من هو بافيت حتى يتلقى هذا المبلغ ثمنا لوجبة غداء، ومن هو سعيد الحظ، أو تعيسه الذي قبل بعرض كهذا وأفرغ جيوبه؟ الواقع أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، بل يتعلق بمزاد خيري. إذ أن شخصا، من بين كثيرين شاركوا في مزاد خيري أعلن عنه موقع "اي باي انك" للمزادات على الإنترنت، وافق على تناول الغداء مع المستثمر الأميركي وارن بافيت لقاء 1.68 مليون دولار. وأن الوجبة التي استحقت هذا الكرم لا تزيد على شريحة لحم.
تقدّر ثروة بافيت بـ 40 مليار دولار!!
لكن العرض السنوي لجمع أموال لأعمال خيرية، والذي يتكرر للمرة العاشرة، لم يصل هذا العام إلى حجم ما وصله عرض العام الماضي، الذي بلغ 2.11 مليون دولار، دفعه المستثمر زهاو دانيانغ المقيم في هونغ كونغ.
وكان المزاد قد افتتح بـ 25 ألف دولار. وكما في السنوات السابقة، بوسع الفائز، الذي لم يتم الكشف عن هويته بعد، وعدد من أصدقائه لا يتجاوز السبعة، تناول الغداء مع ثاني أغنى رجل في العالم في مطعم "سميث آند ولينسكي في نيويورك".
ويستفيد من المزاد مؤسسة "جلايد"، في سان فرانسيسكو، وهي مؤسسة لا تهدف إلى الربح، وتوفر للفقراء السكن والعمل والتدريب والرعاية الصحية ورعاية الطفل والوجبات الغذائية أيضا. وكان مراقبون قد توقعوا تراجع العطاء هذا العام بسبب الركود الاقتصادي. على أية حال، لا ينفي هذا أن يكون العطاء الفائز، هو ثاني أكبر عطاء على الإطلاق يقدم للغداء.
وكان صاحبا العطاءين الفائزين في عامي 2006 و2007 قد تقدما بمبلغ 620100 دولار و650100 على التوالي. وجمعت المزادات التسعة السابقة أكثر من 4.2 مليون دولار لـ"جلايد". ومن بين أصحاب العطاءات الفائزة، كان مدير صندوق التحوط ديفيد إينهورن الذي دفع 250100 دولار عام 2003 كما ذكرت رويترز.
أما بافيت (68 عاما) فقد بنى ثروته من خلال مؤسسة "بيركشاير هاثواي" ومقرها أوماها بولاية نبراسكا، وهي شركة تأمين واستثمار تتبع لها أكثر من 80 شركة، وتبلغ استثماراتها عشرات المليارات من الدولارات. وكان بافيت قد تبرع عام 2006، بمعظم ثروته إلى مؤسسة بيل ومليندا غيتس، وإلى أربع مؤسسات خيرية أخرى تابعة لعائلات. وقدرت مجلة "فوربس" ثروته بما يقارب 40 مليار دولار.