يبدأ قريباً عرض مسلسل "ماتر ندى" على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال من بطولة نادين الراسي ويندرج ضمن الكوميديا الهادفة التي تتسم بالواقعية. وكانت نادين شاركت في بطولة مسلسل "كلام نسوان" الرمضاني على شاشة الـ MBC وهو خطوتها الأولى في الدراما المصرية. في دردشة مع "الجريدة" تتحدث نادين عن تجربتها في "كلام نسوان" وعن مشاريعها المستقبلية.
أخبرينا عن "ماتر ندى".
صعب إضحاك الناس بسبب الهموم
والمشاكل الحياتية
المسلسل من كتابة سميّة شمالي، إخراج غادة دغفل، إنتاج مروان حداد. تشارك فيه مجموعة من نجوم الدراما اللبنانية من بينهم: مازن معضّم، يجسّد شخصية محام يدخل في مشاحنات مع ماتر ندى في المحاكم وتنشأ بينهما قصة حب، سعد حمدان، يجسّد شخصية سكرتير ماتر ندى الخاص.
هل تؤيدين مقولة إن الكوميديا من أصعب الفنون التمثيلية؟
طبعاً، ثمة فرق بين الكوميديا والتهريج، من السهل إضحاك الناس باصطناع حركات تثير السخرية، لكن من الصعب إضحاكهم من خلال تجسيد دور معين بعفوية وتلقائية.
ما أبرز العناصر التي تقوم على عاتقها مهمة إنجاح العمل الكوميدي؟
يتحمّل فريق العمل كله، الكاتب والمخرج والممثلين، مسؤولية نجاح المسلسل الكوميدي أو فشله...
ما الصعوبات التي تقف في وجه انتشار الأعمال الكوميدية؟
افتقار العالم العربي إلى كتّاب كوميديا، بالإضافة إلى صعوبة إضحاك الناس في أيامنا هذه لكثرة الهموم والمشاكل الحياتية.
كيف تقيّمين تجربتك في "كلام نسوان"؟
في البداية خشيت من خوض غمار الدراما المصرية، لكن ما لبثت أن تأقلمت مع شخصية نادين، وهي فتاة لبنانية تعمل في مجال الغناء في مصر، خصوصاً أنها تتحدث باللهجة اللبنانية.
ما الأصداء التي تلقيتها حول دورك في المسلسل؟
جيدة، ما جعلني أشعر بالفرح لأني استطعت دخول الدراما المصرية من بابها العريض بعمل من إخراج عمر عبد العزيز والمنفذ أحمد فوزي ومشاركة فنانة قديرة مثل لوسي التي احتضنتني كأخت لها، كذلك تشرفت بالوقوف أمام نجوم كبار من بينهم: سامي العدل وتامر هجرس وأسامة عباس....
كيف كانت علاقتك بهؤلاء النجوم؟
ممتازة، ساعدوني واستمديت القوة منهم واستفدت من خبراتهم، كانت النتيجة ردود الفعل الإيجابية من الصحافة والمشاهدين على أدائي.
لماذ حافظت على اسمك في المسلسل؟
نعيش في مجتمع ذكوري يقمع المرأة
لأنه يجلب لي الحظ، حين كنت نادين في "غنوجية بيا" حقق المسلسل نجاحاً باهراً كذلك الحال في "كلام نسوان".
إلى أي مدى تشبهك الشخصية التي جسدتها في "كلام نسوان"؟
كل شخصية جسدتها تتضمن جزءاً ولو بسيطاً مني، لا أعرف الكذب والمراوغة لذلك لا أتقمص شخصية بعيدة عنّي بل أعيش الحالة بتفاصيلها. مثلا نادين في "غنوجة بيا" ونادين في "كلام نسوان" هي نفسها لكن في مواقف مختلفة.
لماذا تحرصين على تسليط الضوء على مشاكل المرأة في أعمالك؟
لأننا نعيش في مجتمع ذكوري يقمع المرأة، إلى جانب المشاكل الاجتماعية التي تواجهها، ممنوع عليها في لبنان مثلا أن تعطي النوعية لأولادها في حال كان الوالد أجنبياً وهذا أمر غير مقبول.
