يعتقد العديد من المحللين أن احتمالات توجيه إسرائيل ضربة عسكرية إلى إيران حتى دون تأييد من حليفتها الولايات المتحدة لاتزال كبيرة. فهل من الممكن أن تشن إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران؟
إنها مقامرة على رهانات كبيرة ودرجة من الخداع.
إنهاء التهديدات دوره الشخصي في
التاريخ اليهودي
القادة الإسرائيليون يرفضون استبعاد أي خيار. وهم لا يصدقون التطمينات الإيرانية بأن إيران تسعى من وراء برنامجها إلى إنتاج الطاقة فقط. ومع الوضع في الاعتبار إصرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على أن إسرائيل لا مستقبل لها تقول إسرائيل إن امتلاك إيران لقنبلة نووية يمثل تهديداً لوجودها نفسه وهو أمر لن تحتمله ببساطة.
غير أنه في العام الماضي ظهر أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعدون خططاً لكيفية تعايش إسرائيل مع إيران النووية في حالة من الردع المتبادل. وأظهر استطلاع للرأي أجري في يونيو/حزيران أن الإسرائيليين لا يتوقعون أن تهاجمهم إيران إذا امتلكت قنبلة نووية. وقال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن إيران إذا امتلكت القنبلة فلن يكون بمقدورها أن تدمر إسرائيل وقال "إسرائيل يمكنها أن تدمر إيران".
ويقول مساعدون لنتنياهو إنه منذ تولى منصب رئيس الوزراء في مارس/آذار جعل إنهاء التهديدات الإيرانية عنصرا محددا لما يرى انه دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. والسوابق لاتزال ماثلة حيث دمرت غارة جوية إسرائيلية عام 1981 المفاعل النووي العراقي الوحيد كما شنت إسرائيل غارة مازال الغموض يحيط بها على موقع في سوريا عام 2007. وعلى الرغم من اتباعها سياسة الصمت لا يشك كثيرون في أن إسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نووية وصواريخ قادرة على ضرب إيران.
ما الذي قد يمنع إسرائيل من ضرب إيران؟
ليس واضحا كيف تعرف إسرائيل تحقيقها لهدفها بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. لكن تعهدا من إيران بنبذ هذه الأسلحة مدعوما بشكل من الإشراف ومعلومات المخابرات قد يكون الحد الأدنى. سيتوقف الكثير على التصرفات الإيرانية وعلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وآخرين يضغطون على إيران من خلال فرض عقوبات وبالسبل الدبلوماسية.
وبينما يشكك العديد من المحللين في نفي إيران لأي نوايا عسكرية وراء برنامجها النووي يرى بعضهم أن إيران سترضى بإظهار قدرتها على امتلاك سلاح نووي في وقت قصير دون أن تسلح نفسها فعلا. ولكن ربما لا تقبل إسرائيل هذا المستوى من التهديد المحتمل. وفي الوقت نفسه اذا فكرت إسرائيل في توجيه ضربة عسكرية منفردة إلى إيران سيتعين عليها ان تأخذ في الاعتبار بعض المخاطر الكبيرة:
- من الانتقام، ليس فقط من إيران، ولكن من الجماعات المسلحة الموالية لها كحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
- من رد الفعل الاقتصادي والدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة والحلفاء.
- من أن يفشل الهجوم الإسرائيلي ومع ذلك يتسبب في ردود الفعل السابقة.
لكن، ما العناصر الأساسية في الجدول الزمني؟
ليست قادرة بعد على وضع رؤوس
نووية في صواريخها
أولا التقنية الإيرانية، إذ قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في يوليو/تموز إن التقنية الإيرانية تجاوزت "خطا أحمر"، بمعنى أنها أصبحت قادرة على انتاج مواد نووية لكنها ليست قادرة بعد على صنع كميات كبيرة منها، كما أنها ليست قادرة بعد على وضع رؤوس نووية في صواريخها. أما رئيس الموساد مائير داغان الذي ينظر إليه باعتباره شخصا أساسيا في صنع سياسة إسرائيل تجاه إيران والذي تم تمديد تفويضه في حدث غير مألوف إلى عام 2010 فقال في يونيو/حزيران إن إيران سيكون لديها رأس نووي صالح في عام 2014.
