بدأ عام 2013 ونكاد نودع الأسبوع الاول منه، ولكن طيف 2012 ما زال حاضرا وبقوة امامنا، فالعام الماضي خلّف أحداثا دراماتيكية في جنبات الدراما السورية، تموجت بين المفرح والمحزن. وبينما بكى الوسط الفني رحيل نجوم توفوا بسكتات قلبية، احترقت قلوبهم حسرة لرحيل فنانين قتلا في الأحداث الجارية. وكذلك تموجت الحال النفسية على صعيد العلاقات الزوجية، فبينما عم الفرح لزواج فنانين، كانت الصدمة والدهشة من حالة طلاق في أبرز حالة زواج كانت قائمة في هذا الوسط.
الوفيات:
وفيات طبيعية:
طبيعيا، توفي النجم خالد تاجا بعد صراع مع المرض، وقد دخل في غيبوبة لأيام قليلة قبل أن يفارق الحياة عن 74 عاما. وتوفي الفنان صبحي الرفاعي بسكتة قلبية أثناء وجوده في مقهى الروضة الدمشقي ظهيرة أحد أيام الصيف الحار السابق، علما أن الرفاعي لم يكن يعاني من أي مرض خطير حتى لحظة وفاته.
وتوفي في الشهر الأخير من العام نجمان كبيران في عالم الفن السوري هما الممثل والمخرج محمد شيخ نجيب نتيجة سكتة قلبية ألمت به بعد مرض لثلاث سنوات متتالية.وتبعه بعد يومين فقط، النجم المخضرم طلحت حمدي بعيد ساعات قليلة من مغادرته لسورية إلى الأردن وذلك إثر سكتة قلبية أيضا.وفي مجال الطرب والغناء، توفي المبدع المخضرم جورج فهد، نجم الأغنية الساحلية في السبعينات ووالد النجم عابد فهد والمخرج عامر فهد، وكان الراحل تقلد منصب نقيب الفنانين في محافظة اللاذقية لسنوات. وفي مجال التصوير، توفي ملك الكاميرا السورية، وخبير الإضاءة، جورج لطفي الخوري بعد صراع مع المرض.
شهيدان:
وفي ظروف أخرى تتعلق بالأحداث الدموية الجارية في سورية، رحل وبشكل تحز له النفوس، النجم الشاب محمد رافع بعد اختطافه من قبل مجموعة مسلحة اقتادته إلى مكان مجهول وقتله بدم بارد، وذلك لمواقفه المؤيدة للرئيس بشار الأسد في الأزمة الدائرة في سورية.وقبل أيام قليلة من إقفال العام الحالي، تعرض الفنان طارق سلامة وولده الصغير لقذيفة أمام منزله أدت إلى وفاتهما معا. فقيدان عزيز: وبكت النجمة العملاقة ناهد حلبي والدتها التي توفيت في العام 2012، ومعها بكى ابنها الفنان طارق مرعشلي جدته.
أفراح:
أعلن عدد من الفنانين السوريين زواجهم في العام 2012 وذلك برغم كل المصاعب التي يواجهونها في الشارع من تهديدات، أو لضيق النفس من الحالة الراهنة التي لا تساعد على الفرح. أعلن الفنان الشاب يزن السيد زواجه على الآنسة فلك الفقير وأقام حفل زفاف في مطعم راق في دمشق. وكذلك أعلن النجم شادي مقرش طلاق العزوبية وكان خياره قد وقع على النجمة الشابة في الدراما، نجلاء الخمري، وأقاما حفل زفاف لهما اقتصر على الأهل والمقربين. وأعلن النجم علاء الزعبي دخوله القفص الذهبي أيضا وذلك بإعلانه الفنانة رغداء شعراني زوجةً.. وأقاما حفل زفاف مختصر حيث كان علاء قد صرح للنشرة بأن الأوضاع السائدة في البلاد لا تساعد على حفل زفاف واسع النطاق.
ولادات:
كانت فرحة كبرى للوسط الفني السوري عامة عندما رزق الفنان خالد القيش بمولود، ذلك أن خالد يتمتع بوضع خاص عن بقية زملائه لكون أهله يعيشون في الجولان المحتل.. لذا كان لافتا أن يكوّن عائلة له في قلب بلده الأم سورية التي ما زال أهله بعيدين عنها وعنه.
وأنجبت النجمة إمارات رزق صبيا من زواجها الثاني من الفنان حسام جنيد، وقد أسمته " وطن" تيمنا ببلدها سورية التي تعيش أوضاعا مضطربة على حد تعبيرها.
