هو عاصي الحلاني، فارس المسرح وفارس الغناء وفارس الفنّ واخيرا فارس الشاشة أيضا، كيف لا وهو يطل أسبوعيا عبر برنامج "The Voice" ليشد أنظار وآذان وقلوب المشاهدين في العالم العربي من أقصاه الى أقصاه. لقاء مع الفنان عاصي الحلاني في حوار مميز يتحدث خلاله عن برنامج "The Voice" ومشتركيه وعلاقته بزملائه الفنانين وأمور اخرى في هذه المقابلة.

احببناك في برنامج "The Voice" ورأينا العفوي والطبيعي. بداية كيف ولماذا قبلت المشاركة في لجنة حكم "The Voice"؟

أنا انسان عفوي جدا وتلقائي

بداية أنا لا أسميها لجنة حكم، لأن البرنامج يختلف تماما عن أي برامج أخرى تعرض على الـ"ام.بي.سي" او أي شاشة اخرى. أولا أنا اجريت بحثا كبيرا قبل المشاركة ووجدت انه اليوم من أهم البرامج عالميا في اميركا واوروبا واستراليا، ثانيا البرنامج يعرض على الـ"ام.بي.سي"وانا لدي ثقة بهذه المحطة والتي تقدم عملها بتقنيات عالية ومهمة جدا. وأيضا ما دفعني للقبول هو اختيار الزملاء الفنانين في البرنامج، فعندما عرضوا علي المشاركة، وانا كنت ربما آخر من وقع العقد من المدربين، سألت من سيشارك فقالوا لي كاظم وصابر وشيرين. وكذلك قالوا للمدربين الآخرين عني كما فهمت من كاظم الذي أكد انه قبل المشاركة في البرنامج عندما علم أنني سأكون موجودا مع صابر وشيرين. قبلت المشاركة اذا لأهمية البرنامج ولأهمية المشاركين فيه.

(يتابع عاصي) أما عن شخصيتي فانت صديقة قديمة وتعرفين عاصي منذ عام 1990. أنا انسان عفوي جدا، تلقائي، لدي روح النكتة، وأقوم بـ"مقالب" من وقت لآخر ولكن هذا كله في حياتي الشخصية. في هذا البرنامج شعرت أنه يجب أن أكون طبيعيا وعفويا لكي اكون قريبا من الناس، لا أريد أن ابدو في مظهر استاذ المدرسة او استاذ الموسيقى، بل أحببت ان أكون قريبا من المشتركين وفي الوقت نفسه صادقا في التعامل مع زملائي لكي لا نخلق غيرة او حسد او حزازيات بيننا. عاملت الكل بمحبة صادقة وعفوية. أول كلمة قلتها لكاظم "اعتبر أن لك أخا ومنزلا وعائلة في لبنان" وكذلك صابر الذي يعتبر بيتي بيته كما انني اعتبر بيت صابر في تونس بيتي، فصابر زارني عدة مرات في البقاع في 1997 وأخيرا عندما قدم عملا في بعلبك وتناولنا العشاء سويا.

يعني أن البرنامج وطّد الصداقة بينك وبين الفنانين؟
صابر صديقي قبل البرنامج وعلاقتي به وطيدة وقوية وهناك زيارات متبادلة بيننا. أما شيرين فلم يكن هناك زيارات، ولكن كان هناك معرفة وصداقة ومزاح، اضافة الى الود والاحترام بيننا، وأنا من محبي شيرين وصوتها واحساسها وغنائها، فشيرين كتلة احساس. اما عن كاظم، وبعد عدة لقاءات بيننا قلت له "انا نادم لأنني لم اتعرف عليك من قبل"، وكذلك هو قال لي أنه يندم على الزمن الذي مر ولم نكن فيه صديقين ومقربين. هذه المحبة بيننا جعلتنا أقرب للناس وجعلت هذا البرنامج ينجح. "The Voice" اليوم حديث المجتمع العربي، ولا أقول هذا لأنني أشارك في البرنامج، كنت في دبي أخيرا وكل من التقاني هناك كان يتحدث عن البرنامج، حتى أنني كنت في عشاء سياسي منذ أيام ضم نساء ضباط كبار ووزراء وسياسيين ودبلوماسيين، وكلهن يتابعن البرنامج وأثنين على حضوري وعلى حضور الجميع، وقالوا أن الجميل هو أن كل من الفنانين يمتلك شخصية خاصة به ولكن الأربعة قريبين من القلب.

نحن شعرنا أنك أكثر الفنانين الاربعة ارتياحا في البرنامج "مرتاح مع حالك مع الكاميرا ومع المشتركين"؟

نحن نريد افضل صوت!!

ربما العفوية التي اتبعها كانت قريبة من الناس. أنا اتصرف بعفوية تامة وبتلقائية ولكن في الوقت نفسه ضمن الادب والاحترام، لانه دائما "بين السقالة والهضامة في شعرة" والحمد لله أنني لا أتخطى الادبيات والاحترام.

