة. بالنسبة للسرطان العلاقات تستحق عشرات الفرص كما انها تستحق ان يحارب أي ثنائي فيها من اجلها. وبينما الميزان يملك العقلية نفسها تقريباً لناحية منح العلاقة الفرص ولكنه في المقابل يفضل العلاقات الخالية كلياً من المشاكل. وبما ان هذا الامر مستحيل، فإن الميزان يجد صعوبة في تقبل قيام السرطان وبشكل دائم بحثه على الارتقاء بالعلاقة الى مستويات جديدة ما يؤدي الى مشاجرات وبشكل دائم. في المقابل سعي الميزان الدائم الى التوازن يجعله يبدو للسرطان وكأنه متردد وبالتالي يخيل اليه بأن الميزان يعيد تقييم العلاقة. ولهذا السبب المشاجرات دائمة بين هذا الثنائي.
الأسد والعقرب
المشاجرات المتكررة بين الأسد والعقرب دائمة ومتكررة وحادة للغاية وذلك لان كل واحد منهما شرس للغاية ويملك الكثير من الشغف. وعندما تجتمع طاقتان قويتان للغاية فإن ذلك بطبيعة الحال سيؤدي الى الانفجار. كلاهما عنيد للغاية كما انهما لا يتقبلان عم موافقة الاخرين على ما يقولونه وبالتالي الجدال بينهما بيزنطي ودائماً ينتهي بمشاجرة من العيار الثقيل.
الأسد يريد وبشكل دائم أن يكون القائد، امر يجد العقرب صعوبة بالغة في تقبله وذلك لأنه لا يمكنه أن يتقبل قيام شخص اخر بإبلاغه بما عليه القيام به. المشاجرات بشكل عام نابعة من رفض كل واحد منهما سيطرة الاخر عليه وعليه هي معركة شرسة يحاول كل منهما الخروج منها منتصراً، لان الهزيمة تعني أن واحداً منهما هو القوي والثاني هو الضعيف.
العذراء والقوس
العذراء برج عملي للغاية في كل مجال من مجالات حياته والعلاقات والحياة العاطفية ليس خارج الحسبان. هو يفضل أن تسير العلاقة فوق الخطط الموضوعة لها ووفق حتى ولو جعل ذلك العلاقة تخلو من العفوية والحيوية.. فبالنسبة للعذراء هذه المقاربة هي الأكثر أماناً والخيار المعقول تماماً.
بطبيعة الحال هكذا مقاربة في العلاقة غير منطقية على الإطلاق بالنسبة للقوس الذي يفضل ان يعيش حياته ومن ضمنها حياته العاطفية وفق قواعده الخاصة. القوس يحتاج الى حريته وهذا أمر لا يتقبله ويتفهمه العذراء، لأنه الحاجة للحرية بالنسبة اليه تعني الجفاء والبعد وقلة الاكتراث فالعلاقة الجدية بالنسبة له هي التزام 100٪ طوال الوقت. وبطبيعة الحال القوس لا يمكنه الالتزام بهذه الطريقة ما يعني أن المشاجرات دائمة وفي الواقع العلاقة بين العذراء والقوس هي إضاعة لوقت كل منهما لأنه لا سبيل لنجاحها مهما حاولوا لان الاختلاف بينهما هائل وكل واحد منهما لا يمكنه أن يلتقي بالآخر في منتصف الطريق.