مسلسلات رمضان 2024
بشار اسماعيل: "باب الحارة خرب سورية.. والخليج خرب ممثليها!"
09/06/2011

فيما يجامل الكثير من الفنانين ويدلون بالعبارات المنمقة والكلمات الجميلة في المقابلات، الممثل السوري "بشار اسماعيل" لا خطوط حمراء لديه، ولا يخاف التعبير عن رايه وما يراه من عيوب خاصة في الفن السوري. وكما عود جمهوره في السابق، ياتي الفنان السوري في حوار جريء لا جدران ولا حدود فيه خلال حوار لـ "النشرة".

بداية ما الأعمال التي ستظهر فيها في الموسم الدرامي الحالي؟

بشار اسماعيل:

"في "بقعة ضوء" حرية كاملة للممثلين
وهذا سبب نجاحه"

لي مشاركتان فقط، الأولى في مسلسل الانفجار للمخرج أسامة الحمد والكاتب أسامة كوكش، وهو من إنتاج شركة الهاني للإنتاج والتوزيع الفني، إضافة إلى مشاركة في مسلسل " بقعة ضوء" بجزئه الثامن في عدة لوحات.

ما الدور الذي تلعبه في الانفجار؟
في الانفجار ألعب دورا محوريا وهو يتناغم مع فكرة العمل الأساسية .. فالمسلسل يسلط الضوء على جريمة إرهابية يقوم بها مجموعة من المتطرفين فيفجرون حافلة لنقل الركاب متجهة من دمشق إلى حلب، فيموت الكثيرون من الناس فيها فتبدأ تداعيات ذلك الانفجار على أسر الضحايا، ويكون لكل خط من الناس المتضررين قصة منفصلة عن الأخرى .

دوري يكون في الاتجاه الآخر، وهو اتجاه الناس المتسلقين من رجال الأعمال الذين يستفيدون عادة من هذه الأحداث وهم غالبا يكونون رجال الأعمال في البلاد التي تتعرض لهذه الظروف، فنستغل الحالة التي مر بها الأهالي ونقوم بجمع تبرعات عبر جمعيات خيرية" وهمية" فنسرق المال من صلب آلام هؤلاء الناس.

فكريا كيف تقرأ العمل وأنت المعروف عنك صاحب لكنة ناقدة في المجتمع؟
أقرؤه أنه مستمد من الواقع، نعم الواقع فيه الكثير من أولئك الضعاف النفوس الذين يجمعون ثروات عادة من جثث أناس في المجتمع.. هؤلاء كثر ويجب أن يصبحوا قلة، وذلك عندما نتمكن من فضحهم والتركيز عليهم وإشهارهم أمام الرأي العام .. المسلسل رسالة للمواطن لكي يعي خطورة البعض ممن يظن ذلك المواطن العادي أنهم وطنيون.

وماذا عن بقعة ضوء؟
في بقعة ضوء أشارك في حوالي 6/7 لوحات فقط، ولكنها لوحات غاية في القيمة والأهمية، وفيها من النقد المباشر ما يؤكد أننا في سورية نعيش حالة من الحريات يفتقدها كثيرون ممن يطبلون ويزمرون للحريات وللديمقراطية وخلاف ذلك من أكاذيب.

في بقعة ضوء يسمح للممثل أن يقول كل ما يريد، وللمخرج أن يصور براحة، وللكاتب أن يكتب كل ما يشاء، وللمشاهد أن يرى ويضحك ويسخر، كما أننا نسوّق العمل عادة للخارج لكي يستفيد البعض من أشقائنا من تجربتنا مع النقد ومع الديمقراطية التي يريدون أن يبيعونا نماذج خاصة بهم لنستعملها ظنا منهم أنهم أذكياء.

حسنا .. هل مسلسلان في العام يكفيان لبشار اسماعيل في الدراما؟

بشار اسماعيل:

"كل ممثل صنع من مال خليجي
سيعاني خلال فترة الجفاف"

بالنسبة لبشار اسماعيل فهو ممثل اعتاد ألا يظهر بأكثر من ذلك، وهذا معروف من سنوات طويلة، فأنا أعمل دائما على قيمة المسلسل وقيمة الدور وليس على عدد الأعمال.. معروف عني أنني أكره من يسعى للظهور في عشرة أعمال وكأنه خفيف دم، فالجمهور لا يحب من يثقل عليهم بوجهه وبأدوار متشابهة.. لا، لا أجد أنني مقل فهذه إستراتيجية خاصة بي منذ سنوات وأنا راض عنها.

ماذا عن خلافك مع ياسر العظمة بعد عمر من العمل في المرايا؟
أنا لا يمكنني أن أعمل إلا مع الأحرار وياسر لم يعد حرا بل أصبح تابعا للمال وهو لم يكن كذلك في الماضي.. كما أن ياسر في الأزمة الحالية لم يجرؤ على إبداء رأيه رغم أن المسألة وطنية.. هو للأسف يمسك العصا من المنتصف مثله مثل غيره.. هؤلاء يمكنني اعتبارهم ينتظرون "من سيربح المليون" ليضعوا يدهم بيده!

