الصدمة الأولية لإنتحار روبن ويليامز التراجيدي تفسح المجال اليوم لذكراه وتركته. وسؤال آخر يطرح نفسه: ماذا بعد بالنسبة لعائلته وتركته؟ فهناك خوف حقيقي بالنسبة لزوجته الثالثة سوزان شنايدر التي إرتبط بها منذ ثلاث سنوات، وأبنائه الثلاثة من زيجتين سابقتين وتتراوح أعمارهم من 22 الى 31 عاماً من أن وفاة ويليامز تركتهم في أزمة مالية.

ويأتي هذا التوقع إستناداً لمقابلة مع مجلة "بارايد" العام الماضي، تحدث خلالها الممثل الراحل كيف انه إضطر لتغيير نمط حياته لأنه خسر مبالغ طائلة بسبب تسويتي طلاقته والتي قدرت بثلاثين مليون دولار. وقال بأنه عاد للعمل في التلفزيون لأن لديه فواتير تنتظر الدفع. كما أنه تحدث عن وضع عقاره في وادي نابا برسم البيع لأنه لم يعد قادراً على مصاريفه.

الصدمة الأولية لإنتحار روبن ويليامز التراجيدي تفسح المجال اليوم لذكراه وتركته

السجلات العامة لأملاك ويليامز تظهر أن لها قيمة عالية. فقصره في وادي نابا الذي يقع على ارض مساحتها 653 هكتاراً ويدعى "فيلا سوريسو" وترجمتها "فيلا الإبتسامات" معروضة للبيع منذ شهر ابريل الماضي ومطلوب فيها 29.9 مليون دولار.

كما ترك ويليامز عقاراً يقع على واجهة مائية في تايبورن كاليفورنيا تبلغ مساحته 6500 متر مربع، وتقدر قيمته بستة ملايين دولار تقريباً. إلا أن كلا العقارين خاضع لنظام الرهن ولم يسدد ثمنها بالكامل بعد، بحسب السجلات الرسمية وما لم يسدد من ثمن العقارين يصل الى 7.25 مليون دولار، أي أن القيمة الفعلية لتركته العقارية تبلغ 25 مليون دولار بعد خصم الرهنية.

السجلات العامة لأملاك ويليامز تظهر أن لها قيمة عالية

يذكر انه قبل عامين كانت ثروته تقدر بـ 130 مليون دولار، لكن يبدو أن هذا الرقم لم يكن دقيقاً حيث صرح ويليامز بعدها بأنه على شفير الإفلاس. والتقديرات الأخيرة قدرت ثروته بـ 50 مليون دولار وربما يكون المبلغ مبالغ فيه أيضاً بالنظر الى مشاكله المالية. لكن أية تقديرات قبل وفاته قد تكون مجرد جزء من الصورة الكاملة. فهي لا تتضمن قيمة التأمين على الحياة، والذي قد يكون مبلغاً كبيراً، خصوصاً وان الأشخاص ذزي الدخل العالي مطالبين ببوليصات تأمين كبيرة لحماية عوائلهم خلال تسويات الطلاق.

الخبر الجيد بالنسبة لعائلته أنه خطط جيداً لإدارة شؤونه العقارية، بضمنها صندوقي إئتمان على الأقل وكلاهما يتعلق بالعقارين المذكورين سابقاً بإسم "Domus Dulcis Domus Holding Trust." وهو الأسم اللاتيني لما معناه "" home sweet home اي "البيت السعيد"، وأنشأ هذا الصندوق الإئتماني ليتمكن من إستملاك عقاريه ووضع صديقيه المنتج والمروج ستيفن تينينباوم والمحاسب النيويوركي جويل فادن كمؤتمنين.

الممثل الراحل إضطر لتغيير نمط حياته لأنه خسر مبالغ طائلة بعد تسويتي طلاق

وبحسب موقع تي ام زي لأخبار المشاهير، فإن أحدهم سرب وديعة أخرى وضعها روبن ويليامز عام 2009 بإسم أطفاله الثلاثة كمستفيدين، وكان ذلك في خضم مرحلة طلاقه الثاني من مارشا غارسيز. الوديعة مقسمة بينهم بالتساوي وعلى ثلاثة دفعات ويستفيدون منها عندما يصلون الاعمار 21، 25، و 30 وهي غير مرتبطة بوفاته ويمكنهم الإستفادة منها خلال حياته. ولكن لا أحد يعرف قيمة الوديعة.

بغض النظر عن الدوافع خلف هذه الودائع لكنها تظهر أن ويليامز استخدم مخططات مالية معقدة ليحمي مستقبل احبائه. في الوقت الذي يخشى فيه مشاهير كثر من اللجوء لنظام الودائع، لكن ويليامز إستخدم وديعة المنزل السعيد ليخفض ضرائب العقارات. يضاف الى ما سبق أن حقوق الملكية الفكرية لأعماله وأي إستغلال تجاري مستقبلي لصورته قد يوفر مبالغ جيدة للورثة.

بعد موته هناك خوف حقيقي بالنسبة لزوجته سوزان شنايدر التي إرتبط بها منذ ثلاث سنوات، وأبنائه الثلاثة

وبحسب ABC نيوز فإن أفلامه حصدت ما مجموعه 6 مليارات دولار، وكان الممثل الرئيسي في نصفها على الأقل. وكان يحصل على مبلغ 165 الف دولار في الحلقة الواحدة من مسلسله الأخير The Crazy Ones والذي توقف بعد موسم واحد، وهو مبلغ اكبر مما حصل عليه عندما كان يؤدي صوت الجني فيلم ديزني الشهير "علاء الدين" حيث كان يحصل على 75 الف دولار في يوم العمل الواحد بغض النظر عن ان الفيلم حقق 500 مليون دولار في شباك التذاكر.

مما لا شك فيه أن ويليامز كان عبقري الكوميديا، فحصيلته من الجوائز ( اوسكار واحد، وجائزتي ايمي، و4 جوائز غولدن غلوب ) تشهد لذلك. لكنه بالتأكيد لم يكن أقل عبقرية في إدارة شؤونه العقارية، ورغم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يعوض عائلته عن خسارتها الفادحة بوفاته، لكن على الأقل خطط جيداً ليقلل من معاناتهم المادية بعد رحيله.