يعيش الآن نجم الغناء الشاب رامي صبري نشوة نجاح جديدة مع ألبومه الثاني "غمّضت عيني"، والذي فتّح عيون وقلوب عشّاق أغانيه على أنه أصبح متميّزاً بالمعاني الرومانسية ذات المضمون الهادف بعد نجاح ألبومه الأول منذ عامين "حبيبي الأولاني". ولا وقت عنده حالياً، لأنه في سباق مع الزمن بسبب اجتهاده الجاد من أجل تحقيق حلمه الكبير، والذي لن يتنازل عنه مثلما أكّد لي بنفسه، في أن يصبح المطرب رقم واحد في جيله، ولذا يوظّف موهبته الأخرى في التلحين ليلحّن لنفسه من أجل بلوغ هذا الهدف، فضلاً عما تزدحم به أجندته من مواعيد كثيرة لحفلات يدرك منظّموها أنه وقبل الإعلان عنها لا بدّ وأن يتّسع مكان الحفل لما يزيد مبدئياً على عشرة آلاف في العادة رغم أنه يغنّي فيها بمفرده. قلت للمطرب والملحّن رامي صبري:
ألبومك الجديد "غمّضت عيني"، لماذا قمت بتلحين معظم أغنياتك فيه؟
أنا أصلاً ملحّن وسبق لي التلحين
لمطربين ومطربات!!
أنا أصلاً ملحّن، وسبق لي التلحين لمطربين ومطربات، مثل: أصالة، عامر منيب، فضل شاكر وشيرين، مع أني وبصفة أساسية أيضاً مطرب طول الوقت وبشكل تلقائي، ومن وقت لآخر أقوم بعمل أشكال مختلفة لنفسي من الأغاني، وأرى الناس والحمد لله يتجاوبون معها، وهذا لأني أريد بعد سبع سنوات مثلاً أن يكون لي رصيد جيّد من الأغاني المتنوّعة، وبحيث يقول الناس بعد ذلك أن رامي صبري عمل لنفسه شكلاً يميّزه في الغناء، وعمله من نفسه لنفسه.
وماذا عن مجال دراستك الأكاديمية؟
أنا خرّيج المعهد العالي للموسيقى العربية.
وإلى أي مدى أثّرت دراستك في اختيارك للأغاني والألحان؟
أنا دراستي الموسيقية أفادتني كثيراً في صقل موهبتي التي أعطاها الله لي من زمان، ولكن الدراسة جعلتني أستوعب ما تعنيه كلمة "مقامات"، وما تعنيه الموسيقى، وتعلّمت العزف على البيانو والعود وعلى آلات موسيقية كثيرة، ودراستي منحتني الكثير من الخبرة في حياتي وعملي، بالإضافة إلى أن عملي كملحّن مع مطربين كثيرين، وتعاملهم معي أعطاني خبرة أكثر لأعرف كيف أغنّي على المسرح، وأتفاعل مع الجمهور وكيف أقدّم أغنيات تنجح.
بالرغم من أنه ليس لك في الفن إلاّ عامان أو ثلاثة بالأكثر، إلاّ أنك نجحت في إثبات نجاحك وتميّزك وسط هوجة الغناء الحالية، فما هو السر برأيك وراء كل هذا النجاح؟!
أنا أعتبر نفسي من المطربين المحظوظين جداً، لأن جيلي فيه مطربون كثيرون، ومع ذلك فإن الناجحين منهم قليلون، ولا يوجد منهم الآن إلاّ اثنان أو أربعة بالكثير، وأنا أصبحت واحداً منهم، والحمد لله، مع أنه ليس لي سوى عامين أو ثلاثة أعوام بالكثير، ورغم أن من أكلمك عنهم لهم في الفن سبع أو ثماني سنوات، وقدّموا أعمالاً كثيرة، غير الأغاني، فأنا رصيدي الآن "24" أغنية، وهذا الرصيد يعتبر قليلاً بالنسبة لما تحقّق لي من حجم النجاح!
لكنك لم تقل لنا السر وراء كل هذا النجاح؟!
"يبتسم" أنا محظوظ جداً، وطبعاً هذا النجاح أنا أعتبره شيئاً من عند الله، أما بالنسبة لي فإني مهتم بعملي جداً، وأريد النجاح جداً وأركّز جداً على ذلك، وأتمنى أن أكون المطرب رقم واحد في جيلي.
خاصة وأنك تتميّز عن جيلك بأشياء كثيرة!
أنا أغنّي وألحّن جيداً وشكلي مقبول
وأحب الناس
الحمد لله، فأنا أغنّي وألحّن جيداً، وشكلي مقبول، وأحب الناس، والناس يحبوني، وناجح مع الناس، وأحب عملي جداً، ولست كسولاً، وإنما مجتهد جداً في عملي، وأعتقد أن سر التميّز عندي يأتي من أني الوحيد في جيلي الذي يلحّن لنفسه، فلا أحد غيري في هذا الجيل يفعل ذلك، فلا يوجد مطرب لحّن لنفسه إلاّ المطرب كاظم الساهر.
ولمن لحّنت حتى الآن؟
لحّنت للمطربة أصالة أغنية "أوقات"، ولحّنت لها في السنة الماضية أغنية "بين إيديك"، وكذلك أغنية "خلّيها على الله"، التي غنّتها في رمضان قبل الماضي، ولحّنت للمطرب فضل شاكر أغنية "من أول عمري"، ولحّنت لكثيرين.
وكيف ظهرت لديك موهبة التلحين؟
أنا لم أكن ومن البداية ملحناً محترفاً، بمعنى أني لم أكن أقوم بعمل لحن وأذهب لأبيعه، ولكن الأمور كانت تأتي معي بالصدفة، فأنا أحب التلحين من زمان، ومنذ أن كنت طالباً في المعهد، والله أعطاني موهبة أن أعرف أن ألعب "إيقاعات"، "كيبورد"، بيانو، عود وغيتار، فكنت قادراً على أن ألحّن على كل آلة الجزئية الخاصة بها، وعندما أجلس مع مطرب كنت أُسمعه إحدى الأغاني، فكان يقول لي: حلو هذا اللحن، هل أنت صاحبه؟ فأقول له: نعم، فيأخذه وينزل في ألبومه فينجح اللحن، وهكذا وبالتالي أصبح عندي ثلاثة أو أربعة مطربين عملت لهم ألحاناً، ففوجئت بهم في المجلات الفنية يطلقون عليَّ فجأة لقب ملحّن، وعندما أسألهم عن ذلك يقولون لي أنت بدأت كملحّن قبل بدايتك كمطرب، مع أن الغناء عندي أساسي وأهم من التلحين.
وهل تنوي الاستمرار في التلحين لمطربين آخرين مع تلحينك أيضاً لنفسك؟
نعم، وإن كنت الآن لم أعد بصراحة أجد الوقت الكافي للتلحين للآخرين، لأن عندي الآن عملي كمطرب، وهناك مواعيد وحفلات وأفراح كثيرة ومناسبات وبرامج وصحافة بشكل أكبر بكثير من الأول، وأنا أقول هذا لأني أحب أن ألحّن أية أغنية بشكل جيّد، ودائماً أحب أن أقدّم شكلاً جديداً للأغنية، وسجّلت مؤخراً "ديو" مع المطربة أصالة "مش فاكر ليك ولا حاجة تحنّن قلبي عليك"، وهذه الأغنية من ألحاني ومن كلمات أحمد علي موسى وتوزيع "فهد".