بدأ حياته الفنية في الأربعينيات عندما سافر إلى فرنسا لإكمال دراسته وللوقوف على خشبة المسرح محققاً حلمه في التمثيل "المسرحي" لأنه لم يفكر يوماً بالشاشة الفضية. أما البداية الفنية الحقيقية لجميل راتب كانت عندما شارك في بطولة الفيلم المصري "أنا الشرق" إلى جانب الممثلة الفرنسية "كلود جودار".
أولا أهلا وسهلا بك أستاذ جميل رحلة فنية طويلة جدا بدأت من مسارح باريس ثم عودة الى السينما المغربية فالمصرية ما هي المحطات الأكثر تأثيرا في هذا المشوار الفني الطويل؟
|
"احب وأعشق المسرح" |
انا شخصيا بدأت حياتي الفنية وأنطلقت من فرنسا وفرحت جدا عندما رأيت اسمي على ملصق أول فيلم فرنسي شاركت به وقد شعرت فعلا بانني أصبحت ممثلا وبعدها استمريت في العديد من الأعمال المهمة في المسرح ولعبت أدورا كبيرة ومهمة جدا من الريبرتوار المسرحي الحديث وطبعا كانت فرحة كبيرة ومهمة جدا بالنسبة لي، كانت خطوة مهمة جدا لأنني مررت من خلال تونس ثم ذهبت الى مصر، والشعب التونسي خليط ما بين فرنسي وعربي وأعتبر ان السينما التونسية كانت الخطوة الرئيسية لعملي في السينما المصرية. وهذا كان الأمر كان مهم جدا بالنسبة لنجاحي اضافة الى كوني من العالم العربي.
هل احببت ان تكون ممثلا مسرحيا؟
أنا كنت احب ان اكون ممثل مسرحي لأنني احب وأعشق المسرح وأصلي من المسرح فأنا في الأصل مخرج مسرحي وقدمت اعمالا مهمة جدا في المسرح فضلا انني متخصص في المسرح لكنني أخذت أتجاها ثانيا وهذا الأمر لم يكن بارادتي. لكن طبعا أكتسبت الشهرة والحب من قبل الجمهور وهذا الأمر كان مكسبا لي فعلا. وأنا أعتقد أن الجمهور هو الذي يحكم على نجاج او سقوط فنان ما.
ما هو الفرق في التعامل بين السينما المصرية والسينما المغربية أو حتى السينما العالمية التي سبق وتعاملت معها؟
الفرق في التعامل هو الانتظام أي الاحساس بالمواعيد وهذا الأمر نفتقد اليه في البلدان العربية وخصوصا في مصر أكثر من البلدان الاخرى وهناك موضوع مهم جدا ايضا هو موضوع الاشخاص اللذين تتعامل معهم في البلدان العربية مثلا: لديهم القدرة على التغلب على جميع الصعوبات على عكس الغرب، يعني مثلا عندما نكون في فرنسا وهناك بعض
المشاكل التقنية فهذا يتطلب منهم الكثير من الوقت لإعادة الأمور الى مجاريها بينما في مصر يستغلون أي شيء لينجحوا فهناك ذكاء فطري و"يتغلبوا على أي حاجة".
ابتعادك عن السينما العربية هل يعود لعدم رضاك عن ما يقدم اليوم على الساحة الفنية من سينما وخاصة مصطلح ما يسمى اليوم بسينما الشباب؟
على العكس تماما أنا فرح جدا بما تقدمه اليوم السينما المصرية وراض جدا عما يسمى بسينما الشباب وقد قدمت العديد من الأعمال في الاونة الاخيرة مع مخرجين شباب فأنا أعتبر أنهم يمثلون المستقبل وخاصة مستقبل مصر وهم بالتالي يعبرون عن الروح الجديدة المثقفة للشعب المصري. وأنا سعيد انعم يعتبرونني منهم وكل مرة اتعامل معهم تبقى التجربة فريدة من نوعها.
كيف ترى العمل في مصر من وجهة نظرك؟ هنا اعني العمل في مجال السينما والمسرح طبعا.
انا عندما عملت في مصر فهمت المصريين وفهمت مصر كلها وذلك لإن الوسط يضم العديد من الطبقات هناك الطبقة المثقفة وهناك الطبقة الراقية والطبقة الشعبية، وفي مجال الفن يبقى الشخص متواصلا مع جميع الفئات وكل الطبقات وهذا الموضوع مهم جدا لانك من خلال هذا التواصل يمكنك ان تتعرف على الروح المصرية. وأنا أشعر انني قريب جدا من الطبقة البسيطة لأنهم صادقين وشفافين وأنا اعتقد أنني أشبههم تماما وطبعا كلما أرتفع الانسان في المجتمع كلما خسر الكثير. (النشرة).
