قضى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، 54 عامًا، ليلة أمس في مستشفى "فال دو غراس" العسكري بباريس من أجل الحصول على العلاجات الضرورية بعد أن نقل إلى المستشفى إثر شعوره بإرهاق شديد خلال ممارسته لتمارين الجري في عطلة نهاية الأسبوع، وأكد الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان لوكالة فرانس برس أن نيكولا ساركوزي الآن "في صحة جيدة".

وأفاد محيطون بالرئيس في وقت سابق بأنه خضع إلى فحوص طبية في مستشفى "فال دي غراس" العسكري بباريس، وأنه أصيب فقط بـ "إغماء بسيط". وقد أفاد مصدر حكومي بأن الرئيس كان في مقر إقامته في لانترن في فرساي قرب باريس عندما أصيب بوعكة صحية، وشوهد إثر ذلك تحليق لمروحية عسكرية فوق غابة فرساي. وكان قصر الإليزيه قد نشر بيانا يعلن فيه الخبر.

نشاط ساركوزي قد يكون سبب توعكه

نيكولا ساركوزي الآن
"في صحة جيدة"

يعرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشغفه بالرياضة، فهو غالبًا ما يشاهد وهو يمارس تمارين العدو أو راكبًا الدراجة. من ناحية أخرى يتميز ساركوزي بنشاطه وتواجده المكثف في مختلف الميادين، وهو ما دفع إرفي ألغاروندو، مساعد رئيس تحرير مجلة "نوفل أوبزرفاتور" الفرنسية، إلى التصريح لفرانس 24 بأن: " نيكولا ساركوزي ليس رئيسا فحسب بل هو أيضا رئيس وزراء ورئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، ويمارس أحيانًا، حسب الأحداث اليومية، دور وزير الاقتصاد أو وزير التعليم ... إلخ. إنه رجل لا يقتصد في طاقته ولا يتجنب الضغوط".

وأضاف الصحفي دافيد كروسمان، المختص في السياسة الفرنسية: "إن الناطقين باللغة الإنجليزية يلقبونه بـ"ساركوزي السريع". ولكنه مع ذلك لا يمكنه أن يواصل، على المدى الطويل، هذا النسق من الحياة الذي يعيش عليه منذ سنتين". وتؤيد مصادر طبية هذه الافتراضات؛ فهي تفيد أن هذا النوع من الإغماء ينتج عادة عن نشاط زائد للعصب الذي يعمل على خفض وتيرة نبض القلب، خصوصا عند ممارسة رياضة عنيفة، ولكنه لا يشكل خطرًا على حياة المصاب.

وقبيل أن يعلن عن نقل ساركوزي إلى المستشفى، أصدر قصر الإليزيه بيانا جاء فيه " أصيب رئيس الجمهورية اليوم بوعكة بينما كان يمارس الرياضة، وتولى طبيبه الأمر على الفور. وهو يخضع الآن لفحوص إضافية. وستصدر معلومات أخرى لاحقـًا".

ونشر مكتب ساركوزي نتائج فحص صحي دوري للرئيس أوائل يوليو/تموز 2009 أوضحت أنه أجرى فحوصات على القلب والدم وأن نتائجها لا تظهر أي مشكل صحي. ونقل ساركوزي لفترة قصيرة إلى المستشفى في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2007 وهو نفس العام الذي تولى فيه السلطة للعلاج من ذبحة صدرية.