وصل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إلى موسكو، امس، في زيارة تستمر يومين، يتوقع خلالها أن يوقع الطرفان على صفقة بيع 100 دبابة روسية إلى فنزويلا. في غضون ذلك، أعلن شافيز في حديث لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشر، أمس، ان ايران تساعد فنزويلا على تطوير برنامج نووي مدني، لان من حق البلدين اقتناء الطاقة الذرية، متهما من ناحية أخرى، إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق الفلسطينيين.
لو فيغارو : ايران تساعد فنزويلا على تطوير
برنامج نووي مدني
ونقلت "وكالة نوفوستي للانباء" عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية، ان شافيز سيجري محادثات مع القيادة الروسية يتوقع ان يوقعا خلالها صفقة بيع أسلحة إلى كراكاس تضم دبابات من طرازي "تي 72" و"تي 90" بقيمة 500 مليون دولار. كما سيتداولان في صفقات بيع مستقبلية تشمل آليات مقاتلة برية اخرى مصنعة في روسيا. وكان شافيز، الذي يصرف مليارات الدولارات على شراء الأسلحة من روسيا خلال السنوات الأخيرة، أكد أن موسكو وكراكاس تتداولان في عمليات شراء الأخيرة "تي 72" و"تي 90" وآليات عسكرية أخرى.
وقال إن فنزويلا تخطط لشراء الاسلحة الروسية في ظل احتمال زيادة التسلح العسكري الأميركي في كولومبيا المجاورة. يذكر أن روسيا وقعت خلال العامين 2005 و2007، 12 صفقة بيع أسلحة إلى فنزويلا بقيمة 4.4 مليار دولار.يشار الى أن شافيز يقوم حالياً بجولة زار خلالها كلاً من ليبيا والجزائر وسورية وايران وتركمانستان وإيطاليا وبيلوروسيا، إضافة إلى روسيا. من ناحية أخرى، قال الرئيس الفنزويلي لـ "لو فيغارو"، ان ايران تساعد فنزويلا على تطوير برنامج نووي مدني. وقام شافيز، حليف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بزيارة طهران في 5 و6 سبتمبر الجاري. وقال: "اشكره (احمدي نجاد) لنقل التكنولوجيا من ايران الى فنزويلا. وقعنا اتفاقا جديدا الاسبوع الماضي في طهران. ويحق لايران تطوير طاقتها النووية كما تفعل فرنسا والعديد من الدول، ولما لا فنزويلا". وأكد معارضته لبرنامج نووي لمآرب عسكرية.
وقال: "اتحدث باسم فنزويلا، وفي نظري فان استخدام القنبلة سيكون بمثابة كارثة. لذلك يجب الانتهاء من ذلك والذهاب باتجاه ازالة الاسلحة في شكل معمم". وكان شافيز صرح في طهران بان فنزويلا تعمل على مشروع اولي لبناء "قرية نووية" بمساعدة ايران "ليتمكن الشعب الفنزويلي من الاعتماد على هذا المصدر الرائع للطاقة الذي يستخدم لغايات مدنية في المستقبل".
"يدي لا تزال ممدودة لباراك أوباما
وللشعب الأميركي"
واضاف "انني متأكد ان ايران ليست في صدد صنع القنبلة. فضلا عن ذلك لم يقدم احد الدليل" على ذلك. وتابع "ان كانت اوروبا والولايات المتحدة يساورهما القلق فهما برأيي على خطأ، فلتكونا مترابطتين ولتقترحا ميثاقا برعاية الامم المتحدة للتوصل الى ازالة الاسلحة النووية في شكل تام".وفي موضوع آخر، اتهم الرئيس الفنزويلي، إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق الفلسطينيين. وقال: "الاسرائيليون لا يرغبون فحسب في إبادة الفلسطينيين بل إنهم يفعلون ذلك على الملأ".
وذكر شافيز بالهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في أواخر العام الماضي، وقال: "ماذا يمكن أن نطلق عليه ما لم يكن إبادة جماعية؟".وحول ما إذا كانت هذه العملية العسكرية ردا على إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني، قال: "أعتقد أن هذا الأمر يصعب تصديقه... الاسرائيليون كانوا يبحثون عن عذر لابادة الفلسطينيين".وهاجم شافيز السياسات الاسرائيلية أكثر من مرة، حيث قارن حكومة عام 2006 بالزعيم النازي هتلر ومحاولاته لابادة اليهود.من ناحية أخرى، أعرب عن خيبة أمله في الولايات المتحدة، وقال إن الرئيس باراك أوباما أيقظ الكثير من الآمال لكنه لم يغير سوى القليل حتى الآن. وقال إن نشر جنود أميركيين في سبعة مواقع في كولومبيا هو "إشارة سلبية للغاية". وأضاف أن موقف الولايات المتحدة لم يكن واضحا في أعقاب الإطاحة برئيس هندوراس وقال إنه يأمل في أن يوضح أوباما أفكاره في المستقبل بشكل أكبر. وأكد شافيز: "يدي لا تزال ممدودة لباراك أوباما وللشعب الأميركي".