بدأت في هذه الأيام إدارة عيادة شمال اللد في خدمات الصحة العامة " كلاليت" في اللد بتطوير برنامج نشاط مكثف لتقليص السمنة والأمراض المرافقة لها لدى السكان العرب في المنطقة."الدكتور عمر أبو نمر، مدير عيادة شمال اللد، طبيب عائلة يشرح أن غالبية المعالَجين في العيادة هم من الوسط العربي ونحن نشهد في السنوات الأخيرة وجود ارتفاع ملحوظ في عدد الذين يعانون من السمنة الزائدة المرضية ومن السكري من النوع 2. الأسباب ذلك هي: ازدياد باستهلاك السعرات الحرارية، تغير أسلوب الحياة

هذا المرض قد يقصر العمر

قلة النشاط الجسماني، الوراثة وقلة متابعة من قبل الذين يعانون من السكري بتناول أدوية لموازنة المرض". كما يقول، "حسب التقديرات يعاني حوالي 3% من السكان العرب في إسرائيل من السمنة الزائدة المرضية. يتمثل هذا بوزن زائد من 35 كغم وأكثر (مثلا شخص طوله 165 سم ووزنه 95 كغم)، وهذا المرض قد يقصر العمر ويمس بجودة الحياة. يؤدي المرض إلى تطور أمراض مرافقة كثيرة، مثل: السرطان على أنواعه، السكري من النوع 2، ضغط الدم العالي، إخفاق بأداء القلب والكليتين، الكولسترول، مشاكل في العظام والخصوبة، توقف التنفس أثناء النوم وغيرها.

يشير الدكتور أبو نمر " تعرض العيادة على الذين يعانون من السمنة المرضية علاجاً متعدد المجالات لمشكلة السمنة والسكري، الأمر الذي يمنح كل معالَج برنامج علاج ملائمًا لمعطياته الشخصية. يعمل في الطاقم معي الدكتور محمد عرفه، طبيب عائلة وكذلك راحيل ميخائيلشفيلي مديرة التمريض". يوضع لبعض المعالَجين برنامج شخصي مناسب لهم للتغذية المتوازنة والنشاط الجسماني، بالنسبة للذين يعانون من وزن زائد جدا ولا ينجحون بتخفيف وزنهم بواسطة الحمية والرياضة، تُفحص إمكانية العلاج بواسطة عملية جراحية لتضييق المعدة. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل الفعاليات في المستقبل إرشادًا لشخصيات بارزة من الوسط العربي في المنطقة حول أهمية تخفيف السمنة والأمراض المرافقة لها.

ما هي العمليات الجراحية لعلاج السمنة الزائدة المرضية؟

أشارت الأبحاث أنه بعد عملية جراحية لعلاج السمنة الزائدة - بما في ذلك أنواع مختلفة من العمليات التي تعالج السمنة الزائدة، يخفف المعالَجون بالمعدل حوالي ثلثين من وزنهم الزائد ويحافظون على هذه النسب من النزول بالوزن لمدة تزيد عن عشر سنوات. يقول الدكتور أبو نمر: "هذا هو الحل الوحيد بالنسبة لحوالي 94% ممن يعانون من السمنة الزائدة المرضية، والذين لم ينجحوا بكل محاولاتهم الأخرى لتخفيف الوزن". توصي منظمة الصحة العالمية على الحل الجراحي لأولئك الذين تُعتبر السمنة لديهم مرضية وتشكل خطرا على حياتهم، حسب المعايير التالية:أ. مقياس كتلة الجسم أكثر من 35 وترافقه أمراض اخرى. مثلا، امرأة طولها 1.65 م، ووزنها حوالي 95 كغم.ب. مقياس كتلة الجسم 40 فما فوق، مثلا، امرأة طولها 1.65 م وزنها 110 كغم وأكثر. جدير بالذكر أنه يوجد مرضى كتلة جسمهم تصل لأكثر من 50 وحتى 60.

هذا فقط بعد أن حاول المعالَج بالماضي، دون جدوى، طرقا أخرى لتخفيف الوزن. "على ضوء المعلومات الكثيرة التي جُمعت في العالم قررت منظمات الصحة في العالم وفي البلاد أن عمليات من هذا النوع هي العلاج الناجع الوحيد لمدة طويلة للسمنة الزائدة المرضية. ولذلك تشمل السلة الصحية منذ عدة سنوات هذه العمليات الجراحية، مجانا للمعالَج. تُجرى هذه العمليات غالبا بتقنية اجتياحية دقيقة (جراحة بالمنظار)، أي دون فتح البطن، وإنما بواسطة جروح صغيرة جدا في جدار البطن".

تُجرى في البلاد اليوم ثلاث عمليات جراحية عصرية رئيسية، والتي تحدد حجم المعدة وتؤدي لتقليل حافز الأكل والشهية. أثبتت أبحاث كثيرة نجاعة هذه العمليات الجراحية بعلاج السمنة الزائدة المرضية. أحدثها وأكثرها شمولا نُشر قبل حوالي ثلاثة أشهر في مجلة طبية رائدة في العالم. المقصود البحث بمشاركة أكثر من 135000 مريض سكري من النوع 2 الذين لديهم سمنة زائدة مرضية. بيّن هذا البحث أن مرض السكري تراجع لدى 78.1% من المرضى بعد العملية الجراحية.

إضافة إلى ذلك، وحسب معطيات وزارة الصحة الأمريكية، يخفف المعالَجون بعد جراحة لعلاج السمنة الزائدة معدل 61.2% من وزنهم الزائد ويحافظون على نسب من النزول بالوزن لمدة تزيد عن عشر سنوات". في الختام يشير الدكتور أبو نمر: "تدعو العيادة جميع زبائنها وكل شخصيات الوسط العربي للاستماع وتلقي الاستشارة حول السمنة الزائدة، السكري والعمليات الجراحية للسمنة الزائدة من طبيب العائلة الشخصي".