مسلسلات رمضان 2024
نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية
25/05/2021

شارك فنانون مصريون بالتضامن مع فلسطين، سواء كان هذا الدعم مادى أو معنوي فمنذ حدوث العدوان الإسرائيلي لحى الشيخ جراح على مدى 12 يومًا وانتهي بقرار وقف إطلاق النار من قبل القيادة السياسية، ومعظم العالم في مؤازه مستمرة للشعب الفلسطيني. وكتب الفنانون على صفحاتهم كلمات تعبر عن الدعم المعنوي لفلسطين، وذكرتنا هذه المبادرات بمجموعة من فناني الزمن الجميل، الذين كان لهم دوراً وطنياً على أرض الواقع في حرب فلسطين منذ اندلاعها في عام 1948.

نادية لطفي

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 1

من هؤلاء الفنانين، الفنانة نادية لطفي فقد كانت صاحبة مواقف وطنية وسياسية كشفت عن معدنها الأصيل وحسها السياسي الذي لا يقل عن موهبتها في الأداء التمثيلي. نادية لطفي ليست مجرد فنانة عظيمة وإنسانة نبيلة ومثقفة فحسب، ولكن تاريخها كله حافل بالنضال السياسي، وحول جرائم الكيان الصهيوني المحتل، قامت بعمل فيلم بعنوان "جيوش الشمس" سجلت من خلاله شهادة الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى القصر العيني مع المخرج شادي عبدالسلام.

كانت "نادية لطفي" مسؤولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف، وبحكم هذا الموقع قامت بمبادرات عديدة لدعم القوات المسلحة، فقد قامت بتنظم زيارات على الجبهة لرفع الروح المعنوية لدى الجنود، ومن هنا فقد ضربت أروع الأمثلة في تحريك الرأي العام وتوعية الشعب بظروف قواته المسلحة التي كانت تستعد لمعركة استرداد الكرامة والعزة في العبور العظيم في أكتوبر 1973، وفي أثناء حرب أكتوبر المجيدة أكدت على روحها الوطنية العالية وإيمانها العميق بالجيش بتطوعها في التمريض، وبالفعل تخلت عن أية ارتباطات فنية وتفرغت للعمل التطوعي، ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء فترة الحرب بين الجرحى لرعايتهم وشد أزرهم ورفع روحهم المعنوية.

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 2

وبعد أن تحقق النصر قالت: "أصبت بانهيار عصبي وهبوط فور سماعي خبر عبور قواتنا المسلحة خط برليف وتحقيق النصر، لأنى لم أصدق وقتها أننا انتصرنا"، من ناحية أخرى كانت تؤمن بأنه لا بد أن يكون للفنان دور وطني في خدمة مجتمعه، وهذا ما أكدت عليه عام 2017، حين استنكرت قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، رغم اعترافها بأنه غير مفاجئ.

وبالنسبة للقضية الفلسطينية كان لها دوراً فيها، حيث شكلت وفوداً من الفنانين على نفقتها الخاصة لمؤازرة ودعم فدائيين الثورة الفلسطينية في اليمن والجزائر، وقضت أسبوعين كاملين في لبنان عام 1982 أثناء حصار بيروت، وهذا خير دليل على هذا الانتماء، حيث انخرطت في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الصهيوني لبيروت وطاردها الموت هناك أكثر من مرة، لكنها استطاعت أن تُسجل وتصور بكاميرتها ما حدث أثناء فترة الحصار ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية.

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 3

ولعل قصة "نادية" مع السفاح شارون تؤكد روحها التواقة للحرية، فيحسب لها أنها كانت ضمن المحاصرين في بيروت عام 1982، وكان شارون يستعد قبلها بفترة لمجزرة جديدة ضد الفلسطينيين، ولكن هذه المرة كانت ثأراً شخصياً جراء فقده لإحدى خصيتيه، بعدما أطلق عليه أحد رجال المقاومة النار فأصابه في مقتل لكنه نجا بأعجوبة وعاد لينتقم لرجولته التي فقدها إلى الأبد، ووسط المشاهد الدموية وقفت نادية لطفي في شجاعة تصور وترصد لتفضح جرائم السفاح ورجاله، وتذيع على العالم ما فعله شارون بالشعب الأعزل.

ولم تكتفي بفضح جرائم الكيان المحتل، فقد ظللت مقاومة من طراز رفيع في وجه المحتل الغاصب للتراب المقدس في فلسطين، فقد كتبت الصحف والقنوات وقتها "كاميرا نادية لطفي رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلي"- يقصد هنا "شارون"-، بل إن المجتمع الدولي وصف كاميرتها الجريئة بأنها "مدفعا وجهته نادية لطفي إلى صدر "شارون".