ثانيا الدبلوماسية، وضمنها تلتقي إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول بالقوى الست الكبرى القلقة بشأن الخطط النووية الإيرانية. وفي مايو/أيار قال أوباما لنتنياهو إنه يتوقع "بنهاية العام" أن يحكم على مدى نجاح الوسائل الدبلوماسية. وقال مسؤول رفيع سابق الأسبوع الماضي إن الغرب إذا لم يوافق على عقوبات مشددة على إيران بنهاية العام فإن إسرائيل سيكون عليها ان توجه ضربتها العسكرية.
إذاً، هل ستقدم إسرائيل على توجه الضربة بمفردها دون دعم أمريكي؟
قال أوباما الذي يختلف مع نتنياهو بشأن المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وتحركات السلام مع الفلسطينيين في يوليو/تموز إنه لم يعط إسرائيل "مطلقا" ضوءا أخضر لشن هجوم. وكان ذلك ردا على تصريحات لنائبه قال فيها إن إسرائيل لديها الحق في التحرك إذا ما أحست بأن هناك "تهديدا لوجودها". وسوف تحجم إسرائيل عن إغضاب حليفتها الرئيسية. ولن ترغب كذلك في مفاجأة واشنطن بتصرف كهذا بل إنها قد تحتاج مساعدة أمريكية أيضا. لكن العديد من المحللين لايزالون يعتقدون أن إسرائيل قد تقدم على شن هجوم على إيران بمفردها.
وهناك تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي أمريكي التسليح يملك المدى الهجومي وقوة النيران اللازمين لتدمير المنشآت النووية الإيرانية دون مساعدة أمريكية. ويقول محللون إن إسرائيل قد ترضى بتعطيل اي برنامج لإنتاج الأسلحة النووية على أمل أن يفلح تغيير سياسي في إنهائه. وربما كان الحديث عن هجوم إسرائيلي منفرد جزءا من خطة لردع إيران أو محاولة لضمان تعاون أمريكي.
كيف يمكن أن تهاجم إسرائيل إيران: سرا أم علنا؟
تمتلك اسرائيل 500 طائرة مقاتلة بينها
طائرات إف-15 و إف-16
تعمل إسرائيل منذ فترة على تطوير قدرات حربية إلكترونية قادرة على عرقلة أنظمة التحكم الصناعية والعسكرية الإيرانية. ويشك قليلون في أن يكون عمل سري يقوم به عملاء الموساد على الأرض ضمن التكتيكات ضد إيران. وميزة التخريب على توجيه ضربة جوية قد يكون امكانية انكاره.
كيف ستنشر اسرائيل القوات العسكرية؟
جواً: تمتلك اسرائيل 500 طائرة مقاتلة بينها طائرات إف-15 و إف-16 قادرة على ضرب غرب ايران وأبعد من ذلك اذا تزودت بالوقود في الجو، وهو اسلوب تدربت عليه القوات الجوية. وبوسع الطائرات الاسرائيلية الطيران فوق دول عربية معادية باستخدام تكنولوجيا تجعلها غير مرئية لاجهزة الرادار. والطائرات المسلحة بقنابل "خارقة للتحصينات" يمكن اطلاقها بدقة خارج المجال الجوي الايراني. كما يعتقد ان اسرائيل لديها عشرات من صواريخ اريحا المصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية او نووية الى الخليج. ومن غير المرجح قيام اسرائيل بضربة نووية.
وفي البر، فيمكن نشر القوات الخاصة على الارض لرصد الاهداف ولتدميرها ان امكن عبر عمليات تخريب.
أما عبر البحر، فسبق أن أرسلت اسرائيل احدى غواصاتها الثلاث من طراز دولفين المصنوعة في ألمانيا الى البحر الاحمر عبر قناة السويس في يونيو/حزيران فاتحة طريقاً للخليج. ويعتقد ان الغواصة قادرة على اطلاق صواريخ كروز تحمل رؤوسا تقليدية او نووية.
يبقى الدفاع الصاروخي، إذ تعكف اسرائيل على تحديث صاروخها (ارو) الاعتراضي بدعم مالي من واشنطن، ويمكنها ايضا توقع الاستفادة من سفن ايغيس الامريكية المضادة للصواريخ المنتشرة في البحر المتوسط. كما يزيد رادار استراتيجي امريكي متمركز في اسرائيل من قوة التحالف. العربية