مشرقة كعادتها، آسرة بعفوية خاصة، لم تجلس ابداً بطريقة تنم عن كبرياء، ولا تحدثت الا بالعبارات القريبة من التواضع الجم الذي يؤمن جاذبية مضاعفة. التقتها الراي والابتسامة هي هي، لكن عبق عطرها كان مسيطراً وحين سئلت عن نوعه ضحكت وقالت بذكاء: "ما تشمه ليس عطراً". فرددنا: هذه رائحتك اذا.. وبادرت: "برافو". الاسم اشهر من هيفاء وهبي، التي لا تهتم بأي لقب يطلق عليها، فلا النجمة تكفي، ولا الفراشة تعبّر ولا السندريلا. كلها تعتبرها هامشية، وتقول كما اغنيتها: انا هيفاء انا. ومعها كان هذا الحوار:

اينما ذهبت وحللت هناك سحر. هل لك دخل في كل هذا، هل تتعمدينه انت ام ماذا؟

انا النهر الذي يمشي باتجاه واحد

هذه عطية ربانية، هكذا اراد الله ان اكون. السر في اعماقي وليس في المظهر فقط، ولو كان في هذه الواجهة لما استمر طويلاً، فالناس كلهم يرصدونني، ماذا اقول وكيف اقول، وما هي افكاري، وكيف اعبّر عنها.

يشعر المتابع بان معك فريقاً كبيراً من المساعدين يخطط لكل شيء تقومين به. هل هو موجود؟
طبعاً لا. هناك انا، ومن حولي الذين يتعاونون معي، هم روافد. انا النهر الذي يمشي باتجاه واحد وهم يصبون فيّ، وعدا ذلك لا شيء يؤشر الى تأثيرات بارزة الا في حالات قليلة.

وانت هل تخططين؟
انا اشعر، اتحسس الامور، ارى ان عندي دافعاً في داخلي يقول لي هذا جيد وهذا سيء، وعليك ان تفعلي كذا ولا تقتربي من كذا.

وتسمعين؟
فوراً - لأنني اثق بعمق هيفا الحقيقية. اعرف ان هذا النداء الداخلي انما وجد لكي يدلني على الخط، على الطريق، وحتى على الناس الذين عليّ المتابعة معهم.

هذا يشمل الفن فقط ام العاطفة ايضاً؟
هذا يشمل كل حياتي.

السعيدة؟
نعم بنسبة عالية، فأنا مع دقة حساسيتي لكل شيء، لا ادع شيئاً يشوش عليّ، واذا حصل وكان مزعجاً جداً اعرف كيف اداويه.

انا ضعيفة امام الحالات الانسانية

تبكين احياناً؟
طبعاً. انا ضعيفة جداً امام المشاهد والحالات الانسانية. اجد نفسي في حالة خاصة جداً، انفعل وأتحول الى صورة منها.

كنت في آغادير بالمغرب اخيرا وشاركت في الحملة الدولية لمكافحة الآيدز عند الاطفال؟
نعم هذا جزء من مهمتي التي اعتبرها اولوية في حياتي، الناس يريدون من الفنان ان يكون آدمياً يشبههم والا نسوه تماماً.

لم تكن هذه المرة الاولى، قبلها شاركت في حملة امراض الصدر وضرورة اجراء فحوص مسبقة لتفادي الامراض الخبيثة؟
هذه كانت ايضاً من ضمن الحملات التي عرفت نجاحاً وعادت عليّ بالكثير من الاثر الطيب.

وماذا عن معنى مهرجان التسامح في اغادير؟
هدفه التواصل بين البشر حتى يعم سلام حقيقي، ووئام راسخ يوصلنا جميعاً الى حياة آمنة ومتميزة جداً.

مثل هذه المنابر الاحتفالية من يستفيد منها اكثر. انت ام المهرجان؟
كلانا. واعرف ان هناك اثراً معنوياً حاضراً معي، ويشبعني انسانياً بقدر كبير.

في أعياد الأضحى والميلاد ورأس السنة ستكون حفلاتك في لبنان على ما علمنا؟
نعم وهي موزعة بين الكازينو، البيال، ورويال بلازا.

والمشاركون؟
نوال، عاصي، فضل. الزملاء الأعزاء، كلهم احبهم.

هناك جولة في أميركا وكندا ايضاً؟
نعم، آخر فبراير 2010 والأرجح ان تستمر اسبوعين على الاقل، بين لاس فيغاس، هيوستن، ديترويت، بوسطن ثم انتقل الى كندا وأغني في مونتريال.

استقبالك يكون مميزاً جداً في المغتربات؟
فعلاً، الجاليات اللبنانية والعربية يقومون بالكثير لاكون مرتاحه، والأجانب كثر منهم لا يصدقون ان في العالم العربي فنانين من هذا النوع.

