هو فنان بكل ما للكلمة من معنى، صوت هادر قوي، حضور لافت وأغنيات راقية، بهذه الكلمات ربما تختصر مسيرة الفنان نقولا الاسطا ابن زحلة البار ، فإن غنى أطرب وإن تكلم أبدع، في الفنّ لديه صولات وجولات وكلها مكللة بالنجاح. يحمل بصوته وطنه الحبيب أينما حلّ في بلاد العالم، صوته سلاحه وايمانه بوطنه كبير، ورسالته بفنه عظيمة. جريء يقول كلمته ويقف عندها. في الفن لا يطلب المستحيل انما الاصيل، هو الفنان الذي قابلناه في هذا الحوار فتحدث بكل صراحة وعفوية.

احاول أن احافظ على الخصوصية التي
املكها لارضي نفسي وجمهوري

نقولا الاسطا في البداية مبروك اغنية "ما تغيرت"، الاصداء جميلة، والناس تحبها وترددها؟
الاغنية نجحت واخدت حقها والناس احبتها "كتر خير الله"، في كل مرة أتعب واشقى فألقى القليل هذه المرة لاقيت الكثير، سعيي واصراري على تقديم الافضل لن يقف عند حدّ، فالمطلوب دائماً التجدد للاستمرار بالطريقة التي أحب.

نلاحظ انك تستعمل في أغنياتك عناوين مهذبة تحمل مضمونا، مثل "ما تغيرت"، "زايد حلاكي"، و"شهدوا علينا زور"، و"صبايا بلادي" وغيرها، هل تختار هذه التعابير لايصال هدف معين أم هي سياسة معينة تتبعها؟
هي ليست مقصودة كثيراً ولكنها صحيحة نوعاً ما، واذا لم تحمل الاغنية عنوانا ملفتا نبحث عن مقطع ملفت، واذا لاحظت فان اكثرية اغنياتي تحمل اسم مطلعها، ومؤخراً صدر قانون في الساسيم يؤكد على ضرورة ان تحمل الاغنية اسم مطلعها.

ما أعرفه انك لا تختار الا الاغنيات التي تقتنع بها شخصياً، ولكن ألم تفكر بتقديم اغنية تشبه "الدارج" هذه الايام لتحقق المزيد من الانتشار؟
مبدأ الاغنيات الدارجة التي تثير حفيظة الناس من خلال عنوانها او كلماتها او موضوعها جعلني ذات يوم انسى قيمة الاغنيات التي يمكنني ان اقدمها للجمهور، بالنسبة لي احاول أن احافظ على الخصوصية التي املكها لارضي نفسي وجمهوري. احيانا أقول للناس نادوني باسمي وليس بلقب فنان، صحيح هناك فنانون راقون يقدمون الفن الجميل ولكن في المقابل هناك ممارسات اخجل منها.

الى هذه الدرجة اصبحت كلمة فنان مزعجة و خطيرة لكي ترفضها؟
"يللي بقلبي على راس لساني" ولانني ارى كيف تتم التركيبات واجواء النميمة والكلمات "بلا طعمة" اكيد ارفض كلمة فنان، وارفضها اكثر عندما يقولون لي انتم الفنانون ويشملوني مع الجميع، "صار عيب تكون آدمي بالفن"، ولكنني اتبناها باخلاقي في الفن الذي اقدمه، والذي لا يرى هذه الخصوصية التي اقدمها ادعوه لاعادة حساباته.

انا ساوجه الاتهام لك ولامثالك من الفنانين القديرين واصحاب الاصوات النادرة، بابتعادكم تفسحون المجال للدخلاء

انا انتظر اغنياتي لتتكلم عني

لا، نحن لم نبتعد ولم نعط الساحة للدخلاء.

بلى، تتركون الساحة لاشخاص دون المستوى بغض النظر عن اسبابكم..
في النهاية الموضوع واسع ولا استطيع ان ادخل في دهاليزه والا "بتخبّط" مع الكثيرين ، انا انتظر اغنياتي لتتكلم عني ايجابياً او سلبياً لا فرق، بدءاً من "زايد حلاكي" الى "موضة جديدة" الى "حقوق الرجال" وصولا لاغنية "ما تغيرت" التي اعتبرها منعطفا مهما في مشواري الفني، انا لم ابن اسمي على مرض او اشاعة او فضيحة مع احداهن، او" حركات بلا طعمة".

