اسعد حطّاب شاب برز اسمه مؤخراً من خلال شخصية "كريم" في مسلسل "روبي"، الشاب الطيب والمحب بالرغم من المعاناة التي عاشها في حياته العائلية والتي اخفاها عن محيطه. لكن لاسعد حطاب صولات وجولات عديدة في مجال التمثيل والاعلام، فهو مجتهد، نشيط، ويستحق الفرصة التي تضعه في مصاف نجوم الصف الاول، ماذا ينقصه ولماذا لم تاته الفرصة بعد؟ لماذا بعد روبي لم تنهال عليه العروض؟ وهل للكليكات في المهنة دخل في ذلك؟ وكان هذا الحوار البعيد عن اي قواعد وضوابط وحدود والمليء بالصراحة والحقيقة كما هي دون تجميل او تعديل.
اسعد حطاب تابعناك في روبي حيث قدمت دورا مهما وكان حضورك جميلا، ولم نشاهدك بعده في اي عمل لماذا؟
بعد روبي شاركت في مسلسل "جنى العمر" من كتابة ماغي بقاعي واخراج ليليان بستاني من بطولة يوسف حداد ويوسف الخال، ولكن مقارنة بمسلسل روبي لم اظهر في عدد حلقات كبير و هذا لا يمنع ان الدور والكاراكتير كانا دسمين قدمت فيه دور كوموندان فرنسي في عهد الانتداب، يجوز ان المسلسل لم ياخذ حقه بسبب الشاشة الذي عُرض عليها.
هل لان شاشة المستقبل لم تهتم بالدعاية له كما يجب مثلا؟
كلمة حق تقال ان الشاشة وضعت اعلانا ترويجيا مكثفا له ولكنه للاسف لم يكن بحجم الاعلانات للمسلسلات التركية وهذا ينطبق على كل الشاشات، واتصور ايضاً ان المحطة ليست مشاهدة كمحطة الـmbc او اي شاشة محلية ثانية.
الى اي مدى المسلسلات التركية تاخذ من درب الانتاجات المحلية، فالممثلون اللبنانيون اغلبهم عاطل عن العمل؟
افهم تعلق الاعلام بالمسلسلات التركية بسبب انجذاب المشاهدين لها، هم ياخذون الكثير من دربنا بدءا من عملية الدوبلاج التي يقوم بها ممثلون غير لبنانيين وصولا الى البذخ وجمال الممثلين والابهار والسخاء في الانتاج وهذا ما نفتقده في المسلسلات اللبنانية، مثلا عند عرض روبي تم عرض فاطمة، ولمرحلة معينة كان روبي الرقم واحد وبمرحلة ثانية فاطمة سبقت روبي.
انت تقارن بين روبي وفاطمة، الا تظن ان نجاح روبي يعود بالاصل الى القصة المقتبسة؟
كلوديا مرشليان اقتبست الخطوط الرئيسية المتعلقة بالابطال الاربعة فقط، ولكن كل التفرعات في القصة هي جدارتها الخاصة، يجوز ان يكون الجزء الذي نكتشف فيه ان شادي حداد شقيق ديماند بو عبود في المسلسل "شوي مكسيكي"، ولكن كلوديا اعادت هيكلة القصة كلها.
اسعد هل تشعر ان الانتاج اللبناني بدأ يقدم قصصا من واقعنا بصورة حقيقية ؟
|
"الممثلة العربية تخاف |
بالطبع هناك مسلسلات تطرح قضايا موجودة في مجتمعنا، لماذا يحملون السلم بالعرض دائما، يوجد الغني والفقير، الذي يعيش في القصور والذي يحيا في الازقة تماما كما شاهدنا في روبي. هل يريدون الشروال وبيت الضيعة لنقول بان هذا يشبهنا؟ اضف اليهم الحبكة الدرامية والتشعبات التي تضيف الاثارة والتشويق الى العمل بهدف جذب المشاهد لمتابعة القصة، مثلا في المسلسلات التركية "يللي ما بعمري حضرتن" هناك "الاوراق المتساقطة" الذي استمر عرضه لاكثر من موسم تجد لكل شخصية اكثر من 7 الاف قصة مفبركة وغير واقعية في حياتها، ولكن كان لها جمهورها الذي شعر بشيء يشبهه فيها.
في المقابل هناك فاطمة ايضا وهي قصة واقعية دخلوا فيها بالعمق؟
بصراحة لم اتابعه، ولكنني سمعت بانه يحكي قصة واقعية لفتاة تم اغتصابها، القصة حقيقية ولكن اكيد ادخلوا عليها بعض "التطريز وشك الخرز" في بعض النواحي بهدف سياق درامي يجذب المشاهد.
عندهم لا تخاف البطلات من الظهور بلا مكياج وبشعر "منكوش" بعكس الممثلة اللبنانية التي تتعرض مثلا لحادث سير كبير وتبقى في المسشتفى لاسبوعين ويبقى شعرها مصففا و"full makeup"؟
في هذه النقطة معك كل الحق، بالاضافة الى الرموش الاصطناعية ايضاً، والدتي في البيت تطبخ وتعمل وتكون على طبيعتها في المقابل عندك سيدات عاديات يتبرجن ولكن بطريقة خفيفة، في مسلسلاتنا يقومون باقصى جهدهم لتظهر الممثلة على طبيعتها ولكنها تخاف الظهور دون مكياج ورموش اصطناعية.
