مسلسلات رمضان 2024
ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد
10/09/2011

بعد سنوات طويلة، عاد الفنان النجم أيمن زيدان إلى مكانين هما غاية في الأهمية بالنسبة إليه، الأول يقف فيه وراء الكاميرا، والثاني أمامها. فبعد سبع سنوات يعود زيدان إلى الإخراج من جديد من خلال مسلسل "ملح الحياة" وبعد 15 عاما على الجزء الأول، يعود زيدان في الجزء الثاني لأهم عمل كوميدي سوري ناقد "يوميات مدير عام". أيمن زيدان في حوار صريح يتحدث عن كل شيء.. دراما وأمور شخصية، وأفكار ذاتية تتعلق بالأزمة السورية الحالية.

نبدأ من عودتك إلى الإخراج بعد سنوات من الابتعاد عنه.. ماذا عن تجربتك الجديدة "ملح الحياة"؟

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 1

ايمن: "اتشوق للعودة الى الاخراج"

عدت إلى الإخراج هذا العام بعد أن أقنعني نص رائع جدا كتبه الأستاذ حسن يوسف مأخوذ عن رواية قيّمة للكاتب الكبير حنا مينة، وبعد أن رأيت أن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني المنشأة قبل عام واحد، ستقوم بدفع الدراما المنتجة محليا قدما إلى الأمام، إضافة إلى شوقي للوقوف وراء الكاميرا بعد سنوات انقطاع، فوافقت على إخراج المسلسل الذي أراه من نوعية الأعمال النخبوية التي تراجع فترة هامة من تاريخ بلادنا، فترة هي من أهم فترات ومراحل سورية سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

ماذا عن الفكرة الرئيسية للعمل؟
الفكرة تدور حول سورية في فترة الأربعينات وحتى نهاية الخمسينات، وقد كتبها الأديب الكبير حنا مينة بقلم أدبي رفيع استطاع من خلاله ضرب أكثر من هدف بحجر واحد، فمن جهة وصف المرحلة بشكل دقيق، ومن جهة أخرى استطاع أن يقدم رؤية خاصة عن مستقبل البلاد للعقود المقبلة. وفي المسلسل سنرى أن كل شيء في تلك المرحلة التي يتحدث عنها المسلسل كان مختلفا عما نراه اليوم.. العلاقات مختلفة، التعاطي مع أي قضية مختلف، وأيضا هناك واقع الصحافة التي تؤكد القصة أنها لم تكن مولودة حديثا في فترة الخمسينات بل كانت صحافة دقيقة في تناولها لأوضاع البلاد من كافة النواحي وعلى أعلى المستويات.

لك تصريح سابق عبرت فيه عن ارتياحك لأن العمل سيعرض بغض النظر عن مقاطعة الفضائيات للدراما السورية.. هل من تفسير حول ذلك؟
أولا أنا على ثقة مسبقة بأن الدراما السورية لن يتم مقاطعتها من قبل أي جهة كانت، لا خليجية ولا عربية عامة، فهي دراما استطاعت أن تنأى بنفسها عن أي تجاذبات سياسية ولنا في ذلك تجربة بل تجارب سابقة برهنا فيها على عمق التفكير وبعد النظر لدى الخطاب الدرامي السوري. لكن، وعندما اشتد وطيس الكلام عن مقاطعة الدراما السورية من قبل قنوات عربية أخرى وشركات إنتاج،كثر السؤال عن ذلك، وكنت أتعرض له بشكل يومي، إن عبر الهاتف أو في لقاءات وجاهية، فكان أن خرجت بذلك التصريح الذي قلت فيه: مسلسلي من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني السورية وهو سيعرض ولو على محطات محلية، لكنني لم أقل إنني مرتاح لذلك، بل فسر الكلام على أنني مرتاح.

وفي العموم.. ألم تر أن الدراما السورية لم تنتشر بتلك المساحة على المحطات العربية خلال شهر العرض؟

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 2

ايمن: بإمكاني أن أظهر في
عشر مسلسلات في العام الواحد

لا أعتقد ذلك، وكل عام كانت المحطات الخليجية مثلا تشتري وتعرض لخمسة أعمال تقريبا، واليوم نشاهد أن هناك خمسة أعمال سورية تعرض على محطات الخليج، أي إن الأمور عادية وطبيعية، إذ لم تشتر، في أي عام، القنوات الخليجية كل الإنتاجات السورية، بل كنا نبيع قسما للخليج وآخر للبنان وثالث "قليل" لمصر، وهذا ما نشاهده اليوم في شهر رمضان، فالخليج يعرض لبعض المسلسلات، ولبنان لبعضها الآخر، ومصر تعرض لمسلسل " في حضرة الغياب" أي لا مشكلة في هذا الجانب.

