قضايا الاغتصاب الاعتداء المخل بالاداب أشبه بحبلٍ طويل لا ينقطع ولا يتوقّف طالما أن "الوحوش البشريّة" تقتل "الورود" ولا تكتفي بقطفها فقط، وهذا الحبل "الفظيع" يطال الكثير من فتيات العالم، إلا أن الفظاعة الكبرى عندما يبقى "الوحش الآدمي" حرًا طليقًا ينهش أجساد العذارى.
وفي أجدد نتائج لقضايا الإغتصاب تم محاكمة جندي أمريكي سابق يبلغ من العمر 24 عاماً بعد إدانته باغتصاب وقتل فتاة عراقية في عام 2006 وقتل عائلتها، وصدر قرار القاضي الفيدرالي بالسجن المؤبد لهذا الجندي. وكان غرين قد أدين في مايو/أيار الماضي بالتهم الـ17 الموجهة ضده وبينها اغتصاب وقتل عبير الجنابي البالغة من العمر 14 عاماً وقتل والدتها ووالدها وشقيقتها البالغة من العمر ستة أعوام في منزلهم.
وكان الجندي السابق اتهم بأنه زعيم المجموعة المؤلفة من خمسة جنود والتي خططت لعملية القتل بعد جلسة احتساء للخمر عند حاجز تفتيش في المحمودية جنوب بغداد. وحكم على 3 جنود آخرين بالسجن المؤبد أمام محاكم عسكرية، فيما حكم على الرابع بالسجن 27 شهراً بتهمة مراقبة هذه الافعال. وكان غرين يحاكم أمام محكمة مدنية بعد تسريحه من الجيش بسبب "اضطرابات في شخصيته" قبل ظهور دوره في الجريمة. وقد طلب المدعون من هيئة المحلفين فرض عقوبة الاعدام، لكن لم يتم التوصل الى اجماع لدى هذه الهيئة لاصدار هذا الحكم، وصدرت بحقه خمس عقوبات بالسجن المؤبد.
وخلال الجلسة المغلقة للنطق بالحكم، وصف غرين بأنه "مجرم ومنحرف" ويستحق عقوبة الاعدام، فيما قال آخرون إنه "محارب محطم المشاعر" يجب عدم معاقبته بالاعدام. ووصف اثنان من رفاقه الجنود كيف قاموا بالتنكر وتبديل ملابسهم قبل ارتكاب الجريمة لإبعاد الشبهات عنهم والايحاء بأن متمردين ارتكبوا الجريمة، وقاموا بعد ذلك بإحراق جثة الفتاة وملابسهم في محاولة لمحو آثار الجريمة.
وقالا ان غرين اقتاد شقيقة عبير الجنابي ووالديها الى غرفة اخرى وقتلهم فيما كان جنديان آخران يتناوبان على اغتصابها. ثم قام غرين بدوره باغتصابها قبل ان يضع اريكة على وجهها ويطلق النار عليها، ثم قام الجنود بإحراق المنزل. وفيما أقرّ غرين بجرائم القتل عندما حضر مفتشون عسكريون الى موقع الجريمة في اليوم التالي، لم يظهر تورّط الجنود الأمريكيين إلا حين تحدث معالجون نفسيون معهم بعد عدة أشهر.