في أكثر من مناسبة، شهدت الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الانتخابات الرئاسية ظهور فضائح ومفاجآت أثرت بشكل كبير على مجريات الانتخابات وأسفرت في النهاية عن قلب نتائج الاستطلاعات وهزيمة من وصف، قبل الانتخابات، بالفائز والرئيس المستقبلي. وخلال انتخابات العام 1888، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع فضيحة تسببت فيها رسالة وأسفرت عن هزيمة الرئيس غروفر كليفلاند (Grover Cleveland) الذي سعى جاهدا للفوز بولاية ثانية.
رسالة واسم مستعار
فقبل فترة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، كتب السياسي الجمهوري، المنحدر من ولاية كاليفورنيا، جورج أوسغودبي (George Osgoodby) رسالة للسفير البريطاني بالولايات المتحدة الأميركية السير ليونيل ساكفيل ويست (Lionel Sackville-West). وبهذه الرسالة، استخدم أوسغودبي اسما مستعارا حيث أطلق على نفسه تشارلز أف. مورشيسون (Charles F. Murchison) ووصف نفسه بأنه رجل إنجليزي سابق أصبح الآن مواطنا من كاليفورنيا. وبهذه الرسالة، طلب جورج أوسغودبي، الذي انتحل هوية مزيفة، من السفير البريطاني إرشاده نحو المرشح الذي يجب التصويت له بالانتخابات المقبلة.
وبطريقة غير حكيمة، ردّ السفير البريطاني على رسالة السياسي الجمهوري أوسغودبي واقترح عليه التصويت للمرشح الديمقراطي غروفر كليفلاند مؤكدا على ضرورة اتخاذ هذا الخيار خدمة لمصالح بريطانيا بالمنطقة. من جهة ثانية، أكد السفير البريطاني ساكفيل ويست على وقوف الجمهوريين ضد مصالح بريطانيا وكندا واتخاذهم لموقف عدائي ضد لندن منذ حصولهم على الأغلبية بمجلس الشيوخ. وبرسالته، تحدث السير ليونيل ساكفيل ويست عن حتمية اعتماد غروفر كليفلاند لموقف أكثر ليونة مع المصالح البريطانية في حال فوزه بولاية ثانية.
خسارة الانتخابات بسبب تصويت الأيرلنديين
وانتقاما للفضيحة التي تسبب بها الديمقراطيون بالانتخابات السابقة عام 1884 حول مسألة "الروم والرومانية والكاثوليكية" وتسببت بخسارة المرشح الجمهوري جيمس بلين (James Blaine) وفوز غروفر كليفلاند، اتجه الجمهوريون، قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية للعام 1888، لنشر محتوى الرسالة التي بعث بها السفير البريطاني بالولايات المتحدة الأميركية.
جاءت هذه الرسالة لتسبب فضيحة مدوية قبل فترة وجيزة من الانتخابات. وبسببها، اتجه الأميركيون من أصل أيرلندي للتصويت للمرشح الجمهوري بنجامين هاريسون (Benjamin Harrison). إلى ذلك، خسر غروفر كليفلاند رئاسيات العام 1888 بسبب هذه الفضيحة. فبالتصويت الشعبي، تفوق كليفلاند على هاريسون بفارق 0.8 نقطة وانتصر بـ18 ولاية. وعلى الرغم من تفوقه بالتصويت الشعبي، خسر كليفلاند الانتخابات حيث حاز على 168 مقعداً بالمجمع الانتخابي بينما نال منافسه هاريسون 233 مقعدا.