فيما أعلنت البحرية الإسرائيلية السيطرة على سفينة تحمل مساعدات إنسانية بدعوى كسر الحصار المفروض على غزة، قالت "حركة غزة حرة" المنظمة للرحلة، أن النائب الأمريكي السابقة والحائزة على جائزة نوبل، سينثيا ماكيني، من ضمن نشطاء أجانب على متن الرحلة التضامنية. وقالت المنظمة إن السلطات الإسرائيلية احتجزت إلى جانب ماكيني، وخدمت ستة فترات متتالية كنائب عن ولاية جورجيا في مجلس النواب الأمريكي، عشرين ناشطاً، كانوا على متن الرحلة، وتحمل أسم "روح الإنسانية" لإيصال مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر.
وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه حذر السفينة "أوريون" مسبقاً بأنه لن يسمح لها بدخول المياه الساحلية لغزة: "نظراً لمخاطر أمنية في المنطقة والحظر البحري المفروض"، على حد زعمه. وأوضح أن السفينة المذكورة تجاهلت كافة التحذيرات ودخلت غزة، الأمر الذي دفع بالقوات البحرية اعتراضها وإرغامها على تغيير وجهتها والإبحار إلى ميناء إسرائيلي.
سينثيا ماكيني.. النائب المحتجز!!
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "لم تطلق أي طلقات نارية أثناء السيطرة على السفينة، مضيفاً إنه سيجري تسليم طاقم السفينة إلى "السلطات المعنية"، دون الإفصاح عن هوياتهم. وكانت السفينة الصغيرة قد انطلقت من قبرص وعلى متنها نشطاء من "حركة غزة حرة" الأمريكية، ومساعدات إنسانية للفلسطينيين في القطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتفرض عليه إسرائيل حظراً خانقاً.
ونددت المشرعة الأمريكية السابقة بالخطوة الإسرائيلية، قائلة: "هذا انتهاك مفرط للقانون الدولي.. قاربنا لم يكن في المياه الإسرائيلية، ونحن في رحلة إنسانية إلى قطاع غزة، قبيل أن تصادر السلطات هواتفنا النقالة". وبحسب ما نقلت "حركة غزة حرة"، تابعت ماكيني: "الرئيس أوباما طلب من إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء، وهذا تحديداً ما حاولنا القيام به، ونحث المجتمع الدولي المطالبة بإطلاق سراحنا لاستئناف رحلتنا".
ويذكر أن رحلة "روح الإنسانية" هي الرحلة الثامنة التي تقوم بها "حركة غزة حرة"، نجحت خمسة منها، وأحبط الجيش الإسرائيلي محاولات أخرى في يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول عام 2008. وإلى ذلك، حمَّلت الحكومة الفلسطينية المقالة إسرائيل المسؤوليةَ عن حياة ركاب سفينة "روح الإنسانية"، ووصفت ما جرى بـ"القرصنة البحرية الجبانة" بحقِّ المتضامنين الأجانب مع سكان قطاع غزة المحاصر.
واستنكر طاهر النونو ما أسماه بـ"القرصنة الصهيونية"، مطالبًا بإطلاق سراح المتضامنين بشكل فوري، وأكد أن هذا الحادث يعكس "همجية الاحتلال، وضرب بكل المواثيق والقوانين عرض الحائط، وشدَّد على أن كل هذه الممارسات لن تُفلح في ثني محاولات كسر الحصار وإرادتها التي تتعاظم في مختلف أنحاء العالم."