تغرد الفنانة باسمة خارج السرب، وتحلق في سماء الفن، مضيئة ومتوهجة بأعمالها الراقية، التي تنشد فيها العذوبة في الكلام واللحن والرقي، وفي "حلم الطيور" وجدت حريتها، وعكس هذا الألبوم مرآة شخصيتها وإحساسها وروحها، ومنذ طرحه في الأسواق، وهو يحقق النجاح، باسمة تفتخر أنها فنانة "روتانية" وقريباً جداً ستعاود تجديد عقدها مع الشركة، وصرحت باسمة لـ"السياسة" قائلة بـ "أن المياه عادت إلى مجاريها" بينها وبين المخرج سيمون أسمر، وهي تنوي زيارته قريباً.
لماذا عنونت ألبومك "حلم الطيور" واخترت تصوير هذه الأغنية مع المخرج أوليفر عجيل؟ فنانة ملتزمة، وأحترم جمهوري
يرمز ألبوم "حلم الطيور" إلى حلم كل إنسان يسعى إلى التحرر من القيود، وأنا بطبيعتي، أنشد الحرية والتحليق خارج السرب، لذلك تريني أدرس خطواتي الفنية بدقة متناهية لأبقى محلقة في سماء الفن الراقي، وكليب "حلم الطيور" مرآة لشخصيتي وإحساسي وروحي وانعكاس لحياتي، كونه يروي قصصاً تحاكيني، واخترت المخرج أوليفر عجيل لتصوير هذا العمل لأنه يمثل الدم الجديد بعطاءاته وأفكاره وطموحاته وتقنياته.
هل أنت راضية عن أصداء ألبومك، وبماذا تفسرين غيابك سنتين عن إنتاج الأعمال الفنية؟
راضية عنه كل الرضا، فمنذ أن طرح في الأسواق، وهو يلاقي النجاح ويحقق إيرادات جيدة، ولقد تأخرت في إصدار "حلم الطيور" بسبب بعض الظروف الإنتاجية في شركة "روتانا".
ألم تخافي من أن ينساك الجمهور في ظل هذا الكم الهائل من الفنانات المتواجدات على الساحة الفنية؟
مطلقاً، لأنني فنانة ملتزمة، وأحترم جمهوري، وخلال مشواري اسست اسماً نظيفاً، وأؤمن بأن الفنان عندما يطرح عملاً راقياً، حتماً سيلاقي النجاح بغض النظر عن توقيت صدوره، وأنا واثقة من نفسي، ومتروية في اختياراتي، ولي خطي الذي لا يشبه أحداً، وقناعاتي الخاصة.
شاهدناك في إحدى المناسبات تغنين اللون الغربي الذي أديته في بداياتك الفنية، فهل سنراك مجدداً بهذا النمط على المدى القريب؟
عندما أكون متواجدة مع أصدقائي وفي أجواء حميمية، تريني أغني اللون الأجنبي، فيعاودني الحنين إليه، وأنا على جهوزية تامة لأداء أغنية أجنبية ولكن المسألة حالياً تتعلق بالظروف الإنتاجية في "روتانا"، وبوضع البلد، فعندما تنجلي الصورة بوضوح، وتتبلور الأفكار عندئذٍ نستطيع أخذ القرارات.
نلاحظ أن بعض الفنانين يتركون "روتانا"، في حين نراك ستعاودين تجديد عقدك معهم، فهل هذا يعني أنك على وفاق تام معهم؟
أفتخر أنني فنانة "روتانية"، ومنتمية إلى أحضان هذه المؤسسة التي أدين لها بالفضل، كونها تدعمني وتلبي احتياجاتي، وأنا في كل عام أعطيهم نتاجاً قيماً ناجحاً، وهم يبادلوني العطاء، وقريباً جداً سأجدد عقدي معهم.
سمعنا بأنك تنوين تصوير 5 أغنيات من ألبومك الجديد مع المخرج باسم كريستو؟
هذا صحيح وسيتم التصوير "لايف على المسرح" وبأحدث التقنيات، فأنا أريد أن تأخذ جميع الأغنيات حقها.
ما رأيك بفنانات الاستعراض اللواتي يقتحمن الساحة بأجسادهن وليس بأصواتهن ويشهدن إقبالاً من الناس، فهل تغير ذوق المشاهد العربي اليوم؟ حاول البعض إيقاع الخلاف بيني
وبين ملحم
تكمن أهميتهن لمدة قصيرة، فالناس يلفتهم الاستعراض لجماليته وبعد فترة ينسونه، والجمهور يردد هذه الأغنيات، من كثرة بثها وتكرارها، وهذا لا يعني أنها ناجحة، ثم إن لكل معجب ذوقه، وهنا تبرز قوة ومهارة الفنان، فمن جهتي لا أتأثر بمن حولي وأغرد في سربي، ولا أشبه أحداً، وأجيد اختيار أعمالي الفنية.