هناك مخاوف وتوجسات من قبل الدراميين السوريين ألا تقوم محطات عربية بشراء الإنتاجات السورية.. كيف ترى الأمر؟
من حيث المبدأ هناك خوف، ولكن كل ممثل أو مخرج أو منتج سوري يعتز بسوريته "لا تفرق معه" إن اشتروا أم لم يشتروا، ولا يخاف من أمور تافهة كهذه، ومن يخف هو من رهن نفسه لأولئك منذ سنوات، ومن تم صنعه في الأساس من مال خليجي.

هذه حقيقة، فمنذ سبع أو ثمان سنوات دأب المال الخليجي على صناعة نجم أو أكثر من السوريين في كل عام، وكان ظنهم آنذاك أنهم يصنعون من سيكون له تأثير على المجتمع السوري والوطن السوري حين تدق ساعة الصفر ويبتزوننا بالمال بهدف استخدامنا ضد بلدنا لغاية تخريب البلد. واليوم يتأكد أنهم صنعوا القلة وهذه القلة هي المتخوفة من الموسم الجاف، بينما السوريون الشرفاء الذين لم يعملوا إلا للوطن وتحت غطاء الوطن فليس لديهم أدنى خوف.

كيف ستجري الأمور في حال عدم الشراء؟
ببساطة لدينا دولة محترمة أكدت على صدقيتها مع الفن منذ سنوات طويلة، وقبل سنوات حاول الخارج مساومتنا عبر الدراما وكانت دولتنا في المواجهة واشترت أعمالنا.. اليوم ستقوم الدولة من جديد بالتصدي للمؤامرة، لكنني أؤكد أنها لن تفعل ذلك إلا مع المسلسلات ذات الفكر السوري الحقيقي وليس للأعمال التي كتبت بأفكار خارجية تريد تخريب البلد عبر مال " وسخ".

اليوم سيتبين من كان وطنيا ومن كان مستخدما لتخريب بلده، فمن عمل وفق المال الساقط سيسقط ويذهب " بالتأكيد" إلى مزبلة التاريخ.

أأنت واثق أن الأمور وصلت إلى تلك الدرجة لدى بعض السوريين؟

بشار اسماعيل:

مسلسل "باب الحارة" خرب سورية

نعم فالخليج وللأسف أهّل كثيرين ليكونوا أرضا خصبة للخيانة وتهديم البلد والإساءة للشعب وللقيادة، ولو عدنا إلى عشرات المسلسلات في السنوات العشر الماضية لوجدنا أنها سورية فقط بممثليها، أما أفكارها وإخراجها فكان يتم وفق البوصلة الخليجية.. الأمور واضحة ولا تخفى على أحد من السوريين الشرفاء.

لو تعطينا مثالا على ذلك؟
مسلسل باب الحارة مثلا، جاء بفكر وهابي خالص وقد علّم الأطفال على حمل الخنجر وعلم النساء كيف يخرجن لمعاداة الدولة، وكذلك علمهم كيف يحفرون أنفاقا لتهريب السلاح إلى الداخل السوري لقتل المواطنين السوريين.. الأمر واضح لا يحتاج إلى شرح.. المسلسل تكفيري وهذا كلام قلته سابقا عندما كان المسلسل يعرض وليس هو وليد اليوم.

كيف قرأت البيان الذي أصدرته مجموعة من الفنانين السوريين أثناء وجود الجيش في مدينة درعا؟
بمجرد أن تقول إن الجيش السوري يحاصر درعا فهذا يعني أنك تشبه الجيش السوري "المقدس" بالجيش الإسرائيلي، ومن يقل ذلك أو يشبه ذلك بذلك، فهو خائن وعميل كائنا من كان.

ولا أتمنى أن أسمع بعد فترة عبارة "فلان كان مغررا به" فليس مغررا به من يشبه "قدس الأقداس" الذي هو الجيش السوري البطل، بالصهاينة، وهذا الجيش كل من يمسه بكلمة أو برصاصة أو بفكرة، ولو في الخيال، فهو معاد لهذا البلد، ولذلك، فإن كل من وقّع على البيان الساقط هو ساقط وحقير، لأنه يدرك تماما وهو يوقّع، أن الجيش هو ظل الله على الأرض، ولا يوجد أسمى وأرقى منه، وتسقط كل المهن أمام مشهد جندي يحمل بندقية للدفاع عنا جميعا !!!

هل ترى بعد ذلك أن هناك شرخا بين الفنانين قد أصبح أمرا واقعا على الأرض؟
بالفعل، الشرخ حصل وهو أمر واقع، فمن الطبيعي أن يلفظ الوطنيون الشرفاء، كل من تآمر على الوطن من أجل مال خارجي أو أمير نفطي، ومن الطبيعي أن نلفظه كما نلفظ القمامة عندما نمر من أمامها، لكن موضوع أن يستمروا في العمل فهذا طبيعي لأنهم يشتغلون عادة في عدة أعمال بوقت واحد ولديهم المال الذي يساعدهم على تحقيق ذلك، كما أن لديهم قدرة هائلة على التلون كالحرباء وكذلك على الدخول بالأشخاص.

ألا تجد أنك قاس جدا في أحكامك؟
لا أبدا، لا يوجد أي قسوة في ذلك وهذا ليس حكمي الشخصي، بل حكم كل السوريين، فماذا يمكنك القول عمن يحمل عدة "الكيف" ويذهب إلى بيروت للجلوس إلى صاحب شركة خليجية "روتانا" ثم ينضم إليهم أمراء نفط؟.. أليس هؤلاء ببساطة خونة عندما يفعلون ذلك في عز أزمة بلادهم؟