تم القاء الضوء مؤخرا على المصرية غالية محمود والتي تحولت من خادمة إلى مقدمة برامج بإحدى القنوات الفضائية في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن غالية تعد إحدى سيدات الطبقة العاملة الفقيرة في مصر، وتتمتع بشعبية جارفة في المنطقة التي تعيش فيها، إلا أنها قد تحولت إلى مقدمة برنامج للطهي في إحدى القنوات الفضائية المصرية التي خرجت إلى النور في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
المصرية غالية محمود |
وأوضحت غالية، في تصريح لها أبرزته صحيفة الجارديان، أنه كان من المستحيل أن ترى شخصا مثلها على شاشات التليفزيون في مصر مهما كانت قدراته في عهد النظام المصري السابق، مضيفة أن طهاة التليفزيون كانوا أكثر شهرة من نجوم السينما، فكان هؤلاء الطهاة يجيدون اللغات الأجنبية، وبالتالي فلا يمكن أن تجد هي وأمثالها تقديرا من جانب أحد. وأضافت الصحيفة أن نظام مبارك قد عمل على إبراز التطور الذي قد حدث إبان عهده، لكي يغطي على الكوارث التي شهدتها العديد من أحياء القاهرة الفقيرة والمكتظة بالسكان، وقد انحدرت محمود من أحد الأحياء التى تجسد هذه الكوارث.
وأضافت غالية محمود أن أهم ما يميز برنامجها أنها تقدم من خلاله الوجبات التي تستطيع الأسرة الفقيرة أن تقوم بعملها، موضحة أن برامج الطهي في القنوات التليفزيونية تقدم في كثير من الأحيان وجبات لا تتناسب مع الطبقات الفقيرة في المجتمع المصري، وأوضحت الصحيفة أن تحقيق هذا الهدف ربما يكون الدافع لتقديم برنامجها من خلال مطبخها في المنزل، مستخدمة موقدا بدائيا وأدوات معدنية قديمة تشبه تلك الأدوات الموجودة بالفعل في بيوت الفقراء من المصريين.
وأضافت الجارديان أن غالية امتلكت القدرة على تحضير الإفطار في شهر رمضان لأسرتها التي تتكون من 21 فردا بميزانية لا تتعدى 30 جنيها في اليوم الواحد، خاصة أنها تجيد تحضير الوجبات التقليدية في مصر كالفول والطعمية والكشك وغيرها. وهنا أوضح جوهر محمود، رئيس القناة التليفزيونية التي تعمل بها غالية محمود – في تصريح للجارديان – أن غالية هي امرأة مصرية تحمل في دمها جينات التراث المصري، موضحا أنه عندما يراها تقوم بالطهي في مطبخها البدائي يتذكر والدته وجدته. وأضاف محمود أن غالية دائما ما تعبر عن حرصها على تقديم وجبات للأقباط إبان فترات الصيام الطويلة التي يقضونها خلال العام.