كشف "أرشيف ميتروخين - الإصدار الثاني"، وثائق سرقها فاسيلي ميتروخين، وهو محلل استخباراتي سوفياتي انسلخ من المخابرات الروسية وتحول إلى الاستخبارات البريطانية في 1992. أمضى أكثر من ثلاثين عاما في تصنيف وثائق المخابرات الروسية.
زواج الشاه الايراني من فتاة مخابرات
حيث كشف الكتاب أسرار المخابرات الروسية في منطقة الشرق الأوسط، وعن دور الاستخبارات السوفيتية بالعمليات القذرة في طهران ما بعد الثورة، حيث دبرت زواج الشاه الإيراني، حين خططت للقاء جمع بين فرح بهلوي والشاه، بسبب أحد أقربائها، الذي جندته المخابرات عندما كان يدرس في فرنسا، حيث ادعى بأن "إمبراطورة المستقبل" تملك مشاعر تعاطف قوية مؤيدة للشيوعية.
وفي النهاية، تبين وثائق أن فرح بهلوي سرعان ما خيبت ظن الاستخبارات بتحولها حتى أصبحت "ملكية متحمسة"، وتبين أن مشاعرها التي كانت من المفترض أنها كانت موالية للشيوعية في فرنسا، ما كانت سوى شيء طارئ.
وكان جهاز الاستخبارات السوفيتي يلعب لعبة صعبة، باستخدامه كل الوسائل والحيل غير الشريفة، ومنها تمرير معلومات مضللة إلى الراحل آية الله الخميني، أدت إلى القبض على العشرات من أفراد الجيش الإيراني وضباط القوات الجوية المشتبه بتعاطفهم مع أميركا، كما كان مسؤولا عن الوثائق الملفقة التي أظهرت أن صادق قطب زاده، الذي كان أحد معاوني الخمينى المقربين ذات مرة، كان يدبر للتآمر على قتله كجزء من خطة قامت بإعدادها وكالة الاستخبارات الأميركية السي.أي.إيه. وتم تمرير المعلومة المضللة من خلال قناتين: الأولى من خلال العنصر الفلسطيني المهم، والثانية من خلال سفير إيراني في باريس كان عنصرا للمخابرات لسنوات.
كذلك قامت الاستخبارات السوفييتية بتجنيد شخص قريب من رئيس عربي راحل وأعطته اسم "منذر"، كاسم حركي، فضلا عن شخص قريب من الرئيس جمال عبد الناصر.
تمثلت في معلومات مضللة سربت إلى دمشق
وكان هناك "مصدر قوة" آخر قدير وهو شخصية فلسطينية كان يعتبرها ياسر عرفات "أكثر زملائه ثقة". منها شخصية وديع حداد، التي شكلت رمزاً للمقاومة الفلسطينية نتيجة عملياتها الشهيرة في السبعينات، والتي لم تكن تقوم بأية عمليات دون الحصول على الضوء الأخضر من موسكو.
وكان لبعض حيل المخابرات السوفيتية الدنيئة عواقب وخيمة. تمثلت في معلومات مضللة سربت إلى دمشق، وحرضت حزب البعث الحاكم على تنفيذ حكم الإعدام في 200 أو يزيد من الضباط. وفي العراق، قام صدام حسين بإزهاق أرواح أعداد لا حصر لها من الشعب بسبب معلومات مزيفة استقاها من المخابرات السوفيتية. تصفهم بأنهم كانوا عناصر أما أميركية أو بريطانية.
ويعد أحد أكثر الأجزاء إبهارا في هذا الكتاب ذلك الجزء الذي تعاطى مع صدام حسين، الذي كان مدعوما في البداية من البريطانيين. إلا أنه كان يحب جوزيف ستالين، وحاول تقليده الأمر الذي مكن الاستخبارات الروسية من تشجيع صدام على العزوف عن البريطانيين. والشخص الذي لعب دورا رئيسا في كل هذا هو يفجينى بريماكوف، أكثر العناصر عملا لصالح المخابرات في العالم العربي.