في شبابه الذي شهد زمن الفن الجميل ظهرت أدواره وعرفناه على الشاشة الصغيرة ليتقمص شخصية الولد الشقي المعبر عن قضايا جيله آنذاك، وفي رجولته تألق في أدوار الداعية الإسلامي وتجسيد شخصيات أصحاب الفكر الديني الذي ملأ بيوت المجتمع المصري بمسلسلاته الرمضانية، إنه الفنان "حسن يوسف" الذي حل ضيفا على برنامج "علمتني الحياة" بقناة المحور من تقديم المذيع شريف بركات، في حلقة أمتعت المشاهدين أيما إمتاعا.
حسن اليوسف يرتدي العمامة.. |
وقد بدأت الحلقة بسؤال الفنان حسن يوسف عن طبيعة المجتمع المصري التي اختلفت عن ذي قبل، فأصبح الممثل يقدم مشاهد خارجة مجاراة لإيقاع المجتمع ولهثا وراء المكسب السريع، فأجاب موضحا أن ما يحدث يحتاج بالتأكيد إلى وقفة، فظهور الممثلات بمايوه عاري على البحر، وما يحدث في الكليبات من خلاعة جاء متسللآ من الغرب، فاذا كان المجتمع واثقا من نفسه ما حدث ذلك في مجتمعنا، مشيرا إلى أن البيوت المسلمة والقبطية وحتى اليهودية ـ أيام ما كان اليهود في مصر ـ يلفظون هذه المواد لتمسكهم بالقيم والاخلاق، وان ما يحدث فى المجتمع المصري هو تقليد أعمى للغرب وما يحدث الآن في الكليبات هو خروج عن قيم المجتمع.
حسن يوسف والفنانات المحجبات
وعن النصيحة التي قدمها لإبنه حينما قام ببطولة فيلم شارع 18، قال الفنان حسن يوسف أن عليه تقديم ما ينفع الناس حتى يكسب احترامهم ،وحب الجمهور وان يتحلى بالثقة فى اداء العمل، سواء تقديمه للكوميدي او الاجتماعي او غيره، لكن المهم ان يكون نافعا للمجتمع واستشهد بقوله تعالى "وكذلك جعلنكم أمة وسطا"، وأشار يوسف في حديثه الى الفنانات المحجبات اللاتي عدن للفن، وتركن الحجاب قائلا أن ما يحدث يرجع الى ضعف الايمان، وعدم اليقين الكافي الذي يجعل الفنانة تتمسك بحجابها حتى لو عرضت عليها أموال الدنيا.
وأكد يوسف في حديثه أن السينما المصرية لم تصل بعد للشكل الغربي، فنلاحظ فيلما غربيا راقي فى المشاعر والقضية التى يقدمها مقارنه ذلك بالمصري، فهناك فارق كبير بينهم، ويتساءل يوسف "هل من المعقول ان يحافظ الغرب على الاخلاق ومجتمعنا يتخلى عنها"؟ وحول الدراما السورية يرى حسن يوسف ان لديهم أعمال كبيرة، وثقيلة وبها تمثيل واخراج جيد. لكنهم ليسوا متفوقين بشكل مطلق، مؤكدا على أهمية التعاون بين الدراما المصرية والسوريه حتى يكمل بعضهم البعض.
السندريللا لم تنتحر
وردا على رأي رئيس المخابرات الاسبق السيد فؤاد نصار عندما سئل عن سعاد حسنى و أشرف مروان قال يوسف: "لا اعتقد أن سعاد حسنى انتحرت ولا اعتقد ان اشرف مروان انتحر الاثنين قتلوا"، مشيرا أن ما سمعه عن سعاد حسني لا يدفعها للانتحار، وكذلك اشرف مروان، واوضح انه قد انقطع عن العمل معها، فقد تكون تورطت فى أشياء جعلت منها إنسانة يجب التخلص منها، لكن أشرف مروان منذ زواجه من منى عبد الناصر له حياته الخاصة، راجل لعب على مصالح المخابرات المصرية، ووصف سعاد حسني بأنها إنسانة تلقائية وعلى طبيعتها، ولا تشعر بقيمتها وهى من النوع صعب تكريره كشخصية وتمثيل.
دور الداعية الإسلامي
السندريللا لم تنتحر |
وعن دور الداعية الاسلامي في المجتمع وكيفية تأهيله للقيام بدوره، أشار الفنان إلى أهمية أن يكون خريجا أزهريا، ولا يطلق عليه لقب شيخ الا من خلال الازهر، وليس كل من يقرأ 100 كتاب أصبح داعية، وصاحب فتوى مثلما قال المفكر جمال البنا أن القبلة في رمضان ليست حرام وكذلك السجاير، وخلال الحديث اوضح الضيف دور العطاء فى حياتنا الاجتماعية، مستشهدا بالرجل اللي يعطى ويخشى ان يقطع عادته عن الناس فيقطع الله عادته، فكلما أعطى أعطاه الله، وعن مدى غضب حسن يوسف من عدم تكريمه فى مهرجان السينما، اجاب انه مهما كرم فلا تساوى اى نسبه من حب الجمهور، واشار في حديثه الى دور المخرج حسن الامام في حياته السينمائيه، وكذلك الفنان عبد الحليم حافظ الذي وصفة بانه قلبا يمشى على قدمين ملئ بالاحاسيس، وانهم اصبحوا اصدقاء بعد فيلم الخطايا .
اعتراف وندم
وكشف حسن يوسف في حديثه عن بعض الأشياء التي ندم عليها في مشوار حياته، ومن بينها عدم التزامه من قبل وتعلم القرآن، وكيفيه الصلاة ، واشار الى زوجتة شمس البارودي التي لم تكن تعرف كيفية قراءة الفاتحة، ولكنها بعد الالتزام اصبحت شخصية ثانية، وعن المسلسلات الدينية اشار ان مواعيد اذاعتها في مواعيد متأخرة على هذا النحو يتسبب في ظلمها حيث لا يشاهدها أحد، هذا بخلاف وجود أشخاص لديها كراهية فطرية من أي عمل فني يقول لا اله الا الله، مثلما حدث في مسلسل الشعراوى حينما غضب الكثيرون من نجاحه.
وعن أولاده وخوفه عليهم اوضح يوسف انه يخشى عليهم من المجتمع، بسبب التغيرات الخطيرة التي لحقت به ولكنه متفائل بمستقبل اولاده، فهو لا يعادي الثقافة الغربية لكن يهتم بآخذ العلم النافع والقيم الحميدة منها، وختم المذيع الحلقة بسؤال عما علمته الحياة لحسن يوسف، فأشار إلى أن أعظم درس له من الدنيا ضرورة أن يكون راضيا، وقانعا وان يتسم بتقوى الله، ولها اربعة سبل وهي: الخوف من الجليل، العمل بالقرءان، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، كما علمته الحياة أهمية المصالحة مع النفس وعدم الغيره او الحقد على احد متمنيا من الله ان يدخله الجنة.