ولكنهم يملكون مكاتب لتروج هذه الاخبار..
وانا لدي مكتب فني ولكن ليروج لنشاطاتي وحفلاتي واغنياتي الجديدة ، اود ان اطرح عليك سؤالاً: كيف سأعرف بأن الفنان x تعرض لحادث صغير اثناء وقوفه في زحمة السير، او ان الفنان y افتعل مشكلا كبيرا مع جاره على خزان مياه لو لم يسربه مكتبه الاعلامي؟

بماذا يفيده هذا الخبر في مسيرته الفنية؟
لا يهم بماذا يفيده طالما ضمن لنفسه الوجود في الاعلام، لو اردت هذا المستوى من الاخبار لكنت موجودا على صفحات المجلات والمواقع، ولكنت تصدرت العناوين.

قلت لي في بداية الحديث "يلي بقلبك عراس لسانك"، الا يسبب لك هذا الامر مشاكل مع اشخاص يمكن ان يساهموا بايصال صوتك واغنياتك اكثر فاكثر؟
صحيح "يلي بقلبي عراس لساني بس لساني مش فالت"، املك رقابة ذاتية كبيرة اقول من خلالها ما اريد قوله دون تجريح فيفهم اللبيب مقصدي من الاشارة ويُحيدني عن المقياس الذي يرى الناس من خلاله.

نقولا نستمع لأغنيتك الجديدة على معظم المحطات الاذاعية، لا شك بأنها جميلة جداً، ولكن هل يعقل ان تدفع المال لبثها ودعمها؟

بتنا نرى الممثل يغني والمغني يمثل

نعم دفعت، يقول المثل "حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس"، الفكرة العامة ان المؤسسات الاعلامية الكريمة وخصوصاً الاذاعات يقولون لك ان اغنيتك على الرأس والعين ولكنها ستبث مرة او مرتين في اليوم على ابعد تقدير تماما كما يحدث في الاذاعات السياسية، ولكن اذا قررت ان تدعم الاغنية بكثافة تتراوح ما بين 8 الى 20 مرة في اليوم الواحد عندها يبررون الموضوع بانه اعلان فتقبل بتبريرهم. في بعض الاذاعات يطلبون القليل ويدعمون الاغنية بشكل كبير، وانا بدورى دخلت في اللعبة واعتبرتها نوعا من انواع الاعلان وبالتالي اساهم في ايصال نوعية جيدة من الفن للجمهور وهذا لا اعتبره خطأ.

كم يكلف دعم الاغنية في الاذاعات؟
لا اريد الدخول في لعبة الارقام ولا اريد ان احصر رقي حوارنا بشيء اسمه بيع وشراء ، هناك مثل يقول "هين فلوسك ولا تهين نفوسك"، واذا ارادوا قياس الفن الذي نقدمه بدولار او عشرة او الف "تكرم عيونهم" طالما هذا الشيء يساهم بحجز مكان للاغنيات التي تحمل مضمونا كبيرا ومهما.

نشهد حالياً موضة لجان التحكيم الفنية، انت كفنان مثقف وضليع في الموسيقى ما رأيك في الموضوع؟
لا أريد ان أدخل لا في مقارنة ولا في تقييم، ولكن هناك بعض الفنانين ليسوا أهلاً لهذه المهمة ولا يملكون خلفية ثقافية موسيقية للحكم على المواهب، كل ما في الامر ان الشاشات تستفيد من وجود هؤلاء النجوم لترفع نسبة المشاهدة والفنانون يستفيدون من البدل المادي، في بعض الاحيان يطال الظلم بعض المواهب، وانا اتكلم بصفتي كمشاهد عادي وليس كفنان.

هل قلة الحفلات بالعالم العربي ساهمت في قبولهم بالمشاركة في هذه البرامج؟
اذا تابعنا ما يحصل في المنطقة يكون تحليلك صحيحاً، ومن ناحية ثانية نستطيع القول انتهى عصر "التخصصية" فبتنا نرى الممثل يغني والمغني يمثل ويقدم البرامج فاختلط الحابل بالنابل. اتمنى التوفيق للجميع بالتأكيد ولكن في بعض الأماكن بدأت أشعر بأن قيمة الاشياء بدأت تنحسر وكل واحد يريد المحافظة على وجوده وعلى مكانته، وانا هنا لا اصوب كلامي باتجاه احد، انا اتكلم بالمطلق.

المسرح يليق بك كثيراً ولكن لم نشاهدك على المسرح الرحابني او مسرح روميو لحود او حتى على مسرح بعلبك، لن اسألك ما الذي ينقصك لانني اعرف انه لا ينقصك شيء، ولكني اريد ان اسألك ما الذي ينقصهم هم لكي ينتبهوا لمواهبك؟
شكراً لانك لم توجه سؤالك اليّ في هذا الموضوع لانني جاهز للمسرح، "يا ريتك تجيّر سؤالك لهم". (أندريه داغر - النشرة)

لاهداءات المشاهير-اضغطوا هنا