لماذا لا تنجح اعمالنا بصورة كبيرة الا اذا تضمنت النوع والفجور والتحشيش والحرب؟
من وجهة نظري اقول انه من السهل جذب الانتباه من خلال النوع، من ناحية ثانية "المسلة" تنعر البعض من المشاهدين فيتابعون هذه البرامج التي تشبههم في بعض النواحي، فيتابعون هذه الاعمال لمعرفة طريقة معالجة قصة ممكن ان يكونوا قد عاشوها هم او احد اقاربهم.
في الانتاج اللبناني حاليا نرى مجموعة ابطال ينتقلون من مسلسل الى اخر دون اي تغيير يذكر، الى اي مدى هذه الشِلل الفنية تضر بالممثل الصاعد الذي لم ينل حقه بعد؟
بطبيعة الحال وبوجود "كليكات" فنية الكثير من الموهوبين سيجلسون في بيوتهم، المنتجون ومن خلال تعاملهم مع نفس الوجوه يضعون ايديهم في مياه باردة لانهم يحركون هذه النجوم مثل الدمى تماماً، فهم سيشاركون في اعمالهم بغض النظر عن نوعية الدور ومساحته وبغض النظر عن الشروط المادية او غير المادية، ولا يعلم المنتجون ربما ان النجوم الصاعدين ايضاً لديهم فانزات وموهبة، لا اطلب دور البطولة ولكن اطلب الفرصة وانا هنا اتكلم بصوت المشاهد وانقل تساؤلات الناس المحيطين بي.
بالاضافة الى المحيطين بك، هناك ايضاً جمهور تابعك واحبك في روبي وهو ينتظرك في اعمال جديدة، فلماذا لم يستغل المنتجون اعجاب الناس بادائك لدور "كريم" لتقديمك باعمال جديدة تصب نتيجتها لمصلحتهم ايضاً؟
في اوروبا واميركا هناك فِرق استطلاع للمواهب الناجحة التي احبها الناس في بعض الاعمال، يستغل المنتجون حب الناس لها ويقدمونها في اعمال جديدة وهذا ما نفتقده هنا. عندما نجح كاراكتير "كريم" الذي قدمته في روبي وهذا بشهادة المنتج والمخرج والكاتبة وفريق العمل والرسائل التي لا زالت تصلني من الجمهور، بالاضافة الى شهادة الكبير شكري انيس فاخوري، احسست بانني"ساطحش"و سيكون عندي طفرة اعمال كبيرة وكثيرة، ولكن لسوء الحظ هذا لا ينجح الا مع النساء.
ماذا تقصد بجملتك الاخيرة "الا مع النساء"؟
صديقتي وزميلتي لورين قديح في "My last valentine in Beirut" لم تاخذ حقها مثلي في التمثيل واظن انها بعد هذا العمل بغض النظر عن رأي الناس به ستاخذ حقها واكثر.
هل ستتلقى العروضات لانها موهوبة ام لانها قدمت فيلما يحتوي على كمية نوع كبيرة؟
لا شك بان لورين تملك الموهبة، ولكن اي ممثلة اخرى تقدم هكذا افلام بغض النظرة عما اذا كانت موهوبة او غير موهوبة بالطبع ستتلقى العروضات بالجملة، في المقابل لو انا قدمت نفس العمل لن يطرق بابي احد.
بالانتقال الى موضوع اخر، انت تطل في برنامجين اذاعيين عبر هواء "صوت المدى"؟
البرنامج الاول يُقدم مساء الثلاثاء اسمه "على رواق" اطرح فيه كل اسبوع موضوعا اجتماعيا وهو اول مولود لي ومن خلاله كونت عائلة كبيرة، البرنامج الثاني"بلا كلفة" استضيف فيه فنانين من مختلف الميادين الفنية واعلاميين، وما احبه في هذا البرنامج اني اختار ضيوفي على مزاجي ومن يستهويني بدون اي تدخل او فرض ضيوف معينين من قبل الادارة، وعملي في الاذاعة هو من باب الشغف وليس لضمان استمراريتي في الحياة كون التمثيل ليس بالشيء المضمون، ولا اخفي عليك طموحي في الانتقال الى التلفزيون كمقدم لنفس نوعية البرامج التي اقدمها في الاذاعة.
ما ينطبق على التمثيل ينطبق على التلفزيون ايضا؟
مجال الفن والاعلام عالم موبوء، اذا بالفعل صدّقت كل ما يقال لي او اسمعه أتأكد من ان هذا المجال "كثير وسخ".
طالما لهذه الدرجة موبوء لماذا انت فيه؟
عندما يقول الفنان ان الفن يجري في دمه صدقه، اعشق الاضواء، التصوير، الوجع، التعب، الانتقال من شخصية الى شخصية، عالمنا موبوء ولكنني احبه.
الم تتلق عروضا مشبوهة مثلا؟
لا، يجوز انهم في قرارة انفسهم يريدون هذا الشيء ولكنني لم اتلقاه بطريقة مباشرة من اشخاص في مجالنا، لكن من المعجبين تلقيت العديد من رسائل الحب والغرام وبعض الدعوات لامور اخرى مشبوهة، كذلك تلقيت رسائل فيها شتائم وكره.
اسعد في الختام ما هو جديدك؟
لدي بعض العروضات ولكنها تبقى في اطار الوعود، ومن المفترض ان ابدأ بعملين جديدين مطلع السنة الجديدة ولكنني لا استطيع الكلام عنها قبل ان تصبح رسمية. (النشرة).