هل تنتقين أغنياتك تبعاً لذوقك؟ أو تراعين متطلبات السوق؟
أنتقي الأغنية التي أتفاعل معها، فإذا أحببت اللحن، أوافق على الأغنية فوراً، وهذا ما حصل معي في "حلم الطيور" فعندما ذهبت إلى الملحن سمير صفير وأسمعني لحنها خطفتها على الفور، لأنها لامست إحساسي وقلبي، وعبرت عن نفسي وطفولتي في صورها الكثيرة.
لماذا أقدم الملحن هشام بولس على سرقة أغنية "هيدا الغرام" التي تضمنها ألبومك فشهدنا الفنان ملحم زين يؤديها بصوته؟ وهل أدى هذا الأمر إلى وقوع خلاف بينك وبين ملحم؟
حاول البعض إيقاع الخلاف بيني وبين ملحم، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، فملحم لم يحرك ساكناً، لأنه عرف أنه ليس المقصود، وأن الملام الوحيد هو الملحن هشام الذي قام ببث الأغنية متجاهلاً حقوق شركة الإنتاج وحقوقي، ولقد غضبت منه لأنه أخطأ، وأقدم على ذلك مبرراً أنني لم أصور هذه الأغنية.
هل اتخذت بحقه إجراءات قانونية؟
لا، لأننا أصدقاء، ولكني اتخذت القرار بعدم التعاون معه مجدداً، لأنه خذلني وأساء إلي.
هل ما زلت مصرة على مقولة بأنك لن تمثلين إلا فيلماً يحكي عن قصة حياتك؟
نعم، وفي مرحلة متأخرة من العمر، قد أصدر كتاباً عن قصة حياتي، وحالياً أركز على أن أكون أماً مثالية وفنانة ناجحة.
عرض عليك الكثير من السيناريوهات والمسلسلات، فلماذا رفضت المشاركة بها؟
لا أجد ذاتي في التمثيل، وأذكر أن الراحل الفنان الكبير منصور الرحباني طلب مني المشاركة في مسرحية "حكم الرعيان"، لأؤدي فيها دور البطولة، واعتذرت له آنذاك بسبب حملي، ولقد اختارني لأنه وجدني في هذا القالب المسرحي الغنائي، وأعتبر شهادته وساماً على صدري.
وهل تؤمنين بأن الفنان الذي يشارك في أفلام سينمائية يخلد في ذاكرة الجماهير أكثر من أغنياته؟
لا أحب أن يمتهن الفنان مهناً عدة ويمارسها لكي يعيش ويبرز أكثر، ومن جهتي أحب الغناء وأجد فيه لذتي وسعادتي، وعندما أكون على المسرح أشعر بأنني محلقة ومسلطنة في سماء الفن، ولقد انتابني هذا الإحساس أخيراً خلال مشاركتي الفنان جورج وسوف في إحدى الحفلات في سورية، ولا أعتقد بأن مثل هذا الشعور سينتابني في المسرح الغنائي اوالتمثيل التلفزيوني والسينمائي.
أين أنت من الإعلانات؟ انا امرأة رقيقة، عاطفية جداً، بيتوتية..
هناك إعلان معروض علي وأنا بصدد دراسته، ولكني لن أفصح عن تفاصيله في الوقت الحاضر. وأعتبر أن الإعلان هو مورد رزق آخر للفنان ولايضر بصورته إذا كان أداؤه فيه راقياً.
منذ سنوات عرض عليك إعلان مهم جداً قدمته في الغرب كلوديا شيفر وتم ترشيحك لعرضه في الشرق الأوسط، فلماذا رفضته؟
إن شروط تصوير الدعاية لم تتلاءم مع قناعاتي وتوجهاتي ومبادئي، فهي تحتوي على مشاهد جريئة ومثيرة، ولا أدري لماذا اختاروني مع أنهم قاموا بدراسات عني ويعرفون شخصيتي وأسلوبي.
كيف تعرفين المرأة التي في داخلك؟
باسمة امرأة رقيقة، عاطفية جداً، بيتوتية، تقدس العائلة، لا تلهث نحو الأضواء، أتمتع بالديناميكية وشخصيتي مرحة ومتفائلة في الحياة، وأثبت وجودي في الفن من خلال مقدرتي الصوتية وشخصيتي وأدائي المحبب.
ما دور زوجك ايلي في حياتك؟
إنه الداعم النفسي لي، وأستمد منه قوتي واستمراريتي، لأنه رجل متفهم ومنفتح ويثق بي وبقدراتي كإنسانة وفنانة.
لمن تدينين بالفضل في انطلاقتك الفنية؟
إلى المخرج سيمون أسمر، فلقد ساهم بشكل كبير في إطلاق اسمي ولكن للأسف، لم نكمل المشوار سوياً بسبب نشوء اختلافات في وجهات النظر، ولكن اليوم عادت المياه إلى مجاريها وقريباً سأزوره.
متى لا تغني باسمة؟
عندما أكون سعيدة لا أغني.