أثارت قضية الفنان الفرنسي، المغربي الأصل واليهودي الديانة، جاد المالح عاصفة من الإشكالات على ساحة اللبنانية، بعد أن كان من المزمع أن يشترك بعروضه الكوميدية في مهرجان بيت الدين اللبناني. وقد ثارت عاصفة من الاعتراضات والجلبة الإعلامية، متهمة المالح بأنه كان قد خدم في الجيش الإسرائيلي مما أدى إلى إلغائه لحفلاته، وهو ما أثار استياء وزير الإعلام اللبناني، طارق متري.

وأشار متري في بيان له، الاثنين إلى أنه أقر "بحق اللبنانيين بل ومن واجبهم الوطني ألا يفارقوا اليقظة في مقاطعة الإسرائيليين،" وهو ما دعا إلى قيام "حملة ضد المالح". وفي الوقت نفسه بين متري أن المالح كان هو ولجنة مهرجان بيت الدين قد أنكروا ما نسب إليه من اتهامات بالخدمة مع الجيش الإسرائيلي، مما يسقط الحجج المطالبة بعدم حضوره للمهرجان.

وتساءل متري "عما إذا أسهمت الحملة التي أدت إلى إلغاء حفلات المالح في تعزيز مواجهة لبنان للعدوانية الإسرائيلية، وعن مدى تأثيرها على مصلحة لبنان وصورته في العالم وعلى حيويته الثقافية والفنية عموما".

وكان مدير أعمال المالح، أعلن إلغاء حفلاته في مهرجانات بيت الدين التي كانت مقررة في 13 و14 و15 يوليو/تموز المقبل، معللا ذلك بـ"المظاهر العدائية" والدعوات المناهضة لمشاركته، و"حفاظا على أمنه الشخصي وعلى حسن سير المهرجان،" وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.

وأصدرت لجنة المهرجان بيانا الخميس الماضي منكرة ما نسب للمالح من اتهامات، مبينة في الوقت نفسه أنها "لا تحتاج إلى شهادات في العروبة". وكانت الحملة والاتهامات ضد المالح، قد شغلت عدد من وسائل الإعلام اللبنانية، وعلى رأسها تلفزيون المنار اللبناني، التابع لحزب الله.

يذكر أن المالح هو فنان وكوميدي ولد في الدار البيضاء سنة 1971، وبدأت مسيرته التمثيلية عام 1995، حيث بدأ بعروض كوميدية على المسارح الفرنسية، والتي كان أبرزها عرض La vie normale (الحياة العادية) والذي جال به في عدة بلدان مثل فرنسا وكندا والمغرب. وكانت قمة نجاحات المالح عندما تم اختياره في كانون الثاني/يناير عام 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحا.