مسلسلات رمضان 2024
دريد لحام: غيابي كان باختياري لاعود بعمل يرضي غروري!!
10/10/2009

انه الفيلسوف الذي ينطق بالحكمة وتطرح أعماله المثل العليا والقيم النبيلة.. انه الفنان السوري القدير دريد لحام الذي عاد بعد غياب أربع سنوات للجمهور بفيلم غنائي استعراضي بعنوان "سيلينا".. حاورته شاشتي وكان معه الحوار التالي:

بعد غياب أربع سنوات عدت للجمهور بفيلم "سيلينا" فما الذي جذبك لهذا العمل تحديدا؟

دريد لحام: غيابي كان باختياري لاعود بعمل يرضي غروري!!          صورة رقم 1

اختار أعمالا وطنية وليست سياسية!!


دائما اختار أعمالا وطنية وليست سياسية لأن المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تعد من أولويات المواطنة وأميل لانتقاد الخطوط العريضة للسياسات العربية بأسلوب درامي ساخر يبتعد عن التهريج. والسخف إلي جانب انتقاد بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العربية فمثلا هذا الفيلم الذي شاركتني بطولته المطربة الجميلة ميريام فارس يحاول أن يظهر حالة النفاق من قبل بلاط الملك للملك.

كيف كان موقف الرقابة من فيلم "سيلينا" خاصة أنه يفضح كذب ومؤمرات الوزراء والمسئولين؟
فيلم "سيلينا" مأخوذ من عرض مسرحي للأخوين رحباني بعنوان "هالة والملك" وهذا النص عمره 35 عاما والأخوين رحباني لهما خصوصية في أعمالهما حتي لا يحتكا بالرقابة واستطاعا أن يقدما رؤيتهما دون أن تؤخذ عليهما أي مواقف أو أن يحدث بينهما وبين الرقابة أي صدام وهو ما تعلمته منهما ولجأت إليه في أعمالي فعندما قدمت فيلم "الحدود" اخترعت منطقتين وهميتين تحت مسمي شرق ستان وغرب ستان بهدف عدم الاحتكاك بالرقابة وأن أقدم رسالتي تجاه قضايا الشعوب.

ما السبب في غيابك عن الساحة الفنية طوال الأربع سنوات الماضية؟
كان الغياب باختياري حتي أعود بعمل متميز يرضي غروري وطموحي الفني وينال إعجاب الجمهور العربي ولا أنكر انني مقل بطبعي في أعمالي حيث أظل أبحث عن العمل الذي يستهويني ويكون ذو قيمة عالية بعيدا عن الاستسهال.

ماذا عن العروض التي تلقيتها لتقديم سيرتك الذاتية في عمل فني ضخم؟
تلقيت عروضا كثيرة ولكنني اكتفيت أن أوثق هذا المشوار من خلال مذكراتي الشخصية عن حياتي فنحن لا نؤلف كتابا بل نصوغ ما عشناه وعاصرناه فقررت أن يكون التوثيق عن طريق حياتي التي عشتها أو صادفتها. ومن الممكن اعتبار هذه المذكرات توثيقا لكل مرحلة من مراحل عمري من الحياة الاجتماعية إلي السياسية حتي مرحلة احترافي الفن ولكنني لم أبدأ في صياغتها حتي الآن.

معظم النجوم يفضلون أن تكون أدوارهم محايدة في الأعمال الفنية التي يقدموها فهل أنت مع هذا الرأي؟

دريد لحام: غيابي كان باختياري لاعود بعمل يرضي غروري!!          صورة رقم 2

الفن وحده لا يكفي...


طبعا ضد هذا الرأي لأن الفنان بذلك يكون بعيدا عن مجتمعه فهو ليس مشاهد ويجب أن يكون داخل النقد وله رأي فأنا أقول للكاتب لا تجلس علي طاولة وتكتب قصة بل انزل إلي الشارع ستجد ألف قصة تصنع عنها سيناريو.. فلا أنس استقبال أهالي مصر لفيلم "الحدود" يوم عرضه في القاهرة لأنه استفز الحلم والحس الوطني العربي فأنا لم أؤلفه. ولكنه كان نتيجة حادث سير بين بيروت ودمشق وضاع جواز السفر والساعة كانت الواحدة ليلا وكانت الدنيا ممطرة وثلوج وضاع كل شيء ولم يبق من السيارة شيء سوي أنا وصورة والدتي والقرآن الكريم وجرحت في اصبعي ففكرت إذا مسئولي الحدود السورية أو اللبنانية لم يقدموا لي المساعدة وضاع جواز السفر سأبقي في هذه المنطقة وكانت هذه هي فكرة الفيلم.

