محمد كريم ممثل عرف كيف يقنع الجمهور العربي بشخصية "سالم" الشرير الذي اعادنا الى ايام الفنان الكبير محمود المليجي في فيلم "دكان شحاتة" للمخرج المبدع خالد يوسف. محمد زار بيروت مؤخرا واحتفل بعيد ميلاده وكان معه هذه الدردشة.

بماذا تحب ان اناديك بمحمود المليجي او محمد كريم؟

دوري نجح وخرجت من الفيلم ممثلاً قوياً

(يضحك) افضل ان تناديني بمحمد كريم،علماً انه شرف كبير لي ان اشبه بالممثل الكبير محمود المليجي. منذ 15 عاماً وحتى اليوم لم يغامر احد من الممثلين الشباب في تمثيل دور الشرير، ودكان شحاتة نقلة نوعية بالنسبة لي منذ انطلاقتي.

بعد شخصية سالم هل شعرت بكراهية البعض لك؟
الناس يتمتعون بوعي كامل من ناحية التمثيل السينمائي، فأدوار الشر تضاهي اربعة اضعاف الأدوار العادية من ناحية الأداء التمثيلي. وعندما يخرج المشاهد من دور السينما وفي نفسه حقد على شخصية سالم التي أجسدها، أكون بذلك قد نجحت في تأدية دوري مئة في المائة. بعد الفيلم زرت بيروت واذ بحادثة طريفة حصلت معي عندما رأيت شاباً يقول لي: "أريد أن اقبّل يدك التي ضربت هيفاء" وهذا الشخص يقصد ان يقبل اليد التي لمست هيفا بالطبع (ويضحك مطولاً). لذلك دوري نجح والحمد الله خرجت من الفيلم ممثلاً قوياً.

في اللحظة الأخيرة قرر المخرج خالد يوسف ان يكون"دكان شحاتة" باللهجة الصعيدية ما أجبرك على التحدث اياماً مع بواب العمارة كي تتقن اللهجة وكذلك الأمر في فيلم "قبلات مسروقة" عندما عملت كبائع قمصان في الشارع. ما هذا السر الذي يجبرك دائماً ان تدرس الشخصية بهذه الطريقة؟
(يفاجأ بالسؤال ويقول:ما شاء الله انت جبت سلسالي؟) انا احب ان ادرس كل شخصية قبل تأديتها كي اقنع الناس بالدور وهذه مصداقية من الفنان. في "قبلات مسروقة" بقيت انزل إلى الشارع مدة شهرين متنكراً ببائع قمصان مع البائعين.
(أقاطعه: إلى درجة أن الشرطة قبضت عليك)
(يضحك....كان شكلي وحش قوي) بالفعل عندما قلت للشرطي انا محمد كريم الممثل لم يصدق ليفاجئني قائلاً "أنت حتعمل الحركات دي عليَ" بعدها اصطحبوني إلى مركز الشرطة وعندما دخلت قال لي الضابط: "أنت بتعمل إيه هنا يا نجم"؟! فأخبرته بأنني ادرس شخصية سأقدمها. فرحت جداً بالذي حصل لي وقتها كي اشعر بمعاناة الشباب الذي "يتبهدل ليرتزق ويعيّش عائلته".

كنت زوج هيفاء في الفيلم لدرجة ان كل الشباب حسدوك على هذا الدور

(يضحك) "الموضوع ده قلب عليّ العالم وطبعاً بشكل ايجابي".

"الشر اللي جواك لشحاته...مخليك تكره نفسك" هذه العبارة قالتها لك هيفاء في الفيلم. ما سر كل هذا الشر؟
هذا الشر مبرر مائة بالمائة لأنه يتكلم عن المشاكل التي تواجهنا يومياً في العالم العربي ويطرح قضايا عدة اهمها قضية تمييز الآباء بين أبنائهم. أنا طبيب تخرجت من جامعة "عين شمس" واعلم جيداً أن على الأم عندما تضع مولودها الثاني أن تهتم بالأول اكثر.
شرّ سالم في الفيلم جاء بعد 26 سنة ظلم. أولا عندما جاء والده "محمود حميدة" يحمل طفلاً ليس من امه وهو "شحاتة" وعندما كبر الطفل أطلق على دكانه اسم "دكان شحاتة" وعندما قرر "سالم" أن يتزوج الفتاة التي يحبها وهي "بيسة" رد الوالد قائلاً: "البنت دي محجوزة لشحاته" والكارثة الأكبر عندما قال لي الوالد: "أنا سأحرمك من الميراث واعطيه لشحاتة". فكيف تتوقع أن أتصرف بعدما جردني من كل شيء؟ ما كان مني الا ان انتظر موت والدي لأفجر قهر السنين وآخذ حقي من شحاتة. تأكد أن هذه الحالة موجودة جداً في وطننا العربي.

ما رأيك بالتجربة السينمائية الأولى للنجمة هيفاء وهبي؟
بصراحة فاجأتني بقدرتها على التمثيل وفاجأت الناس الذين ظنوا انهم سيشاهدون هيفا تغني وترقص في الفيلم.

علمت ان المخرج خالد يوسف راهن عليك في هذا الفيلم؟
صحيح، وبعد الفيلم قال لي انني كسبت الرهان. على سيرة هيفاء عندما قرأت سيناريو وحوار الفيلم سألت خالد من هي البطلة التي ستشاركني في هذا الدور؟ فأجابني: هيفاء وهبي. صراحة صدمت (يضحك) قلت له: "أنا سأضرب هيفاء كل هذا الضرب وابهدلها البهدلة دي"؟.

ولكن غادة عبد الرازق اخذت بحقها وضربتك اكثر في نهاية الفيلم.
يمازحني "انت شمتان بي"؟ انا قلت لغادة وبعد هذا المشهد لا اريد ان اكون زوجك في يوم من الأيام (ويضحك مطولاً) هذا المشهد كان حقيقياً ضربتني فيه 13 صفعة على 3 مراحل اي 39 كفاً اجبرتني الا اخرج 3 ايام من منزلي لأن الصفعات تركت اثرها على وجهي. هذا المشهد كان من اصعب المشاهد في حياتي لانه كان يجب ان تظهر تعابير عدة في وجهي اي الندم على قتل شقيقي، السجن، زوجتي وابني...

محمد كريم مع مراسل موقع مسلسلات نديم تريكة