وفرحت النجمة جيني إسبر بحملها بتوأم وقد ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لقضاء بعض من فترة الحمل بعد انتهاء تصوير مشاهدها في مختلف أعمالها 2012.
طلاق:
سجلت أشهر حالة طلاق في الوسط الفني السوري للعام 2012 وذلك عندما أطلق النجم تيم الحسن حرية زوجته السابقة الفنانة ديمة بياعة التي ما عادت زوجته منذ أشهر. وقد أقفل تيم العام 2012 بتصريح مثير اعتبر فيه أن أي إساءة لزوجته السابقة هي إساءة له شخصيا وذلك لكونها أما لأولاده.
هجرة خارج سوريا بالجملة:
سجل العام 2012 هجرة نوارس الدراما السورية للبلاد وإقامتهم في بلدان عربية ولأسباب تتعلق بالأحداث منها ما سجّل الفنان المهاجر موقفا ضد السلطة في البلاد، ومنها ما قيل إنه ابتعاد عن الأحداث الدموية التي باتت تهدد حياة أي فرد. وقد غادر سورية إلى مصر كل من جمال سليمان وعبد الحكيم قطيفان وكندا علوش مطلع العام، وإن كان جمال وقطيفان أكدا أنهما عائدان إلى سورية إلا أن هذا لم يحصل حتى الآن.
أما النجم فارس الحلو فبات في مصر بحكم المقيم حتى تتبلور الحالة السورية على حد تعبيره في وقت سابق. وتابع النجم مكسيم خليل إقامته في مصر أيضا للعام الثاني على التوالي دون أن يشير إلى ما إذا كان سيعود قريبا أو لا.. وسجل في الفترة الأخيرة إقامة شبه دائمة في مصر لكل من فراس ابراهيم الممثل والمنتج الشهير، والنجم الممثل والمخرج أيمن زيدان دون أي ذكر لأسباب البقاء في مصر سوى العمل في مسلسلات هناك. وفي الإمارات طاب البقاء لكل من النجم سامر المصري ويارا صبري وزوجها الفنان والمخرج ماهر صليبي.. ولحقت بهما بعد فترة طويلة النجمة مها المصري التي أكدت أن سفرها ليس لأي موقف سياسي بل فقط تجنبا للخطر المحدق بها في دمشق. كما وأقام في الإمارات بشكل مستمر دون تأكيدات حول الثبات هناك من عدمه، الفنان النجم باسل خياط الذي راجت شائعات عن رغبته بالبقاء هناك.
وأطالت النجمة سوزان نجم الدين من إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تعود في الأيام القليلة الماضية قبل أقفال العام. وأقامت النجمة جيني إسبر حوالى ثلاثة أشهر في شيكاغو في زيارة أعلنت أنها لن تتجاوز رأس السنة.. أما النجم جهاد عبدو فأقام في الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة من العام ولم يعد حتى اللحظة. وكذلك، أقام في نيويورك وبشكل مستمر ودائم الفنان مجد رياض نعسان آغا لاستكمال دراساته الموسيقية بعد أن عمل في الدراما السورية لخمس سنوات.
أحداث جانبية مؤسفة:
تعرض الفن السوري لأحداث مؤسفة في العام 2012 وكلها عائدة للأحداث السياسية في سورية، وكان أبرز ما واجهه هذا الفن استبعاد أفلام سورية من مهرجانات عربية في كل من دبي ووهران والقاهرة، وذلك لوقوف مخرجي تلك الأفلام إلى جانب القيادة السورية في الصراع الدائر في البلاد.
حيث استبعد فيلم "مريم" للمخرج باسل الخطيب من كافة المهرجانات، بينما استبعد فيلم "صديقي الأخير" للمخرج جود سعيد من مهرجان دبي والقاهرة، لكنه شارك في مهرجان وهران بالجزائر.. أما فيلم العاشق فاستبعد من دبي ولم يشارك مخرجه عبد اللطيف عبد الحميد في المهرجانين الآخرين.
لا مهرجانات في سورية:
وللعام التالي على التوالي غاب مهرجان دمشق السينمائي وذلك لأسباب سياسية بحتة متعلقة بالأحداث الأمنية والسياسية في سورية، وإن استعاض القائمون عليه بمهرجان بسيط للأفلام القصيرة لمخرجين شباب. كما وغاب مهرجان دمشق المسرحي للعام الثاني على التوالي للأسباب نفسها.
a
