يبدو رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو فخورا جدا بابنه غير الشرعي صاحب الوجه الطفولي والشعر الاشقر الذي افصح عن وجوده قبل حين، ليستقطب اهتمام سكان هذا البلد المحافظ الذي شكل في ما مضى جزءا من المعسكر السوفياتي. وقام الصغير نيكولاي او كوليا "خمسة اعوام" بآخر رحلاته الرسمية الى الخارج في مطلع تشرين الثاني يوم رافق والده الى العاصمة الاوكرانية كييف للقاء الرئيس فيكتور يوتشنكو.

جعل عيني البابا تغرورق بالدموع

وخلال الشهور الماضية رآه شعب بيلاروسيا في مناسبات رسمية عدة وهو يتلطى خلف قامة والده. كان الطفل حاضرا ابان قمة "مجموعة الدول المستقلة" في كازاخستان وفي فترة الانتخابات المحلية وخلال احد العروض العسكرية.

وعند سفره الى حاضرة الفاتيكان في ربيع العام 2009، وصف الطفل افراد الحرس السويسري المتأهبين بزيهم المخطط بالألوان "بالمهرجين"، فيما جعل عيني الحبر الاعظم بينديكتوس السادس عشر تغرورق بالدموع تأثرا الى درجة انه "نسي انه بابا روما" على ما اكد والده في مقابلة اعطاها اخيرا.

وظهر كوليا علنا للمرة الاولى في ربيع العام 2008. واكتفت وسائل الاعلام البيلاروسية في البداية ببث صوره دون تعليق. ولم يرفع الغموض في شأن هويته سوى بعد شهور عدة. وللرئيس ابنان راشدان من زواجه هما فيكتور وديميتري، وقد تعمد تغذية الغموض في شأن كوليا خلال فترة من الزمن من خلال اعلانه ان "اصغر ابنائه سيصير في احد الايام رئيسا لبيلاروسيا".

وبدد بعد ذلك الشكوك حين اكد في صيف العام 2008 انه والد لابن ثالث في مقابلة مع صحيفة "كوسومولوسكايا برافدا". وقال يومذاك ايضا ان الطفل يرافقه في زياراته الخارجية لأنه يرفص الابتعاد عنه كما يرفض البقاء مع شخص اخر ليهتم به.

ولا يبدو ان وضعه ك"طفل ولد خارج اطار الزواج" يجعل الرئيس يشعر بالاحراج. فقد دعا في هذا الصدد الى ان يصير تعاطيه مع هذا الوضع "مثالا يحتذى ايا تكن طريقة ولادة الطفل". واضاف لوكاشينكو "قال لي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان الولد هبة من الله ما الذي ينبغي لي ان افعله؟ ان اخفي هبة الله؟"

واعتبر الصحافي السياسي الكسندر فادوتا وهو صاحب سيرة عن لوكاشينكو صدرت في العام 2005، واحد الشخصيات النادرة التي وافقت على الحديث في هذا الشأن الحساس على نحو علني، ان الكشف عن وجود كوليا شكل "صدمة حقيقية" للمجتمع البيلاروسي. ويقول ان ردة فعل النساء على الوضع غير الشرعي للطفل جاءت "سلبية جدا".

وقبل خروج هذه المسالة الى العلن، كان لوكاتشنكو الذي نشأ من دون والد انفصل عن زوجته غالينا روديونوفنا منذ اعوام عدة ولم يعد في وسعه ادعاء لعب دور الاب المثالي. غير انه يضيف "الا انه كان لا يزال يمثل نموذجا معينا". اما اليوم يقول فادوتا فقد "اهان جزءا من ناخبيه" ولا سيما النساء اللواتي يعتبرن قاعدة الناخبين، علما ان الانتخابات القادمة متوقعة في ربيع العام 2011.

اما مصير والدة الطفل فيثير هو الاخر جدلا. يظن كثيرون انها طيببة الرئيس السابقة ايرينا ابيلسكايا، وانه لم يعد يسمح لها اليوم برؤية الطفل، في حين يدرك الجميع بحسب الخبير "انه لا يمكن لطفل ان يكبر بعيدا عن والدته".