هل تؤمنين بمقولة المساواة بين الرجل والمرأة؟
أؤمن بها في حال نشوب خلافات بين الرجل والمرأة مثل الطلاق وحضانة الأولاد... أستغرب تهديد الرجال لزوجاتهم بحرمانهن من أولادهن في حال الطلاق، هل الرجل هو من حمل الطفل في أحشائه تسعة أشهر وأرضعه وأطعمه...؟ ثمة قضايا عدة يجب تسليط الضوء عليها ومعالجتها أكثر أهمية برأيي من شعار مساواة المرأة مع الرجل، لأن هذا الشعار يجرّدها من أنوثتها، علماً أن قوة المرأة في أنوثتها، لذلك أفضّل استخدام عبارة حقوق الإنسان التي تعطي لكل شخص حقّه.
هل ترين أن ثمة اختلافاً بين المرأة اللبنانية والمرأة الخليجية؟
طبعاً، المرأة اللبنانية منتجة ومنفتحة وقادرة على الوقوف في وجه أي ظلم يواجهها، أما المرأة الخليجية فتتمتع بقدرات هائلة لكنها لا تترجمها على أرض الواقع بسبب القيود التي يفرضها عليها المجتمع الذي تعيش ضمنه.
ما الرسالة التي توجهينها إلى المرأة العربية؟
أن تتمتع بحقوقها وتعي ثقافة الحرية لأنها سيف ذو حدين. مثلا تجسد الممثلة مايا دياب شخصية بتول وهي فتاة خليجية تعيش في مجتمع مغلق يمنعها من التفوه بكلمة "لا" ويجبرها على العيش مع زوج لا تكنّ له أي مشاعر وهو بدوره لا يحترمها ويصطحب عشيقته إلى المنزل، إزاء هذا الموقف لا بد لأي امرأة من التمرد وإطلاق العنان لحريتها لكن بوعي كامل كي لا توقع نفسها في مصيبة أكبر.
كيف تقيمين أداء مايا دياب؟
بداية موفقة لها ويحق لأي شخص أن يأخذ فرصته، مايا فتاة جميلة ولديها محبوها واستطاعت التميز في بعض المشاهد وأخفقت قليلا في البعض الآخر وهذا أمر طبيعي.
هل صحيح أن النسبة الأكبر من مشاهدي "كلام نسوان" من النساء؟
(تضحك) لا أعرف لكني أفضل أن يتابعه الرجال أيضاً لأن الرسائل التي يتضمنها موجهة إلى المجتمع الذكوري.
ما تعليقك على الانتقاد الذي وجه إلى عنوان المسلسل؟
في غير محله، العنوان جميل لأنه يحكي صمت النساء.
هل تفضلين التعامل مع كاتبات أكثر من كتّاب؟
أبداً، إنما أفضّل التنويع لأني لا أريد أن أحصر نفسي في إطار واحد. أتمنى أن تشترك مجموعة من الرجال والنساء في كتابة مسلسل واحد لأنه سيتوجه في هذه الحالة إلى قسم كبير من الناس على اختلاف شرائحهم ونخرج من إطار الفكر الواحد الذي يوقعنا في التكرار.
هل ثمة عروض جديدة في مصر؟
نعم، لكني لم أقرأ بعد أي سيناريو لأني منهمكة في تصوير مسلسل "ماتر ندى"، ثم لا أحبذ حمل "100 بطيخة بيد واحدة"، كما يقول المثل اللبناني.
ماذا عن الدراما السورية؟
أتمنى أن يكون لي حضور فيها، قد يتحقق ذلك قريباً بعد الانتهاء من تصوير "ماتر ندى".
هل أثرت انشغالاتك الأخيرة بين مصر ولبنان على حياتك العائلية؟
إلى حدّ ما، لكن في خلال فترة وجودي في مصر كان زوجي وابني برفقتي.
من الداعم الأول لك؟
زوجي جيسكار لأنه وحده يفهمني ويعرف تماماً ماذا أريد. أصلّي دائما ليبقى الحب سيّد الموقف بيننا.
أمنيتك؟
أتمنى رمضانا كريماً للعالم العربي أجمع وأن تستمر معاني هذا الشهر الفضيل طيلة أيام السنة.
مسلسلات وأفلام وبرامج