بعد فوز أبراهام لينكولن بالانتخابات الرئاسية عام 1860، اتجه العديد من الولايات الجنوبية لمغادرة الاتحاد مفضلة الانفصال وتشكيل ما عرف بالولايات الكونفدرالية الأميركية. وبحلول شهر نيسان/أبريل 1861، اندلعت الحرب الأهلية الأميركية بين الولايات الشمالية والجنوبية. ثم عرفت الحرب الأهلية الأميركية نهايتها خلال شهر أيار/مايو 1865، أي بعد ما يزيد عن 4 سنوات من القتال. وعلى الرغم من تسببها في مقتل ما يزيد عن 600 ألف أميركي، أسفرت هذه الحرب عن إجهاض العبودية بشكل رسمي بكامل أرجاء البلاد، كما منحت ذوي الأصول الإفريقية العديد من الحقوق التي حرموا منها على مدار قرون.
الوضع عقب الحرب الأهلية
إلا أن عملية إلغاء العبودية وتحرير العبيد لم ترق لجميع الأميركيين. فبالجنوب، رفض البيض ذلك واتجهوا لممارسة ضغوطات ضد ذوي الأصول الإفريقية. وأثناء فترة الانتخابات، لم يتردد البيض الجنوبيون في تشكيل ميليشيات للاعتداء وإرهاب السود أملا في منعهم من ممارسة حقهم الانتخابي. من جهة ثانية، شهدت السنوات التي تلت إلغاء العبودية انتخاب عدد من ذوي الأصول الإفريقية المحررين والبيض المناصرين للمساواة العرقية بمناصب هامة بمختلف أرجاء الولايات الجنوبية.
في الأثناء، أثار هذا الأمر غضب العديد من البيض العنصريين الذين عبّروا عن قلقهم وسخطهم من خسارتهم للحرب الأهلية مؤكدين على رغبتهم الشديدة في ترسيخ سيادة البيض بالقانون بالمناطق الجنوبية. وأملا في ضمان تواصل تطبيق القوانين التي منحت العبيد المحررين العديد من الحقوق، اتجهت القوات الفيدرالية، خلال فترة إعادة الإعمار التي استمرت بين عامي 1865 و1877، للتمركز بجميع مناطق الجنوب بهدف تهدئة المنطقة والسهر على سير الانتخابات. بالمقابل، منعت بعض القوانين الصادرة ما بين عامي 1870 و1871 البيض من التجمهر لتعطيل سير الانتخابات كما سمحت للحكومة الفيدرالية باستخدام قواتها للدفاع عن الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية وحقوقهم.
مذبحة عقب انتخابات حاكم لويزيانا
وخلال العام 1872، اتخذت الأحداث منحى خطيرا عقب اندلاع مواجهات مسلحة بلويزيانا خلال الانتخابات. فعقب انتخابات حاكم الولاية للعام 1872، اتجه كل من مناصري الفصل العنصري ومؤيدي إعادة الإعمار وحقوق السود لإعلان نصرهما بهذه الانتخابات. وأمام هذا الوضع، اندلعت بين الطرفين معارك قانونية سرعان ما تطورت لتتحول لاشتباكات مسلحة. وبتلك الفترة، لم يتردد هذان الفريقان في إرسال ميليشياتهما لاحتلال المباني الحكومية بلويزيانا أملا في بسط نفوذهما عليها.
وبحلول شهر آذار/مارس 1873، احتلت قوات إعادة الإعمار مبنى محكمة غرانت باريش (Grant Parish) بكولفاكس (Colfax). وفي الأثناء، احتلت هذه القوات مبنى المحكمة لأسابيع. فبحلول يوم 13 نيسان/أبريل 1873، سارت قوات تكونت من 300 من البيض العنصريين نحو المحكمة. وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات مسلحة بين الطرفين. وخلالها، عمد البيض لتوجيه مدفع نحو مبنى المحكمة مجبرين بذلك من تواجدوا داخلها، حوالي 60 شخصا، على الاستسلام.
لاحقا، لم يتردد أفراد ميليشيا البيض العنصريين في إعدام جميع الأسرى والجرحى قبل أن يتجهوا للتفرق بمختلف أرجاء المنطقة جاعلين من جميع السود الذين اعترضوا طريقهم هدفا للرصاص. يذكر أن هذه الأحداث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا من ذوي الأصول الإفريقية. وبينما رفضت الولاية القيام بإجراءات قانونية ضد المعتدين، تدخلت القوات الفيدرالية وألقت القبض على 97 مشتبها به ممن دِينوا لاحقا حسب القوانين التي ظهرت بين عامي 1870 و1871. وبعد فترة احتجاز وجيزة، أطلق سراح جميع المشتبه بهم عقب صدور قرار من المحكمة العليا أعلنت من خلاله إلغاء جميع هذه القوانين الصادرة بين 1870 و1871.