من أبرز نجوم الوسط الفني، اعتاد الجمهور أن يراه بأدوار الشر، وإذ به اليوم يؤكد أنه لعب أدوارا منطقية حسبت عليه شريرة. يتمتع بعلاقات قوية مع شركة إنتاج فني، فما السر في ذلك؟ هل فعلا كان زوجا للنجمة صفاء سلطان، أم إن الأمر كان مجرد شائعة؟ ومن الذي أطلق تلك الشائعة إن وجدت؟ بحر من الأسئلة نطرحها عليه فيبرز كالميناء في الإجابة عليها. إنه النجم طارق مرعشلي في هذا الحوار الشيق والصريح.
هل من موجز عن الخريطة الدرامية الخاصة بك للموسم الدرامي الفائت؟
شاركت في أربعة مسلسلات، ثلاثة منها من أعمال البيئة الشامية "الأميمي" و"حارة الطنابر" و"طاحون الشر" وواحد كوميدي هو "ما بتخلص حكاياتنا"، إضافة إلى إخراجي للجزء الثاني من برنامج "مشيت عليك" وهو من نوع الكاميرا الخفية.
من جديد تظهر في عدد جيد من مسلسلات البيئة الشامية، هل أنت مقتنع بما تقدمه هذه الأعمال في الدراما؟
هذا النوع من الأعمال مرغوب ومطلوب من قبل الجمهور، ولا يمكن حصر دمشق بوجهة نظر معينة، فمخرج يراها منفتحة، مدنية، متفاعلة مع المحيط، ومخرج آخر يراها بصورة مغايرة.. هذه المسلسلات هي وجهات نظر يجب أن نتعامل معها من منطلق أن الجمهور يرغب بها ويطلبها من باب أن الجمهور هو من يحدد السلعة الفنية التي يجب أن تنتج وتقدم عبر الشاشة. بإمكاني القول بأن هذا النوع الفني عندنا في سورية يعادل المسلسلات الصعيدية في مصر، ومصر لا تتخلى عن النوع الصعيدي، وبالتالي، لا يجب أن نتخلى عن البيئة الشامية طالما هناك إقبال عليها.
قبل 18 عاما بدأت سلسلة مسلسل "حمام القيشاني" وكنت أحد أبطاله وظهرت دمشق فيه بصورة مختلفة. كيف تقارن أنت بين ذلك المسلسل والأعمال الحالية؟
لا أقارن، بل أؤكد أنها وجهات نظر، فالمخرج المرحوم هاني الروماني رأى دمشق من منظور سياسي، وقدم البيئة السياسية التي كانت قائمة في مراحل تتقارب مع مراحل الأعمال الشامية الحالية، لكن الروماني لاحق المشهد السياسي، بينما المخرجون اليوم يلاحقون التراث الشعبي والحالة المجتمعية في الحارات الضيقة والأزقة والتي لم يكن فيها أحزاب ومنتديات سياسية وسلطة ومعارضة.
لكن هناك من يرى الفرق جوهري ويذهب للقول بأن حمام القيشاني كان أقرب بكثير من قول الحقيقة عن دمشق؟
هنا أقول بأن منطقة ساروجة اليوم كمثال، موجودة في دمشق، وأيضا المالكي وأبو رمانة موجودتان في دمشق، وبالتالي، فإن باب الحارة وطاحون الشر وغيره من أعمال هي حضور دمشقي، وكذلك القيشاني بنخبويته، حضور دمشقي. في كل ظرف وكل مكان وكل جانب من جوانب الحياة هناك النخبوي، وهناك البسيط، وهذا لا يعيب، فأناس يركزون على الرسمي وأناس آخرون يركزون على الشعبي.
بين النخبوية القيشانية، والشعبوية في الأعمال الحالية.. أين نقطة المنتصف بين النتاجين؟
موجودة، ومسلسل الأميمي خير مثال على ذلك، فهذا المسلسل لم يقدم السذاجة والبساطة بإفراط، كما أنه لم يتجه نحو الحياة السياسية والرسمية بشكل تام، ولذا، يمكن اعتباره خط الوسط بين الخطين الشاميين في الدراما السورية.
معروف عنك علاقتك الشخصية القوية بشركة " غولدن لاين" للإنتاج الفني، ما سر هذه العلاقة؟
بالفعل علاقتي بها تتجاوز حدود العلاقة الفنية، فرابطتي بمسؤوليها رابطة أخوة وصداقة في العمق وتعود لسنوات سابقة.. علاقتنا تقترب من العائلية، وهذا شرف لي لكونها شركة محترمة ومقتدرة وهي الوحيدة التي تنتج سنويا 3-4 مسلسلات مهما كانت الظروف صعبة. ما ساعد على قام هذه العلاقة هي معرفة كل طرف حدود علاقته بالآخر، فحين نكون في جو الصداقة لا نتحدث بالعمل، وحين نكون نعمل لا نعود أصدقاء، وهذا ما ضمن الاستمرارية.