الا تجد صعوبة في اختيار صوت واحد من بين هذا الكم الهائل خصوصا وان كثيرين يمتلكون الصوت الجميل؟
هذا قانون البرنامج، بالنهاية سيبقى صوت واحد، ولكن انا أقول للمشتركين وللمشاهدين ان بقاء صوت واحد لا يعني انه سيكون هناك نجم وحيد. كلكم تعرفون ان اصواتا جميلة منذ عشرات الاعوام نالت ميداليات ذهبية في ستيديو الفن ولم يصبحوا نجوما، فيما أصوات نالت ميداليات فضية وبرونزية أصبحوا نجوما كبارا في العالم العربي. أنا أعتبر ان كل من سيصل الى النهائيات سيحظى بفرصة كبيرة ليصل الى النجومية لا سيما وأنه يظهر على محطة عربية يشاهدها كل العالم، فكل من اسمه عربي يتابع البرنامج وحتى لو لم يكن يتابعه يخبرونه عنه. أحيانا لا اتمكن من متابعة الحلقة فأشاهدها عبر "يوتيوب" أو الانترنت، لذلك بامكان المشاهد العربي الذي يحب الفن أن يتابع البرنامج بكل سهولة.

الا تخاف ان تتهم بالتعصب ان اخترت اللبناني او ان ينزعج جمهورك في احد البلدان في حال لم تختر مشتركا منه؟
نحن حاليا في مرحلة اختيار الصوت، المرحلة القادمة التي ستعرض بعد اسبوعين تقريبا سنختار فيها نحن الأصوات من بين من اخترناهم في المرحلة الاولى، واعتقد ان هذه المرحلة ستكون أصعب. من بين 12 مشتركا سنختار 6 مشتركين، وهذا بناء على رأينا فقط وليس بناء على تصويت الجمهور. الصعوبة تكمن هنا فيا لاختيار، كان هناك تونسي ومصري واضطررت ان اختار واحدا منهما، كذلك كان هناك سوري ولبناني واضطررت ان اختار واحدا من الاثنين، مغربي ولبناني ايضا تنافسا، وكذلك مغربي ومغربي واخترت واحدا منهما. لن أخبركم من اخترت ولكن هذه الحلقات كلها ستشاهدونها في الاسابيع الستة المقبلة. هذه قناعتي ومصداقيتي "بالدقّ" وهناك مشاهد سيقدّر ويحكم، كذلك هناك اختصاصيون في الموسيقى يعرفون ما نقوم به. لا شك أن الأصوات الـ12 التي اخترناها هي اصوات جميلة، ولكن نحن نريد الافضل. هناك مشتركون أصواتهم جميلة فعلا ولكنهم يرتبكون على المسرح وعلينا ان نختار نحن من ادى بطريقة أفضل.

بالنسبة للأصوات، هل هناك صوت لفتك فعلا في البرنامج؟

الحلاني: راغب علامة لديه
الخبرة الكافية ليختار الاصوات

بالنسبة للمشتركين في فريقي هناك أصوات جيدة جدا، وهناك صوت "مراد المغربي" الذي مرّ أخيرا وأثنى عليه كاظم وقال له أنه من أفضل الأصوات وقد اختارني مراد لينضم الى فريقي. مراد غنّى لونا صعبا جدا، فهو من المغرب وغنّى القدود الحلبية للفنان صباح فخري، وأعتقد أنه تحدى نفسه عبر اختيار هذا اللون الذي يعتبر من أصعب الألوان ويتضمن طربا وغناء وموالا. مراد معي من الاصوات المهمة جدا، كذلك حسان من تونس الذي اختارني في الحلقات الاولى تقريبا وهو يملك احساسا عاليا وصوتا قويا جدا. ولكن لكي لا أظلم باقي الفريق، فأنا من اخترتهم كلهم واقتنعت بهم فعلا، ولكن تذكرت مراد لأنه مرّ في الحلقة الأخيرة.

من تختارهم من المشتركين هل ستدربهم تحت الهواء وتنصحهم بما يناسبهم، ام انهم ينتمون لفريق عاصي الحلاني"اسميا" فقط؟
لا هناك أنا طبعا وهناك المدربة التي تلعب دورا كبيرا في فريقي وهي الفنانة الكبيرة غادة شبير التي تعلمهم الغناء الشرقي والفوكاليس والنطق ومخارج الحروف، بإشرافي أنا طبعا. وفي نفس الوقت ادربهم انا حول كيفية الوقوف على المسرح والحضور، وكيف "ما ياكل منو المسرح بل يعطيه القوة وثقة بالنفس"، لأن هناك من تقلل وهرة المسرح من عطائه.

هل تعتبر ان تحكيمكم في البرنامج أسهل من برامج أخرى كـ"أرابز غت تالنت" الذي تضمن مواهب مختلفة من الكلاسيك الى الكورال والأوبرا والرقص وغيره؟
لا سيما وانكم تختارون اصوتا وانتم فنانين؟ البرنامجان لا يشبهان بعضهما، فهما مختلفان ولو لم يكونا مختلفين لما كانت الـ"ام.بي.سي" اشترتهما سويا، فلكل برنامج ميزاته. ولكن هذا لا يعني انه اسهل لي ان استمع لصوت مغني من ان استمع لشخص يعزف على آلة موسيقية او شخص يقدم ابداعا فنيا معينا، فالفن فن في النهاية.

في "اراب ايدول" هل تعتبر ان راغب واحلام وحسن الشافعي كانوا يحكمون على المشتركين وفق المنطق؟
لم أتابع كل الحلقات ولكن تابعت حلقتي وحلقة أخرى، ومن دون شك أن راغب لديه الخبرة الكافية ليختار الاصوات التي تستحق وكذلك أحلام التي تملك الخبرة الكافية، وحسن الشافعي ايضا موسيقي وموزع وابن عائلة فنية. (النشرة)