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 4

وفي إطار دعمها للقضية الفلسطيني قامت بزيارة الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" أثناء فترة الحصار الصهيوني، وهى بذلك تعتبر الوحيدة التي زارت أبو عمار أثناء فترة حصاره، ولذا كرمها الرئيس الراحل "عرفات" بعد ذلك حين جاء بنفسه إلى منزلها وأهداها "شاله" تقديرًا لمواقفها العروبية، وبعد زيارة أبو عمار لها اعتذرت "نادية لطفي" عن دعوة التكريم التي تلقتها من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقديرًا لدورها في دعم القضية الفلسطينية، وقالت "يسعدني المشاركة في أي حدث يدعم القضية الفلسطينية التي أراها قضية كل العرب، ولكني فخوره بالتكريم الذي نلته من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي جاء بنفسه إلى منزلي، وأهداني "شاله" وهو تكريم أراه كافياً ولا يعادله أي تكريم آخر".

ولا زالت مكتبتها الخاصة تحتفظ في بـ25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وتنفست فيها الحصار الصهيوني للمقاومة الفلسطينية، وتأكيداً على وعيها بالقضايا العربية والمركزية في تاريخ الأمة العربية، ومن مواقفها الأخرى أيضاً حين قررت عام 2003 إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي بداية من عام 1956 إلى عام 2003.

حسن عابدين

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 5

ومن الفنانين أيضاً الذين كان لهم دوراً في حرب فلسطين الفنان الراحل حسن عابدين والذى لا يعرف الكثيرون الجانب النضالي في حياة حسن عابدين والذى بدأه قبل أن يكمل سن 17 عامًا عندما سافر عام 1948 إلى فلسطين لينضم إلى المقاومة ضد الصهاينة وبالفعل قتل اثنين منهم وحكم عليه بالإعدام.

وكان يتمتع منذ طفولته بحس وطني وقومي، وقد سافر عابدين إلى الإسماعيلية قبل سفره لفلسطين مع مجموعة من الفدائيين المتطوعين وتلقوا تدريبات على يد قيادات الجيش المصري، وفي فلسطين شاهد أهوالًا أكبر من سنه، فكان يرى الجثث والأشلاء وينام بينها، "حيث كان يمشى في إحدى المرات مع صديقه في شوارع غزة، وسأله "يا ترى غزة بعد 50 سنة هيكون شكلها إيه"، وقبل أن يكمل الجملة انفجر لغم وسقط صديقه متمزقاً إلى أشلاء، دون إصابته هو.

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 6

وقد ظل يشارك في الأعمال الفدائية في فلسطين لمدة عامين، واشترك وزملاؤه في قتل اثنين من العصابات الصهيونية، وألقى القبض عليه مع 4 من رفاقه وتمت محاكمتهم في بلدية حيفاً وحكم عليهم بالإعدام، ولكنه أفلت بعدما دخل شاب هو ابن عم المطرب عبداللطيف التلباني قاعة المحكمة وهدد بتفجيرها إذا لم يتم الإفراج عن المتهمين ومنهم عابدين وبالفعل تم إخلاء سبيلهم وهربوا إلى مصر".

إبراهيم الشامي

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 7

أما الفنان إبراهيم الشامي والذي كان يعد واحدًا من أعمدة المسرح القومي لجيل الخمسينيات، والتي بدأت علاقته بالفن عن طريق هوايته للمسرح الديني، الذي اُنتدب بعده إلى القومي، حيث شارك فيه بمسرحيات مثل "قمبيز"، و"عودة الغائب"، وغيرها، كما أنه شارك في المسرح العسكري حين كان ضابطًا بالقوات المسلحة.

نجوم مصريون من الزمن الجميل شاركوا بدعم القضية الفلسطينية صورة رقم 8

مع اشتراك الشامي، في عدد من الفرق المسرحية، أصبح من المؤسسين للمسرح في القوات المسلحة، كما أنه كان من المشاركين في حرب 1948 بفلسطين، تطوعًا، وتم أسره هو خلال تلك الحرب، ولكن قام زملائه بتحريره، وعاد إلى مصر، بعد هروبه من الاسر وعودته لمصر شارك في مسرح الإخوان الجامعي في الثلاثينيات، وقد أسس هذا الفريق عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا مؤسس الجماعة، وبعد فترة انضم لهذا الفريق عبدالمنعم مدبولي ومحمود المليجي ومجموعة كبيرة من النجوم، وقدم مع الفريق 8 مسرحيات، وتم إذاعة هذه المسرحيات بالإذاعة المصرية، وكان يتم تمويلها من وزارة المعارف حينها.