مسلسلات رمضان 2024
في الحداد تنكيس للرؤوس.. وفي وديع الصافي كبرياء وشموخ
14/10/2013

لسنا بين الذين يعارضون تقدير الكبير الراحل وديع الصافي حق قدره، فأنا لست ممن يقدرون عملاق الاغنية اللبنانية فحسب، بل ممن يقدسون صوته فنه ومجده وعراقته ومساهمته في رفع شأن الاغنية العربية، فلا نراه سوى جبلا شامخا جعل لبنان بأكمله يتربع على عرش الموسيقى بعد رحيل من سبقوه من العمالقة المصريين.

في الحداد تنكيس للرؤوس.. وفي وديع الصافي كبرياء وشموخ  صورة رقم 1

العملاق وديع الصافي

لكن مطالبة العديد من فناني واعلاميي لبنان وبضمنهم نجوى كرم، راغب علامة، نيكول سابا، رامي عياش، نيشان ديرهاروتيونيان، ريان وغيرهم، بأن يتم الاعلان عن يوم حداد رسمي وطني وفاءا لعطاء جبل لبنان العملاق وديع الصافي. من خلال إطلاق النشطاء حملة بالخصوص في مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون له ما يبرره.. ونحن اذا نشد على يد نجوى كرم التي فقدت والدها البيولوجي قبل نحو شهر واليوم تفقد والدها (الثاني) ومعلمها الأول في الفن والموسيقى فاننا نسأل الله لها ولعائلة الراحل وكافة الفنانين اللبنانيين حسن العزاء وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

أعتقد ان اعلان يوم الحداد هو سلاح ذو حدين فقد لا يفي العملاق وديع الصافي حقه من جهة، وقد يفتح بابا للحداد مستقبلا على كل فنان سواء كان ممن ساهم بشكل فعلي برفع شأن الاغنية العربية عامة واللبنانية على وجه الخصوص، أو آخر قد يكون له دور في انحطاط الاغنية العربية الى الدرك الأسفل! خاصة انه ليس هنالك مقاييس واضحة للمغني العملاق!! وقد تجد من يسمي اقزام الفن اليوم بالعمالقة، فهل سيحظى هؤلاء بيوم حداد بعد رحيلهم؟!

من جهة أخرى فان يوم الحداد يعني النكسة وتنكيس الرؤوس في حين ليس في وديع الصافي سوى شموخ وعظمة وكبرياء، باقية الى الأبد. فمن قال ان الموت سيغيب صوت العملاق الصافي؟! الموت لن يغيب منه سوى جسده! أما صوته وأما فنه وأما مجده وأما مدرسته فانها ستعلم الأجيال القادمة بناء المجد.

لا اريد للبنان والوطن العربي أن يفتح بابا للحداد بقدر ما اريدهم ان يفتحوا مدرسة للموسيقى تحمل اسم الكبير الصافي تخليدا لفنه وعطائه، لأن مثل هذا الباب قد لا يغلق فكثيرون هم الفنانون الذين ساهموا ولو بقدر للفن العربي، وآخرون ساهموا في رفع شأن بلدانهم في الرياضة وآخرون في السياسة أو في العلوم والابتكارات وفي تصميم الأزياء وبرزوا على مستوى العالم فتخيلوا أن مجموعة سترفع مطلب الحداد على رحيل كل واحد من هؤلاء. فاننا قد نرى لبنان الشامخ متشح بالسواد طيلة ايام السنة.

الموت لن يغّيب من العملاق الصافي سوى جسده

في الحداد تنكيس للرؤوس.. وفي وديع الصافي كبرياء وشموخ  صورة رقم 2