يدير الدكتور جيرت هاللر أعمال القصر الجمهوري الألماني (شلوس بيليفيو) منذ أربع سنوات مقابل 1 يورو في الشهر. ويكون الرجل في هذه الحالة أكثر قناعة وتواضعا من العاطلين عن العمل الذين تشغلهم الدولة "قسرا" مقابل 1 يورو في الساعة. ولكن هذا التواضع لا يخلو من سر، لأن هاللر يتقاضى تقاعدا عاليا عن إدارته لشركة ألمانية كبيرة ولا يريد التورط مع دائرة الضرائب.
خللي عنك!
وذكر الرجل، المسؤول عن 160 موظفا، أن وضعه يتحمل التخلي عن مرتب إضافي ولأنه "يريد ذلك أيضا" بغية الفصل بين تقاعده وراتب الدولة. وهذا يعني أن الرجل، الذي يزيد مرتبه المفترض عن 11 ألف يورو شهريا يضاف إليها النثريات، قد تخلى خلال السنوات الماضية طوعا عن أكثر من 500 ألف يورو.
ويستحق الدكتور جيرت هاللر (65 سنة) التقاعد من الحكومة الألمانية خلال 4 أسابيع، ويطالبه رئيس الجمهورية هورست كوللر بالمواصلة معه، لكنه يفضل التمتع بتقاعد شرطة "فوستنروت فورتيمبرغشر"، وقضاء بقية حياته بالسياحة والرياضة. ولا يظن البعض أن خبير الشؤون المالية هاللر يتمتع بمركز "بروتوكولي" لأن الرجل، عدا برمجة أيام عمل الرئيس، فهو المستشار الأول للرئيس كوللر، ويحضر اجتماعات مجلس الوزراء إلى جانب المستشارة أنجيلا ميركل، وتستأنس وزارة المالية بآرائه ومقترحاته في مواجهة الأزمة المالية.
ويعتبر هاللر من أقرب أصدقاء الرئيس الألماني كوللر الذي كان يترأس البنك الدولي قبل انتخابه في هذا المنصب. وأدار الاثنان عام 1982 مكتب وزير المالية السابق غيرهارد شتولتنبيرغ. وحينما استقال كوللر من منصب وكيل وزير المالية عام 1993 حل هاللر محله، ثم تحول منذ عام 1998 إلى إدارة شركة "فوستنروت فورتيمبرغشر".
ويقول هاللر إن صديقه كوللر اتصل به وعرض عليه منصب إدارة القصر الجمهوري فوافق في الحال شرط تلقيه مرتب 1 يورو شهريا. ويؤكد أنه ترك عمله في الشركة المذكورة تقديرا لصديقه رئيس الجمهورية وأنه فعل كل ذلك بدافع الصداقة. ويأتي الكشف عن "دخل" هاللر من منصبه في رئاسة الجمهورية في وقت يناقش البرلمان مقترح تحديد رواتب المديرين والوزراء بالنظر للمبالغ العالية التي يتلقونها عادة مقابل عملهم في الدولة