نأتي إلى مسلسل " يوميات مدير عام".. كيف ترى العودة إليه بعد 15 عاما من التوقف عند الجزء الأول؟
لا أرى أي فرق بين ما نقوم به اليوم في المسلسل وما كنا نقوم به قبل 15 عاما.. نفس المجتمع ونفس العقلية الإدارية في الدوائر الحكومية، ونفس الأخطاء، ونفس الفساد، ونفس الوجوه تقريبا، ونفس الحالة المزرية التي يصل إليها المواطن جراء سوء معاملته من قبل موظفي الدوائر...لا شيء تغير على الإطلاق سوى العصر وأدواته وارتفاع قيمة الرشوة التي تقدم للموظف من يد المواطن، فما كان يحل بمبلغ 200 ليرة سورية قبل 15 عاما يحتاج اليوم إلى1000 أو 1500 ليرة، هذا على أبسط قضية أو معاملة، وكذلك بالنسبة للمستويات الأعلى، فما كان يتم تجاوزه بمبلغ 20 ألف ليرة سورية، اليوم يحتاج إلى100000 ليرة. لم أر أنني أشتغل جزءا ثانيا في " يوميات مدير عام"، بل أشعر بأني أتابع ما بدأته في المسلسل الذي عرض قبل 15 عاما.

هل ترى أن تقديم المسلسل يأتي كتكريس لمحاولة الدراما معالجة فساد إداري أم لمجرد تقديم مسلسل كوميدي يضحك الناس؟
بل لمحاولة وسعي من قبل الفن والدراما والمنتجين والمخرج والكاتب والممثلين، لأن يلعبوا دورا إيجابيا في تسليط الضوء على مكامن الفساد في دوائر الدولة، ونحن عندما قدمنا الجزء الأول قبل 15 عاما لم يكن المسموح في تلك الأثناء يعادل 10% من المسموح اليوم، لذا، فعندما أقدمنا على إنتاج وتنفيذ ذلك الجزء، لم نكن نرغب في صنع كوميديا فقط، بل المساهمة في كشف الفساد ما أمكننا، فكيف واليوم توجد مساحات لا بأس بها من حرية تناول القضايا وطرح الأسئلة على الحكومة ؟..

تعتبر شخصيا من أكثر الممثلين إقلالا في الظهور في الدراما.. ما السبب في ذلك؟

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 3

ايمن: أتحدث بما أحلم برؤيته

السبب بسيط، وكل من في الوسط الفني يعرفه، فأنا ومنذ دخلت الوسط الفني قبل 25 عاما، آليت على نفسي ألا أظهر في أكثر من مسلسل أو اثنين في العام الواحد مهما ارتفع عدد العروض التي أتلقاها. وبالتالي فإنني مع هذا العام لم أصل بعدد المسلسلات التي ظهرت فيها في الدراما إلى حدود الخمسين مسلسلا، وهذا رقم يصل إليه بعض الممثلين في ظرف 7 أو 8 سنوات.

إذا أنت تعتمد النوعية وليس غيرها؟
بالطبع.. فبإمكاني مثلا أن أظهر في عشر مسلسلات في العام الواحد، والأعمال متوافرة والعروض والاتصالات لا تنقطع مع أحد من المنتجين أو المخرجين، لكنني دائما وبمجرد الوصول إلى موافقة على عملين أعتذر عن قبول أي عرض ثالث، فأرتاح في التمثيل وفي المراجعة، وفي متابعة شؤوني الأخرى في الفن وغير الفن.

كيف تقرأ الأوضاع الحالية في سورية من منظورك الشخصي؟
أقرؤها كمواطن حزين لما آلت إليه أوضاع بلد مهم وكبير مثل سورية، وشعب عظيم كالشعب السوري الذي لم يكن ليحلم أي طرف خارجي قبل ستة أشهر بأن يرى هذا الشعب يتجاذب بطرق سلبية وهتافات غير وطنية، علما أنني مع تعدد الآراء ومع تنوع الاتجاهات لا أن يبقى الجميع خاضعين للرأي الواحد، لكن ما شاهدناه كان اصطفافات غير منطقية وهتافات تمس الوحدة الوطنية التي بذلنا، كوطن، الغالي والنفيس في سبيلها.أنا حزين جدا، وأملي كبير بأن الآتي سيكون أفضل بكثير، وستعود المياه إلى مجاريها لأننا في بلد وجد من أجل المحبة والتسامح والتعايش، وليس للنفور والانتقامات.

وفيما يخص الحالة السياسية..كيف تراها مستقبلا؟
ما يهمني هنا أن أتحدث بما أحلم برؤيته.. أحلم بأن أرى الإصلاح وقد تحقق عمليا وأصبح واقعا نعيشه على الأرض، وأحلم بألا نرى أي جهة بعد اليوم تقصى أو تستثنى من العمل على النهوض بهذا البلد...وعندما يصبح الإصلاح واقعا، ستنتفي أي شرعية لأي حراك غاضب، وستكف ألسنة الغرب والشرق والجيران الإقليميين عن محاولة إعطائنا دروسا في كيفية السير بهذا البلد. (النشرة)

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 4

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 5

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 6

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 7

ايمن زيدان: اتشوق للوقوف وراء الكاميرا وارغب بكشف الفساد  صورة رقم 8