ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بجريمة هزت المجتمع المصري والوطن العربي، راحت ضحيتها طالبة في جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية بمصر، الشابة نيرة أشرف. اقرأ المزيد من التفاصيل في موقع مسلسلات هنا: مصر: شاب يقتل طالبة بجامعة المنصورة لأنه يحبها ورفضت الزواج منه! (فيديو وصور)
قتلت نيرة على يد زميل لها في كلية الآداب يدعى عادل محمد، والذي نحرها بـ"السكين" أمام الطلبة والمارة وفي وضح النهار أمام الحرم الجامعي. وقالت عدة مصادر إن عادل محمد قد أقدم على قتل زميلته؛ لأنها رفضته عندما طلب يدها للزواج أكثر من مرة.
نيرة ليست الأولى ولا الأخيرة التي تعرضت للاعتداء والقتل عندما قالت "لا" لعرض زواج أو علاقة ارتباط، فسبقتها للمصير نفسه الشابة السورية المقيمة في الأردن "مريم محمد" التي قُتلت بـ15 طعنة في أنحاء جسدها، على يد شاب أردني؛ وذلك "لأنها رفضت الزواج منه"، في ديسمبر العام 2021.
يقول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض النقاد، إن هناك عددا من العوامل التي تحرض الرجال على تنفيذ مثل هذه الجرائم بحق النساء، مستذكرين أغنية الفنان المصري تميم يونس، "إنتي أي كلام" وأغنية "عشان تبقي تقولي لأ"، اللتان تحرضان على العنف ضد النساء بشكل واضح، وتهاجمان المرأة عندما تقرر الانفصال، أو عندما تبدي رفضها بأي إرتباط عاطفي برجل.
وكتبت واحدة من متابعات القضية على "تويتر": "عشان تبقي تقولي لأ" لتميم يونس، "ولما الراجل يتكلم الست متعندش معاه" رامي صبري، "جرا إيه يا مرا، مع ضرب "كف" ده أنا رضا" في مشهد لأحمد عز، وكل السم اللي من هذه النوعية مش مسبب مباشر لكنه بيزرع كراهية للمرأة وإحساس بالقوة غير المبررة لطرف، وحث على استضعاف الطرف الثاني، لحد ما بالتدريج ومع عوامل ثانية زي الجهل والفقر وتقاعس الجهات الأمنية عن أداء دورها بيؤدي لحادث زي النهاردة".
وأضافت: "سبحان الله يعني حوار ديزني والمثلية كان الموضوع بتاع تأثير الفن على الناس، إنما حاجات بترسخ كراهية ضد المرأة لا دي أفورة وعادي يعني؟". وقالت أخرى: "الناس الي بتزعل لما يتم انتقاد حد بيغني عشان تبقي تقولي لا، أهي قالت لا واتدبحت، مفيش كلام يعبر عن الصدمة، ربنا يرحمها ويحمي ستات البلد دي عشان مفيش أي حاجة ممكن تحميهم ودمهم سهل أوي".
من ناحية أخرى، لام عدد كبير من رواد "تويتر" الفنان المصري محمد رمضان، مؤكدين أن بعض أدواره تندرج تحت "البلطجة والشر"، مشيرين إلى أنه يؤثر بشكل مباشر على الجيل الجديد من الشباب، حيث قد توهمهم أدواره بأن ضرب وإيذاء المرأة، أمر عادي وبسيط.
ووجهت الإعلامية المصرية بسمة وهبة رسالة لمحمد رمضان، قالت له فيها: "أنت مؤثر في هذا الجيل ولك دور كبير، أطلب منك ومش هقولك ابعد عن ادوار الشر والبلطجة، لكن خليك في الأدوار الكويسة والإيجابية، التي تؤثر تأثيرا جيدا فيهم، أن عارفة إنك طيب القلب وجدع، لكن عاوزاك تخدم الجيل، وتعمل مبادرة".
ومنذ أن انتشر فيديو جريمة قتل نيرة، وثقت النساء شهاداتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبن عن حالات مماثلة عشنها من تعقب وتهديد بعد رفض رجال تقدموا لهن بالزواج. فكتبت الناشطة المصرية "نور النجار" عبر "فيسبوك": "من حوالي أربع سنين شاب اسمه كريم في محافظة الدقهلية كان بيلاحقني عشان عايز يتجوزني، وفي أحد المكالمات المسجلة قالي نصاً أنه أحسن لي أوافق؛ لأنه مش هيسمح لي أكون لغيره، وإن ديتها أي واحد صاحبه بتوكتوك هيحب يخدمه، هيشدني وهصحى ألقي نفسي مُغتصبة". وأضافت النجار: "النهاردة في بنت اتدبحت قدام بوابة الجامعة، على مسافة أمتار معدودة من الأمن والطلبة والشارع.. كان محتمل أكون مكانها".
في المقابل رأى عدد من المغردين أن مسألة ربط جرائم القتل بالأعمال السينمائية والأغاني، أمر لا علاقة له بازدياد العنف ضد النساء، بل له علاقة مباشرة بأسلوب التربية العائلية، التي ما زالت حتى اللحظة تهمش النساء، حيث إن الكثير من الرجال يضربن زوجاتهم أمام أولادهم، كما يتم حرمان العديد من الأمهات والأخوات من أبسط حقوقهن.
واستند هؤلاء على مقابلة أجريت مع جار القاتل "عادل محمد"، والذي أكد أن "عادل رجل محترم، ولم يكن يسمع صوته إلا عندما كان يقدم على ضرب والدته وشقيقاته"، وكأن مسألة الضرب أمر عادي. وبالرجوع إلى جريمة "نيرة أشرف"، أكدت زميلات وصديقات الراحلة، أن الشاب القاتل كان يلاحقها ويحاول الحديث معها في كل مكان تتواجد فيه بالجامعة وخارجها، وكانت تحاول أن تبعده عنها بأي طريقة، فحظرته من مواقع التواصل الاجتماعي، وكان يكرر تهديده لها: "لو مكنتيش ليا هموتك".
وقالت إحدى صديقاتها إن القاتل افتعل مشكلة مع "نيرة"، أثناء توجهها إلى الجامعة؛ بسبب رفضها الجلوس بجانبه في "الميكروباص" كما لم توافق أن يدفع عنها الأجرة، هذا ما جعله ينفذ وعده بقتلها، رغم أن نيرة كانت تعتبر كلامه مجرد تهديد. وفي تصريح صحفي آخر لجدة نيرة قالت: "ده زميلها وبيجري وراها عاوز يتجوزها واحنا رفضنا وهي قالت لا، هددها كزا مرة وهددنا كلنا وبعتنا ناس عشان يكلموه ويبعد عنها، بس مفيش فايدة أبوها مش بتاع مشاكل ده مدرس غلبان."