وما الذي يطلبونه منك؟
هم يحضرون فقط، والباقي عليّ.

ماذا عن حفل قصر الرياضة اوائل الصيف؟
في الاول من مايو 2010 والمساحة تتسع لثمانية آلاف شخص، وثمة نجوم من العالم بينهم الفرنسي ديفيد فانديتا وغيره.

اين اصبح الكليب الذي صوّرته مع المخرج الشاب محمد سامي، ألم تكن مخاطرة التعامل مع طاقة جديدة؟
بطبعي اكره الاسر في مكان واحد. واذا انا لم اتجرأ وأغامر، فمن سيفعل ذلك، لكنني سعدت به عندما قدم اليّ افكاراً مختلفة، وتعلم ان الكليبات تعيش حالياً وضعاً غير سليم، فالأفكار ضاقت الى درجة مزرية، ولم يعد مريحاً ولا حتى مقبولاً الاستعانة ببعض الراقصات والراقصين خلف المطرب وهات يا تصوير. انا لا اقبل الا بالمختلف، وفي النهاية كل هذه الاجواء المحيطة بنا "صورة".

الكليب بعنوان "انت تاني"؟
نعم، الاغنية كتبها امير طعيمة، ولحنها رامي جمال، ووزعها وسام الدين ومحمد سامي يتابع المونتاج والامور المعملية الاخرى في لندن.

والنتائج الاولى؟
هناك مناخ جديد سيكون باهراً، صورنا في آثار بُصرى، ونهر الكلب، ومجاميع كثيرة.

شاركك الكليب الممثل تامر هجرس؟
نعم. تامر صديق، والكليب في تركيبته يناسبه تماماً والكاستنغ في اي عمل فني يحتل الصدارة وكثيرة هي الاعمال غير الموفقة لأن الكاستنغ غير ملائم.

هناك ألبوم جديد؟
مطلع العام يكون جاهزاً.

تحضرين لأغنية سنغل لمناسبة عيد الحب (فالنتاين) في 14 فبراير؟
طبيعي، سأتركها مفاجأة.

وهل تعيشين الحب؟
دائماً.

والشائعات؟
تعبت ولم أتعب.

عاتبة على الصحافة؟
جداً، وبعضها السلبي لم اعد احسب له حساباً.

على الممثلة ان تلتزم بجميع التفاصيل

هل تتهمين احداً بالوقوف خلف بعض الحملات؟
مليون في المئة، وسأبقى حصرماً في عيون الحساد. هناك من ليس عندهم سوى مراقبة الآخرين، فيبقون في مكانهم فيما الدنيا تسير بغيرهم الى فضاءات رحبة.

يبدو ان التمثيل سيكون من معالم الربيع المقبل في حياتك؟
صحيح، لكنني لن اعطي اي معلومات لسبب بسيط هو اننا لا نزال نبلور الصورة، وعندما تكتمل معالمها ستجدني اقول كل التفاصيل.

"بحر النجوم"، ثم "دكان شحاتة". الاول كان استعراضياً والثاني ظهرت فيه ممثلة؟
كان هذا مقصوداً مئة في المئة، لاثبات ان عندي ما اقدمه غير الشكل الحسن.

لا ماكياج، لا شعر مصففا، ولا ملابس انيقة، وإضافة الى ذلك ضرب ولكم وركل؟ لماذا رضيت بكل هذا؟
لأن الممثلة عليها ان تلتزم كل تفاصيل دورها، وكل متطلباته.

بدا للبعض كما لو ان هذا كان مقصوداً من قبلك؟
المقصود فقط ان اقول انني فنانة ملتزمة كل ما يفرضه الدور التمثيلي الذي اجسده.

هل كان الضرب مبرحاً؟
لا كان ضرباً سينمائياً، مع ان الناس خافوا عليّ من الاذية.

هل ما زال مشروع الفيلم العالمي قائماً الى الآن؟
نعم. ومثل هذه المشاريع تحتاج الى وقت لتكامل عناصرها. لكن هناك احتمالاً لمباشرة التنفيذ في الربع الاخير من العام 2010.

الشباب والانوثة من ابرز سماتي

بمشاركة اسماء هوليوودية؟
هذا هو المفروض. ويتم حالياً انجاز كامل الاتفاقات.

سمّوك ظاهرة، لكن الظاهرة تختفي بعد وقت وانت بقيت؟
لأنهم لم يقدروني في البدايات، ولم يروا فيّ سوى المظهر.

أتعبك هذا؟
جعلني آسفة على وضع هؤلاء، وفي كل ما افعله حالياً افاجئهم بكل معنى الكلمة.

وصورة هيفا؟
سيظل الشباب والأنوثة وحب الناس من ابرز سماتي. هذه امور لن يتمكن من اخفائها احد.

وهل تعدين بشيء؟
طبعاً ان اظل هيفا..