وهل تعتقد أن الفن باستطاعته أن يحل القضايا الشائكة؟
الفن وحده لا يكفي بل هو مجرد وسيلة مرئية نعبر بها عن آرائنا ولكن لا تنسي أننا نطرح قضايانا ونحن تحت قيود أخري وهي الرقابة التي لم نستطع التحرر منها حتي الآن فعلي قدر الإمكان نحاول أن يكون الفن هو صوتنا العالي في جميع البلدان علي الرغم من تأثيره البطيء.

ما رأيك في الرئيس الأمريكي باراك أوباما؟
في الحقيقة أنا مؤمن بمقولة "إن فيكم قوة لو اتحدت لغيرت وجه التاريخ" وقد نادي بها أحد المفكرين العرب الذي كان ينادي بالتحرر من حكم المغتصب. والعالم العربي يوجد لديه قوة بشرية اجتماعية واقتصادية هائلة باستطاعتها أن تغزو العالم كله لكن للأسف السلبية لدي بعض الحكام العرب جعلتنا نتخاذل تجاه قضايانا العربية التي تحدد مصيرنا وإن لم نعتمد علي إرادتنا الحرة فلن نتغير وأنا أري أن الانتخابات الأخيرة وفوز أوباما وخطابه للعالم الإسلامي مجرد تخدير من أمريكا للشعب العربي وانتظرنا أعواما كثيرة علي مدي الولايات المتغيرة من قبل الحكام الذين تناوبوا علي أمريكا بشعارات زائفة ولم نجد ما يفيد لصالح الشعب الأمريكي نفسه فنحن أمام مسرحية سخيفة للأسف فصولها طويلة ومملة لكنها فرضت علينا وهو قدرنا المحتوم إن لم نتغير.

في الفترة الأخيرة حدث تطور كبير في السينما. فما الذي ينقص الأفلام العربية لتصل للعالمية؟

دريد لحام: غيابي كان باختياري لاعود بعمل يرضي غروري!!          صورة رقم 3

الفن هو النافذة الوحيدة التي يطل
منها الآخرون


التقنيات وحدها ليست كافية فالآن يمكننا شراء أغلي وأحدث الكاميرات ولكن المهم الموضوع فكلما اتجه الفن إلي حلم الوطن أكثر كلما صار عالميا أكثر لأن الفن هو النافذة الوحيدة التي يطل منها الآخرون علينا ليرونا فيجب أن تعبر أعمالنا عنا وألا نقلد الغرب فأنا أغضب عندما أري مطاردة في فيلم عربي لأن هذا في الأساس ليس واقعنا والكل يعلم مدي الزحام الكبير الذي نعيش فيه لدرجة أنه أحيانا يكون المشي أسرع من السيارة ولذلك المطاردات تكون مضحكة.

وفي إحدي المرات مثلا شاهدت في فيلم سيارة شرطة تطارد سيارة لصوص وبعمق الكادر دراجة تسبق الاثنين. لأن السيارة غالية ولا يستطيعوا تدميرها فتمشي ببطء خوفا عليها ولكن في السينما الأمريكية مستعدون أن يدمروا مائة سيارة.

هل تري أن هناك معوقات تحول دون وجود الإنتاج السينمائي العربي المشترك؟
يجب فقط أن ننتبه أن طبيعة السيناريو المكتوب هي التي تطلب المشاركة وليس فقط مجرد تجميع أسماء كبيرة ونجوم محبوبين من هنا وهناك لأنه بذلك يتحول العمل إلي حفلة أضواء المدينة.. ففي الفترة من عام 58 إلي 61 كان بين سوريا ومصر تداخل اجتماعي وثقافي وسياسي لكن هذه المرحلة ستعطينا مواضيع كثيرة غنية لإنتاج عربي فقد حاول اتحاد الفنانين العرب من سبع سنوات عمل مسرحية اسمها "واقدساه" جمعت من كل بلد عربي ممثل مشهور ولم تنجح الفكرة.