صحيح أنك توقفت لفترة طويلة عن التمثيل ثم عدت بقوة.. ما سر ذلك التوقف الذي لم يعلن في الصحافة؟
هناك ثلاثة أسباب، أولها اتجاهي في فترة من الفترات نحو العمل بالإنتاج حيث أنتجت برنامجا كوميديا عرض على القنوات السورية. والثاني وقوع مشكلة بيني وبين أحد الممثلين في الوسط الفني فقررت الابتعاد عن التمثيل وعن أجواء الوسط الفني لفترة، ولو أنها طالت إلى ثلاث سنوات ونصف السنة. والثالث، كان تأثر العلاقات السورية اللبنانية الذي أدى إلى تأخر عملي في أكثر من موضع يقوم على العمل المشترك بين السوريين واللبنانيين.
لكن يقال إن الفنان الذي يغيب لموسم واحد ينساه الجمهور، كيف وأنت غبت ثلاث سنوات ونصف؟
الجمهور ينسى الفنان الذي لا جذور له في ذهن الجمهور وليس أي فنان، والجمهور له الحق في تجاهل من يغيب عنه، لكن الممثل الذي يكون قد بصم في ذهن الجمهور بصمة قوية، لا يخشى مهما غاب، بل على العكس، فهو في فترة غيابه يتحول إلى سؤال على ألسنة الناس عن سبب الغياب. لم أخش فقدان حب الجمهور، وحين عدت شعرت بأن شيئا لم يتغير، لأن الجمهور قال كلمته في هذا الجانب.
يلاحظ أنك تؤدي في أكثر الأحيان دور الشرير، هذا ليس من طبيعة طارق الإنسان الذي يعرفه الناس، ما سبب اتجاهك إلى تلك الأدوار؟
أولا لا أخفي أن أدوار الشر حسب مراقبتي للمجتمع هي أدوار محبوبة من قبل الناس، والجمهور يحب الشرير ويحاول تقليده بكل شيء، بحركته ، بكلامه، بلكنته في الحديث، بكل شيء، وأنا أتجه نحو هذا الجانب لكوني على يقين بأن الدور سيصل للناس أسرع من وصول دور الرجل الفضيل. لكن من جانب آخر، أؤكد أنني لعبت أدوارا منطقية كان الجمهور يراها أدوارا شريرة، وما أدل على ذلك من شخصيتي في مسلسل "عصر الجنون" الذي كنت فيه الشاب القوي العامل الذي يصرف على أشقائه ولكن أخته ترتكب خطا كبيرا بحق العائلة فأقوم بمحاسبتها، فحُسب الدور علي أنه دور شرير، علما أن أي شخص في المجتمع تتصرف أخته نصف ما تصرفته أختي في المسلسل، كان سيفعل أكثر مما فعلت.
أليس هناك مشكلات فنية تتعلق بهذا الأمر؟
بلى، هناك مشكلة فنية تتعلق بالمخرج لدينا، أي في سورية.، فهنا لا يقوم المخرج بأي بحث عن ممثل للقيام بدور بل يعتمد على مشاهدات سابقة له عن ذلك الممثل، والاستثناءات قليلة. لا توجد مرجعية لدينا كما في مصر وأوروبا وهوليود، بل مرجعيتنا هي ما قدمه الممثل سابقا من أدوار ليؤتى به إلى أدوار مشابهة في مسلسلات لاحقا.
خرجت شائعة قبل سنوات أنك كنت متزوجا من الممثلة صفاء سلطان، ما حقيقة الأمر؟
الأمر ليس صحيحا، وللأسف هي شائعة روجتها الممثلة صفاء سلطان نفسها وما كان عليها فعل ذلك. كانت العلاقة بيني وبينها علاقة صداقة وفقط. صفاء في تلك الفترة كانت متزوجة وكان زوجها مسافرا، فكيف أتزوجها وهي على ذمة رجل. والإعلام لعب دورا سلبيا في اللعب على هذه الشائعة بكل أسف، واليوم أنفيها تماما ولا أتمنى أن أسمع بها لاحقا.
ابنتك هيا تقتحم الفن من أبواب واسعة وقد لعبت حتى الآن ادوارا غاية في الأهمية، ألا تخشى عليها من وسط تعرفه أنت جيدا فتبعدها عنه؟
هي شاركت في الأميمي وحارة الطنابر هذا العام، وكان لها دور مهم في "جلسات نسائية" قبل عامين. لا أخشى عليها إطلاقا، فأنا موجود في الوسط، وجدها كان في الوسط، وجدتها اليوم إحدى نجمات الوسط الفني "ناهد حلبي". بوجودي يمكنني أن أقول لها أين الصح واين الخطأ، وأنا أحترم توجهها، فإذا اختارت طريق الفن فسأساعدها، وإذا اختارت طريقا آخر فسأساعدها فيه. الوسط الفني غير مريح هذا صحيح، لكن أنا شخصيا، لا أؤمن بوجود وسط في الحياة مريح. الشوائب والحسنات موجودة في كل نطاق في الحياة ووسطنا نطاق من نطاقات الحياة الإنسانية. (النشرة).
