فجأة، تحوّل مسلسل "روبي"، منذ أشهر، ليصبح حديث الشارع العربي حيث خطف الأنظار لجهة قصته الرومانسية وأبطاله الذين حصدوا الإعجاب، لاسيما بطلته الفنانة التي استحوذت على النسبة الأكبر من الاهتمام، بسبب دورها المركّب الذي لفت الجميع، وبراعتها في أدائه حتى اختلط على الناس الأمر، معتقدين أنهما واحدة وأنهما متشابهتان. اليكم هذا الحوار مع الفنانة سيرين عبد النور.
حقّق لك مسلسل "روبي" نقلة نوعية في العالم العربي، بمقدار ما يسعدك هذا الأمر ألا يسبّب لك قلقاً للمرحلة القادمة؟
سيرين: الاستمرارية بالنجاح
هو الخوف الأساسي
أنا أقول دوماً النجاح أمر مهم. ولكن الاستمرارية بالنجاح هو الخوف الأساسي. كنت كلما ينجح لي مسلسل أقول ماذا سأفعل بعده؟ وهذا ما جعلني أختار "روبي". إذ بعدما مثّلت في لبنان ومصر، انطلقت إلى دراما عربية شاملة أكثر في "روبي". صحيح أن العمل كان باللهجة اللبنانية، لكنه موجّه عربياً. بالإضافة إلى أن الدور كان مختلفاً عن كل الأدوار التي جسّدتها سابقاً وشكّل نوعاً ما صدمة للناس لأنهم معتادون عليّ بأدوار المرأة المضطهدة والضعيفة والرقيقة والرومانسية. جسّدت دور روبي المرأة الجذابة وأنا أحببت من خلال الدور أن أوصل رسالة معيّنة أن "الحب هو السعادة في الحياة".
ولكنّ روبي كانت تحب المال أيضاً؟
ولكن، إلى أين أوصلها ذلك؟ هذا ما قلته للتو أي أن السعادة هي بالحب. وإذا استطعنا التوفيق بين الحب والمال فهو أمر جيد. وأنا لا أقصد هنا أي حب. المرأة برأيي يجب ألا تقول هذا هو الرجل الذي أحبه، إنما أن تسأل نفسها: ترى، هل هذا الرجل يصلح ليكون ربّ عائلة ووالداً صالحاً؟ بالنسبة إليّ، بموازاة الحب، يجب أن يكون هناك رجل طموح أمامي، لأنني طموحة، ولا أتحمّل رجلاً كسولاً يتذمّر كل اليوم. الإنسان هو من يصنع المال وليس العكس.
إذا عدت بذكرياتك للحظة تسلّمك نصّ مسلسل "روبي" واطّلاعك على الشخصية، هل خفت منها، أو أحببتها؟ وهل شعرت أنها ستحقّق هذا النجاح؟
ما من إنسان يملك هذه الثقة الكاملة بأن عمله "سيكسّر الدنيا". ولكن، هناك عوامل تعطينا الأمان، ومنها مثلاً أن المسلسل من تأليف الكاتبة كلوديا مرشيليان المشهود لها بنجاح أعمالها، بالإضافة إلى أن منتج العمل هو أديب خير صاحب الأعمال الناجحة، والمخرج المبدع رامي حنا، إلى جانب طاقم الممثلين كمكسيم خليل وأمير كرارة وتقلا شمعون وكل فريق العمل.
عندما استلمت النص لم يكن لديّ الوقت الكافي لقراءته، لأن المسلسل كان قد بدأ تصويره عندما أخذت القرار بالموافقة على الدور الذي كان معروضاً عليّ في الأساس واعتذرت عنه أولاً بسبب الحمل. ولكن مع بدء التصوير في أوائل أغسطس (المقبل) الفائت، كان قد مضى أربعون يوماً فقط على ولادتي ابنتي تاليّا عندما عدت ووافقت وبدأت التصوير. علماً أنني كنت أتمنى في تلك الفترة ملازمة ابنتي جسدياً ونفسياً. حتى أنني ضحّيت بـ "اللوك" لأن الناس يعرفونني رشيقة، من أجل الإطلالة عليهم في مسلسل ضخم، علماً أن التلفزيون يسمّن بمعدل 7 كيلوغرامات. كما أنني خسرت لاحقاً 10 كيلوغرامات منذ أول إطلالة لي في "روبي" حتى الحلقة الأخيرة منه.
