في كل الأجيال ظهر في الساحة الفنية إخوة وأشقاء لم يجمعهم عمل فني واحد بالرغم من كثرة أعمالهم السينمائية والتلفزيونية.. منهم من قرر اعتزال التمثيل نهائيا.. ومنهم من ينتظر! بعضهم رحل عن عالمنا، والبعض الآخر ما زال متواجدا على الساحة الفنية يعمل بجدية وينافس بقوة.. وبذلك فقد اجتمعوا في الحياة وتفرقوا في الفن!

نجاة الصغيرة وسعاد حسني: أبدعت السندريلا سعاد حسني في السينما والتلفزيون منذ الصغر، وأدهشت المعجبين بخفة ظلها وبراعتها في التمثيل، واستحوذت على إعجاب الملايين بجمالها الساحر، ولم تكتف بالوقوف أمام الكاميرا تتقمص وتجسد الشخصيات المتنوعة فحسب، بل ترنمت وشدت وقدمت مجموعة متفردة من الأغنيات في قوالب استعراضية آسرة، حيث بلغ نصيبها الوافر في بنك الفن 82 فيلما.

نجاة الصغيرة وسعاد حسني

كما هو حال مع نجاة الصغيرة المطربة المصرية التي تميزت بلون غنائي ذي طابع مختلف ومتفرد في الوقت ذاته، وبصوتها العذب استعمرت قلوب الملايين، وفي سنوات عملها الفني قدمت أروع ما يمكن لمطرب تقديمه في حيز الحب وحيز الإحساس.

وكأختها السندريلا لم تكتف بالغناء فقدمت العديد من الأفلام السينمائية أيضا، ووقفت أمام مخرجي السينما 11 مرة، قدمت من خلالها أعمالا لا تنسى في تاريخ السينما بالقرن العشرين، وبالرغم من تميزهما بالغناء والتمثيل وسطوع نجمهما، إلا أنهما لم يجتمعا في عمل فني واحد، فرحلت السندريلا عن عالمنا، ثم اختفت نجاة عن الأضواء دون أن تشتركا فنيا.

محمد فوزي وهدى سلطان: يتمتع كل من محمد فوزي وهدى سلطان بصوت مميز وفريد من نوعه. واستطاع فوزي بموهبته التي لا تتكرر وحسه الموسيقى النادر أن يخترق مجال التمثيل والغناء والتأليف كونه موسيقارا مجددا في مجال الغناء والتلحين، قبل شقيقته الفنانة هدى سلطان كما تمتع بشعبية جماهيرية واسعة.

محمد فوزي وهدى سلطان

بعد ذلك استطاعت الفنانة هدى سلطان أن تثبت نفسها بصوتها الحافل بالشجن والحب، ولم تكتف بالغناء فحسب بل أظهرت موهبتها العميقة في مجال التمثيل، وأدت عشرات الأدوار في السينما والتلفزيون التي تعد من أبرز كلاسيكيات الدراما العربية.

وفي سنوات عمره الفني أدى محمد فوزي 36 عملا، كما بلغ إجمالي عدد الأعمال الفنية لأخته الفنانة هدى سلطان 100 عمل تقريبا، ومع كل هذه الأعمال لم يجتمع محمد فوزي المطرب والممثل بأخته الفنانة هدى سلطان سواء في الغناء أو التمثيل.

بوسي ونورا: حازت الفنانتان الجميلتان بوسي ونورا على شهرة واسعة في تاريخ السينما المصرية، وقدمتا أعمالا فنية مؤثرة، واتفق الجميع على أن كلا منهما لها شخصيتها الفنية المستقلة التي لا تشبه الأخرى.

بوسي ونورا

بجمالها الذي يفتن العيون وموهبتها المطبوعة، بدأت الفنانة نورا عملها في عالم الفن في الفترة من 1926 حتى 1996م، ثم اعتزلت التمثيل نهائيا وارتدت الحجاب، وبلغ عدد أفلامها السينمائية 34 فيلما، أما شقيقتها الفنانة بوسي ذات الوجه المدهش، فقد بدأت منذ الطفولة بدور بارز في مسلسل "جنة الأطفال"، وعلى مدار سنوات احترافها قدمت 34 عملا فنيا، ولكن بعد هذا المشوار الفني الطويل والمليء بالنجاحات لم تجتمع الفنانتان في عمل فني واحد.

عمر خورشيد وشريهان: الفنان عمر خورشيد وسيم السينما المصرية، متعدد المواهب وعازف الجيتار الأكثر شهرة، والمنتج المصري، الذي استطاع في فترة قصيرة أن يستحوذ على ملايين المعجبين وأن يثبت نفسه سينمائيا، لم يؤد هو الآخر أي دور فني بجوار شقيقته الفنانة الاستعراضية المعجزة شريهان، التي تميزت عن كل فنانات جيلها، وقدمت سلسلة الفوازير الرمضانية المحفورة في ذاكرة العائلات.

عمر خورشيد وشريهان

بدأ ظهور الفنان عمر خورشيد في فيلم "ابنتي العزيزة" وكانت أول بطولة مطلقة له في فيلم "جيتار الحب" أما أخته شريهان فبلغ عدد أعمالها الفنية 47 عملا، ومع ذلك لم يحالفهما الحظ للاشتراك بعمل فني بسبب رحيل خورشيد في سن مبكرة.

حسين ومصطفى فهمي: حسين فهمي يتمتع بجاذبية غير عادية على شاشات السينما والتلفزيون وله شعبية كبيرة أكثرها من النساء، ويضرب به المثل في الأناقة والجمال، واستطاع أن يلفت الأنظار إليه في فيلم "خلي بالك من زوزو"، كما لفت الأنظار أيضا أخوه الفنان الأصغر سنا مصطفى فهمي الذي عمل في بداياته الفنية كمصور سينمائي ثم مثل للمرة الأولى في فيلم "أين عقلي" أمام سعاد حسني ومحمود ياسين.

حسين ومصطفى فهمي

بلغ عدد الأعمال الفنية للشقيق الأكبر في عائلة فهمي ما يزيد من 100 عمل، أما العضو الأصغر بالعائلة مصطفى؛ فبلغ رصيده الفني 44 عملا، ومع ذلك لم يجمع الفن الشقيقين مع بعضها حتى الآن.

ياسر ورامز جلال: الأمر ذاته تكرر مع الأخوين ياسر ورامز جلال، الذين اختلفت شخصيتيهما فنيا واجتماعيا، فكل منهما له طبيعته المستقلة عن الآخر، حيث يميل ياسر جلال إلى أدوار الأكشن والدراما الاجتماعية والإنسانية، أما رامز فبرع في أدوار الكوميديا وبرامج المقالب الرمضانية.

ياسر ورامز جلال

وخلال مسيرتيهما الفنية لم يجتمع الفنانين الشابين أمام كاميرا واحدة، وكانت أول بطولة حقيقة لرامز جلال في فيلم "أحلام الفتى الطائش"، أما ياسر جلال فكانت أول بداية له في فيلم "الراقصة والطبال".

حلا وهنا شيحة: تميزت الفنانتان الجميلتان حلا وهنا شيحة بأعمالهما الفنية القوية سواء كانت في السينما أو التلفزيون، واستطاعت الفنانتان أن تقدما، أدوار البطولة ونجحتا فيها بشكل متميز، واستحوذت كل منهما على شهرة واسعة، ولكن لم تقدم الأختان أعمالا فنية مشتركة، فاعتزلت حلا في سن مبكرة، وارتدت الحجاب، أما هنا فواصلت عملها الفني لتنافس بنات جيلها بقوة.

حلا وهنا شيحة