خلال نوفمبر 1916، شهدت الولايات المتحدة الأميركية الانتخابات الرئاسية الثالثة والثلاثين بتاريخها والتي وضعت المرشح، والرئيس المنتهية ولايته، وودرو ولسن في مواجهة المرشح الجمهوري تشارلز إيفانز هيوس (Charles Evans Hughes). وجرت تلك الانتخابات بفترة تميزت باحتدام المعارك على الساحة الأوروبية ضمن الحرب العالمية الأولى والثورة المكسيكية على الحدود الجنوبية للبلاد.
فوز ولسن بولاية ثانية
في تلك الفترة أثرت هذه الأحداث بشكل كبير على مجرى الانتخابات الأميركية. فمنذ بداية النزاع العالمي، اتخذت الولايات المتحدة موقف الحياد نائية بنفسها عن الصراع بأوروبا. وخلال الحملات الانتخابية، دافع الديمقراطيون على سياسة ولسن وطالبوا الناخبين بالتصويت له لضمان بقاء الولايات المتحدة على موقف الحياد وابتعادها عن النزاع العالمي.
في المقابل، انتقد الجمهوريون سياسة ولسن ووصفوها بالخطيرة مؤكدين على عدم قيامه بأية استعدادات لمواجهة إمكانية تعرض البلاد لهجوم وجرها نحو الحرب العالمية الأولى. وخلال هذه الانتخابات التي جرت يوم 7 نوفمبر 1916، فاز الرئيس وودرو ولسن بولاية ثانية عقب فوزه بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي الذي حصل به على 277 صوتاً مقابل 254 صوتا لمنافسه تشارلز إيفانز هيوس.
اعتداء على نساء معتصمات
عقب انتخابه رئيساً لولاية ثانية، أقيم حفل تنصيب ولسن بشكل خاص يوم الأحد 4 مارس 1917 بغرفة الرئيس بمبنى الكابيتول قبل أن يقام فيما بعد علناً باليوم التالي بالرواق الشرقي لمبنى الكابيتول. من جهة ثانية، أشرف رئيس المحكمة العليا إدوارد وايت (Edward D. White) على أداء ولسن القسم رئيساً للبلاد. وبطريقة مشابهة لما حصل قبل حفل تنصيب ولسن سنة 1913 عندما تعرضت عدد من النساء المتظاهرات للضرب من قبل الشرطة قرب البيت الأبيض في واشنطن، اعتدى عدد من الرجال على مجموعة من النساء الحقوقيات قبيل حفل التنصيب الثاني.
فخلال الأيام التي سبقت حفل التنصيب سنة 1917، تجمهرت العديد من النساء أمام البيت الأبيض واتجهن للاعتصام لمطالبة ولسن بمنحهن حق الانتخاب. وفي تلك الفترة، تعاطف مع المتظاهرات واتجه للابتسام لهن كلما غادر البيت الأبيض. وقبيل حفل تنصيب ولسن الثاني بداية من يوم 4 مارس 1917، هاجمت مجموعة من الرجال النساء المعتصمات أمام البيت الأبيض وتسببوا في إصابة العديد منهن. وفي الفترة التالية، ألقت الشرطة القبض على العديد من الأفراد من كلا الطرفين قبل أن تتوجه لإطلاق سراحهم فيما بعد.
فيما ساهمت هذه الحادثة، وغيرها، في زيادة الدعم لفكرة منح النساء حق التصويت. وبحلول أغسطس 1920، أضيف التعديل التاسع عشر للدستور الذي نص على منح حق التصويت لجميع الأميركيين من كلا النوعين. إلى ذلك، لم يتمسك ولسن برأيه بمجال الحرب العالمية الأولى ونكث بوعوده. فبعد نحو شهر واحد من حفل التنصيب، وافق على دخول بلاده الصراع العالمي إلى جانب البريطانيين والفرنسيين.