في وقت كانت فيه الجامعة مكانًا للتحصيل العلمي والفني والثقافي والسياسي، مرّ هؤلاء. نجوم في المجتمع وشخصيات عامة وأهل فن ودين وسياسة، يروون لـ "التحرير" حكاياتهم مع أيام الدراسة فى الجامعة، منهم مَن استمر في طريقه الذي رسمه لنفسه منذ البداية، ومنهم مَن غيّره، ومنهم مَن دخل مجبرًا بناءً على نصيحة الأهل والأصدقاء والمجتمع، ومنهم مَن دخل محبًّا مريدًا، ومنهم مَن بزغ نجمه في سنوات دراسته الأولى، ومنهم مَن انتظر حتى يأتي القطار ليحمله محطة تلو الأخرى، حتى عالم الشهرة والأضواء. منهم مَن حَلم، وأصبح حلمه حقيقة، ومنهم مَن لعبت الصدفة دورًا مهمًّا في تغيير طريق حياته.. " .

الشريف وشاهين كانا زميلَين في "فيكتوريا كوليدج"
في نفس الجامعة التي تخرج منها يوسف شاهين وأحمد رمزي تخرج النجم العالمي عمر الشريف، وهي "فكتوريا كوليدج للغات"، الموجودة بمدينة الإسكندرية حتى الآن، وكان عمر الشريف مشهورًا بوسامته الملحوظة التي رشَّحته لأن يكون نجمًا سينمائيًّا منذ اللحظات الأولى. وفي مقهى قريب من الجامعة كان يلتقي دائمًا صديقَا عمره شاهين ورمزي، ويحلمون بعالم النجومية، وكانت تلك الجامعة معروفة بأنها لا تضم إلا أبناء الأثرياء، لأنها جامعة خاصة. وكان أصدقاء الشريف يطلقون عليه "الوسيم ابن الناس الأغنياء".

كارمن سليمان: عملى في الفن أثَّر على الدراسة
المطربة الشابة كارمن سليمان التي تخرجت فى برنامج اكتشاف المواهب "أراب آيدول"، هي أيضًا طالبة في عامها الثاني من كلية الإعلام جامعة القاهرة، واحتفلت منذ أيام قليلة بعيد ميلادها الـ20 وسط مجموعة من صديقاتها، مؤكدة أنها رغم انشغالها بخياراتها الفنية، وطرحها أحدث كليباتها "حبيبي مش حبيبي"، فإنها تعيش حياتها أيضًا مع زميلاتها فى الجامعة. كارمن قالت إن والديها يشجعانها على استكمال دراستها وكذلك مواصلة مشوارها الفني، حتى لا تفقد الشهرة التي حققتها فى برنامج "أراب آيدول"، لافتة إلى أنها لا تعتمد على ما منحه لها البرنامج، وإنما تسعى أيضًا لتسندها اختياراتها، وتقديم أغنيات تشبهها وتشبه بنات جيلها، وتعتبرها حلقة وصل بينها وبينهن، وأشارت إلى أن تفكيرها في كل هذه النقاط وجلسات العمل مع الشعراء والملحنين أثَّرا بالفعل على المذاكرة، لكنها تحاول المراهق بين الفن والدراسة.

محمد العدل: كنت شاعر الحركة الطلابية
بدأ المنتج السينمائي دكتور محمد العدل، دراسته الجامعية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة عام 1971، وهو العام الذي شهد تأكيد السادات أنه "عام الحسم والحرب على إسرائيل"، ثم تراجع عن ذلك، فانخرط في التظاهرات التي رفضت تأجيل الحرب. وفي بدايات عام 1972، كان إضراب جامعة القاهرة وبداية اعتصام الطلاب لأول مرة، وتشكيل ما يسمى بالحركة الوطنية للطلبة، وكان رئيس اللجنة الطلابية العليا أحمد عبد الله رزة، واعتقل العدل لأول مرة عام 1972، مشيرًا إلى أنه كان أحد شعراء الحركة الطلابية حينها.

عادل إمام:"الزراعة" حوَّلتني إلى "فنان"
كانت كلية الزراعة هي موعده مع الانطلاق نحو النجومية، فأصبح زعيمًا. ظهرت موهبة عادل إمام الفطرية على خشبة مسرح الكلية، ليصبح بعد سنوات قليلة نجمًا كبيرًا. الزعيم قال "كانت رحلتي الدراسية بجامعة القاهرة وبالتحديد في كلية الزراعة منعطفًا غيَّر كل حياتي، فقد أصرَّت عائلتي البسيطة أن أكون (الباش مهندس عادل)، لكن شاء القدر أن أستسلم لمواهبي الفنية التي كانت أسرتي تعرفها عن ظهر قلب، فقد فكانت مشيئة الله أن تكون دراستي بالزراعة مجرد شهادة، وأتحوَّل إلى ممثل في عامي الدراسي الثاني بكلية الزراعة.

خالد الصاوى: أبويا قال لي: الفنّ مابيأكّلش عيش
كانت رحلة خالد الصاوي مع المرحلة الجامعية شديدة الثراء، ومنها انطلق نحو تحقيق وبناء ذاته الفنية، فقد حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة 1985، ثم حصل على بكالوريوس الإخراج السينمائي من أكاديمية الفنون عام 1993. قال خالد عن ذلك "مرحلة الدراسة الأولى بالنسبة إلي كانت إجبارية وهي أن أدرس الحقوق بناءً على نصائح والدي، لأنه يرى الفن هواية لا مهنة ودراسته لا تعتبر دراسة. ويضيف الصاوي "في عام 1985 قدَّمت مع خالد صالح وهنيدي مسرحية تعبّر عن توجهاتنا الإنسانية والسياسية، وكنت أنا وخالد في آخر سنة دراسية".

شريف رمزي: المسرح كان واخد كل وقتي
كان لنشأة شريف رمزي في عائلة فنية -فهو ابن المنتج محمد حسن رمزي وعمّته الفنانة المعتزلة هدى رمزي وجده الفنان الراحل صلاح ذو الفقار- دور في اختياره كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان ليدرس فيها، خصوصًا أنها كانت تتم لمدة 5 سنوات، وما أن التحق بها حتى قرر إبراز موهبته التمثيلية على خشبة مسرحها الذي أخذ كل وقته. وأوضح أنه خلال العام الأول من دراسته بالكلية تلقَّى عرضًا من المنتجة إسعاد يونس، للقيام ببطولة أول أعماله السينمائية وهو فيلم "أسرار البنات" مع الممثلة مايا شيحة، ولرغبته في أن يمنح دور الشاب المورهق كل تركيزه.

مي عز الدين: أيام الجامعة كنت باكره المذاكرة
خلال العام الأول من دراستي تلقيت عرضًا ببطولة فيلم "أسرار البنات"، رغم أنها أصرَّت على الالتحاق بكلية الآداب قِسم الاجتماع في بلدها الإسكندرية، كُرهًا في الدراسة ولرغبتها في التفرغ للفن، فإن الفنانة مي عز الدين لم تحصل على ليسانس الآداب إلا بشقّ الأنفس، بسبب حبها الشديد للفن وسيطرته على أحلامها. وتروي الفنانة مي عز الدين، لـ "التحرير"، حكايتها في الحرم الجامعي بالإسكندرية قائلة: "كانت أمي تحلم أن أكون طبيبة أو مهندسة، لكنني كنت أعرف نفسي جيدا، فأنا رغم قوة استيعابي وأنني "صمَّامة ولهلوبة" رفضت الالتحاق بأي كلية كبيرة، لأنني بصراحة أرى الدراسة مجرد واجب لا بد منه.