حكم قاض امريكي بغرامة مقدارها 50 ألف دولار على مهندس سابق في الجيش بتهمة تسريب وثائق سرية إلى اسرائيل خلال الثمانينات. ولم يتضمن الحكم الذي اصدره القاضي ويليام باولي أية عقوبة بالسجن على بن امي كادش (85 عاماً) الذي ولد في الولايات المتحدة ونشأ في فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
سمح ليوسي بتصوير الوثائق
التي طلبها في قبو منزله
وأعرب القاضي باولي عن استغرابه من استغراق هذه القضية التي تمس الأمن القومي الامريكي 23 عاماً للتحقيق فيها. وكان كادش اعترف في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتسريب الوثائق إلى اسرائيل في الفترة من 1979 إلى 1985.
وأضاف كادش أنه سمح ليوسي ياجور عميل الحكومة الاسرائيلية بتصوير الوثائق التي طلبها في قبو منزله. واعتذر كادش عما ارتكبه واصفاً ما فعله بأنه "خطأ" و"عدم تقدير"، مضيفاً "ظننت أنني كنت اساعد دولة اسرائيل دون ايذاء الولايات المتحدة". وقال المحققون إن كادش كان مدفوعاً على ما يبدو بالرغبة في مساعدة اسرائيل.
ووبخ القاضي كادش لسماحه للاسرائيليين بسرقة الوثائق السرية من مركز لبحوث التسلح في ولاية نيو جيرسي حيث كان يعمل. واضاف القاضي أن من الصعب اعتبار ما قام به خطأً بسيطاً، لكن الحكم عليه بالسجن لن يخدم غرضاً لكبر سنه وحالته الصحية ولأن الحكومة قللت بصورة كبيرة من خطورة التهم.
وقال القاضي مخاطباً كادش "هذا لم يكن خطأ واحد، لقد كان ذلك عبر سنوات عديدة". وبدا كادش وكأنه غرق في النوم خلال المحاكمة، بينما كان محاميه يجادل للحصول على حكم مخفف بحقه.
يذكر أن كادش نشأ منذ سن الرابعة في مزرعة في منطقة صارت لاحقاً ضمن دولة اسرائيل، وحارب فيما بعد في الجيشين البريطاني والامريكي خلال الحرب العالمية الثانية. وتقول الحكومة الامريكية إن كادش سمح لياجور بتصوير وثائق تتعلق بأسلحة نووية ونسخ من طائرة (اف 15) ونظام الدفاع الصاروخي الامريكي.