ذكرت أنك لم تقرأي النص كاملاً، ألم تخشي من عدم فهم الشخصية من البداية إلى النهاية؟
جلست في البداية مع الكاتبة كلوديا مرشيليان ووضعتني في الإطار الكامل للشخصية التي سأجسّدها، والتي تحمل رسالة معيّنة للمجتمع. وخلال التصوير، أحببت فكرة أنني لم أقرأ النص كاملاً كما فعلت في مسلسلات سابقة؛ لأنني عشت مع روبي حلقة بحلقة. ولم أكن أعرف ماذا سيجري لها لاحقاً؛ لأن الحلقات الأخيرة لم يكن أحد يعرف أحداثها حتى الكاتبة كانت تصيغ نهاية مختلفة عن مسلسل "روبي" بنسخته المكسيكية خلال التصوير. لذلك، كانت ردّات فعلي نابعة من كل مشهد. وصرت أفهمها أكثر وأحسّ بالمشاعر التي تحسّها والاختناق ااذي تعيشه. روبي بالنهاية ضحية المجتمع. هي فتاة صغيرة بالسن، جميلة وذكية، متعلّمة ولكنها غير مثقفة ولا تعرف شيئاً عن الحياة. وهي ذكرت أكثر من مرة أن ما تفعله من أجل عائلتها.
ولترضي غرورها أيضاً؟
بالتأكيد. فهي إنسانة طموحة 100% وتسعى للأفضل. ولكنها تفكّر بعائلتها أيضاً. وهناك أكثر من مثال في هذا الصدد، ومنها عندما أعطت أم عبدو مبلغ 20 آلاف دولار لتقدّمه إلى شقيقتها رشا، وتطلب منها ألا تخبرها بذلك. وهناك مشهد آخر، عندما تأتي بالأدوية لوالدتها وتطلب منها أن تتوقف عن العمل وتنصرف إلى الراحة لأنه بإمكانها تأمين كل متطلباتها. وكان بإمكانها لو كانت أنانية أن تبتعد عن عائلتها وألا تسأل عنهم إطلاقاً. فكم من أولاد يهجرون أهلهم عندما يتزوجون. هذا ما جعلني أرى أنه بمقدار ما كانت روبي شريرة كانت تحمل صفات إيجابية في شخصيتها. فإذا كانت أخطأت في الحياة وخياراتها غير صائبة ولكنها ندمت فيما بعد، ولكنها للأسف، لم تتعلّم من أخطائها. كانت روبي دائمة الخوف في حياتها ما جعلها تأخذ القرار الخاطىء نفسه في الحلقات الأخيرة.
روبي كانت تفكّر بحبيبها عمر في الأيام الأولى من زواجها من تامر ما يعني أنها لم تكف عن حب عمر؟
طبعاً، لأن الحب كان حقيقياً بينها وبين عمر. ولكنها وجدت أنه لا يناسبها مادياً. أكثر من مرة كنا نسمعها تقول: "لا أريد أن أتزوّج بالتقسيط وأنجب بالتقسيط كما حصل مع والدتي. كنت أريد أن أحسّن حياتي". ولكنها عادت وأيقنت بعد أن زارت العالم وصارت تملك المال أن السعادة ليست بالمال إنما بالحب. وهذا ما سمعناها تقوله لعمر: "السعادة هي عندما أنظر إلى عينيك وأعرف أنك تحبني وأحبك".
هل تفكرين في الحياة بعيداً عن "روبي" أن السعادة بالحب؟
سيرين: زوجي متفهّم لطبيعة عملي
أنا عاطفية كثيراً، ودائماً أقول لو جاء عمر في حياتي العادية وطلب يدي لتزوّجته فوراً وساعدته لتحقيق مشواره الطبي ولا أفعل مثل روبي. ولكن، أعتقد أنني لو عشت في مثل ظروفها القاسية، لربما كنت فعلت مثلها.
ولكن البعض صوّر أن روبي خائنة لصديقتها شيرين؟
لو كانت العلاقة متينة بين شيرين وتامر لما كان تخلّى عنها بهذه السهولة. روبي حاولت أن تولي مصلحتها الأولوية. ولا ننكر أنها أخطأت ولكنها بالأساس ليست صديقة لا لشيرين ولا لغيرها.
هل سيكون هناك جزء آخر من "روبي"؟
كل شيء وارد. وإذا رصدنا تعليقات الناس من خلال الانترنت واتصالاتهم، نرى أنهم يشجعون تصوير جزء ثانٍ منه. والفكرة طرحت من قبلهم وليس من قبل الكاتبة أو المنتج اللذين ربما يفكران بها أيضاً.
شعر الناس بتقارب بينك وبين عمر وكأنّ هناك فعلاً حباً حقيقياً يجمعكما. كم كان ذلك يشكّل لك إحراجاً مع زوجك؟
إطلاقاً. زوجي متفهّم لطبيعة عملي كممثلة وأن ما نقوم به هو مجرد تمثيل ولا صلة له بالحقيقة. أنا ومكسيم أصبحنا صديقين بعد المسلسل. وعندما يزور لبنان نلتقي باستمرار ونتناول العشاء أنا وزوجي ومكسيم وزوجته.
قيل عن عمل آخر سيجمعكما؟
هذا أمر وارد. (سيدتي)